الجنوب يتوحد: من حضرموت العسكرية إلى لحج السياسية.. خطوات متتابعة نحو استعادة الدولة

القوات المسلحة الجنوبية
القوات المسلحة الجنوبية

شهدت محافظة لحج الجنوبية تصعيدًا سياسيًا هامًا يؤكد العزيمة المتجددة لـ المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن نحو تحقيق الهدف الأسمى للجنوبيين. 

حيث دعا وضاح الحالمي، رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس في لحج، أبناء المحافظة إلى بدء اعتصام مفتوح كخطوة ضغط شعبية متواصلة، غايتها الوحيدة هي استعادة دولة الجنوب العربي وإعلان سيادتها الكاملة. هذا النداء، الذي جاء على خلفية الاحتفال بعيد الاستقلال والاحتفاء بـ انتصارات القوات المسلحة الجنوبية الأخيرة في حضرموت، يمثل ترجمة فورية للنجاحات العسكرية إلى زخم سياسي وشعبي لا يمكن تجاهله.

دلالات الانتصار العسكري: الوقود السياسي للمطالبة بالسيادة

تأتي دعوة الحالمي في وقت بالغ الحساسية، حيث يُنظر إلى انتصارات القوات المسلحة الجنوبية في المحافظات الشرقية، وتحديدًا في حضرموت، كدليل قاطع على القدرة العسكرية للجنوبيين على فرض الإرادة الشعبية على الأرض. أكد الحالمي أن هذه الانتصارات ليست مجرد مكاسب ميدانية، بل هي "ثمرة لصمود وتضحيات أبناء الجنوب"، وتؤكد "عزمنا على استعادة دولتنا وسيادتنا".

لقد كانت سيطرة القوات الجنوبية على مواقع حيوية في حضرموت، وما تبعها من انتشار في المهرة، بمثابة نقطة تحول استراتيجي رفعت سقف المطالبات السياسية. فالجنوبيون يرون في هذه التحركات العسكرية إنهاءً فعليًا لنفوذ القوى المعارضة للاستقلال داخل حدود دولتهم السابقة، مما يمهد الساحة لخطوة سياسية حاسمة. إن ربط الاحتفال بذكرى الاستقلال بـ تحرير حضرموت يرسخ فكرة أن المسار العسكري والسياسي هما وجهان لعملة واحدة، هدفهما تحقيق الاستقلال الثاني.

الاعتصام المفتوح في لحج: ضغط شعبي لإعلان الدولة

تُعد دعوة وضاح الحالمي لـ اعتصام مفتوح في لحج خطوة تصعيدية تهدف إلى حشد الشارع الجنوبي والمضي بالعملية السياسية قدمًا دون تردد. فالاعتصامات المفتوحة تُعتبر إحدى أدوات الضغط المباشر على القيادة السياسية والمجتمع الدولي، وتجسد رفضًا قاطعًا لاستمرار الوضع الراهن.

استعرض الحالمي في خطابه المعاناة الطويلة التي مر بها أبناء الجنوب لأكثر من 33 عامًا، منذ الوحدة في عام 1990، والتي وصفها بـ "شتى صنوف الذل والحرمان". وشدد على أن الوقت قد حان لعودة دولة الجنوب العربي وتمكين أبنائها من الثروات الطبيعية التي ظلت لسنوات تحت سيطرة أطراف أخرى. هذا التأكيد على الثروات يعكس البعد الاقتصادي للمطالبة بالسيادة، حيث يُنظر إلى استعادة الدولة كسبيل وحيد لإنهاء الفساد والتمتع بموارد الوطن.

ولم يكتفِ الحالمي بالدعوة للاعتصام، بل وجه مطالبة مباشرة وعلنية إلى الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، بضرورة إعلان دولة الجنوب العربي بشكل رسمي. هذه المطالبة تضع الزبيدي أمام مسؤولية تاريخية لاستغلال الزخم العسكري والقبول الشعبي الواسع في الجنوب لترجمة الأهداف إلى واقع سياسي معلن.

رسائل دولية وإقليمية: المطالبة باحترام إرادة شعب الجنوب

لم تقتصر دعوة انتقالي لحج على الشأن الداخلي، بل حملت رسائل واضحة ومباشرة للمجتمع الدولي والإقليمي. طالب الحالمي دول الإقليم، والتحالف العربي، والمجتمع الدولي، والأمم المتحدة بـ "الاعتراف بحق شعب الجنوب في نيل حريته واستعادة دولته"، و"احترام إرادة شعب الجنوب العربي".

تأتي هذه المطالبات في سياق جهود التسوية الشاملة في اليمن، حيث يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي لضمان أن تكون قضية استعادة السيادة الجنوبية حاضرة بوضوح وفاعلية على طاولة المفاوضات الدولية. فالاعتراف الدولي والإقليمي يُعد حجر الزاوية لتحقيق الاستقلال وضمان استقرار الدولة الجديدة. ويشدد الجنوبيون على أنهم يمتلكون المقومات والقدرة على تحقيق أهدافهم وطموحاتهم، وأن الاعتصام المفتوح يمثل دليلًا على الإرادة الشعبية الصلبة والغير قابلة للمساومة.

مرحلة تحويل المكاسب الميدانية إلى سيادة كاملة

إن دعوة وضاح الحالمي من محافظة لحج لـ اعتصام مفتوح يشير إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي قد دخل مرحلة تفعيل الضغط الشعبي لتحصيل المكاسب السياسية الفورية بناءً على النجاحات العسكرية الأخيرة، وتحديدًا بعد تحرير حضرموت. هذه الخطوة، التي تتزامن مع المطالبة الصريحة لـ عيدروس الزُبيدي بإعلان الدولة، تُرسخ فكرة أن الجنوب يسير بخطى متسارعة نحو استعادة دولة الجنوب العربي. يبقى التحدي الأكبر هو مدى تفاعل المجتمع الدولي والإقليمي مع هذا التصعيد الشعبي والعسكري، وهل سيتم احترام إرادة شعب الجنوب في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1