المستقبل الواعد.. كيف حررت القوات الجنوبية وادي حضرموت من الإخوان والميليشيات الإرهابية؟
شهد الجنوب العربي فجرًا جديدًا في مساره التحرري بفضل إطلاق القوات المسلحة الجنوبية لعملية "المستقبل الواعد". هذه العملية الاستراتيجية، التي جاءت بتوجيهات مباشرة من اللواء عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، لم تكن مجرد تحرك عسكري، بل كانت نقطة تحول حاسمة انتظرتها حضرموت لعقود.
لقد مثلت هذه العملية استجابة مباشرة وفعّالة للمطالب الشعبية بإنهاء هيمنة الميليشيات الإرهابية وقوات الإخوان المسلمين، الممثلة بالمنطقة العسكرية الأولى، والتي ما دام عانى منها أبناء وادي وصحراء حضرموت.
أهداف استراتيجية متعددة الأبعاد
عملية "المستقبل الواعد" لم تقتصر على هدف عسكري واحد، بل انطلقت بمظلة أهداف واسعة تلامس الأمن القومي والمستقبل السياسي للجنوب. كان الهدف الأساسي هو استعادة السيادة وتطهير مدن ومناطق وادي وصحراء حضرموت من الجماعات الإرهابية والعناصر الإخوانية التي استغلت المنطقة لسنوات طويلة.
كما حملت العملية بعدًا استراتيجيًا إقليميًا بالغ الأهمية، تمثل في قطع خطوط تهريب السلاح الإيراني الذي يغذي مليشيا الحوثي، مما يساهم بشكل مباشر في استقرار المنطقة.
وعلى المستوى الداخلي، هدفت العملية إلى تطبيع الأوضاع وتمكين مؤسسات الدولة الشرعية من القيام بواجباتها، منهية بذلك نفوذًا عسكريًا غير مشروع استمر لأكثر من 30 عامًا. إن إعادة القرار الأمني إلى المؤسسة العسكرية الجنوبية يعد إنجازًا يعكس إرادة أبناء حضرموت في تقرير مصيرهم الأمني.
انتصارات حاسمة وتأمين شامل
أثمرت العملية العسكرية عن تحقيق انتصارات سريعة وحاسمة. نجحت القوات الجنوبية في تحرير المديريات والمواقع الحيوية في وادي وصحراء حضرموت، والسيطرة الكاملة على الممرات والمعسكرات. الأهم من ذلك، تم تأمين الخطوط التي كانت بمثابة شرايين حيوية لتهريب السلاح والنشاط الإرهابي، مما أدى إلى القضاء على بؤر التوتر التي شكلت تهديدًا مستمرًا للأمن القومي الجنوبي.
وتعزز هذا الإنجاز بانضمام قوات كتيبة الحضارم وزملائهم الجنوبيين من المنطقة العسكرية الأولى إلى صفوف القوات المسلحة الجنوبية، وهو ما يعكس الشراكة الوطنية ويؤكد على الهوية الجنوبية للمنطقة.
الانتقال إلى مرحلة التأمين والخدمات
فور اكتمال الجانب العسكري، انتقلت القوات المسلحة الجنوبية بمهارة إلى مرحلة حاسمة لا تقل أهمية، وهي مرحلة تأمين المصالح العامة والخاصة وضمان استمرار عمل مؤسسات الدولة. تم فرض سيطرة محكمة على منشآت استراتيجية حساسة، منها:
البنك المركزي وفروعه والمنشآت المالية.
مطار سيئون وتأمين مرافقه الحيوية.
المقرات الحكومية والمراكز الخدمية والطرق الاستراتيجية.
هذا التأمين الشامل منع أي فراغ أمني محتمل أو عودة للعناصر الخارجة عن القانون.
ثمار التحرير والاستقرار الدائم
النتائج المباشرة لهذه الإجراءات كانت فورية وملموسة. تشهد مدن وادي وصحراء حضرموت اليوم حالة استقرار غير مسبوقة لم تشهدها منذ سنوات طويلة. اختفت المظاهر المسلحة، وتراجعت حالات التوتر والانتهاكات، وعادت الخدمات للعمل بوتيرة أعلى. الأسواق والشوارع استعادت نشاطها الطبيعي، وعادت حالة الطمأنينة إلى المواطنين الجنوبيين، مؤكدة أن حضرموت تسير بخطى ثابتة نحو مرحلة جديدة من الأمن والاستقرار والتنمية.
الجنوب العربي يفرض اليوم واقعًا جديدًا في وادي حضرموت، حيث يكون شاهدًا على استقرار متكامل في أرجائه. هذا المنجز العسكري والأمني ينسجم تمامًا مع تطلعات الجنوبيين في العيش بأمن وسلام، ويدحض أي مخططات مشبوهة تهدف إلى النيل من أمن الجنوب أو استهداف ثرواته من بطش قوى الاحتلال. هذه التطورات تؤكد أن الهوية الجنوبية لحضرموت هي خط أحمر، ولن يُسمح بتهديد أمن واستقرار الوطن.
عملية المستقبل الواعد هي أكثر من عملية عسكرية، إنها تأسيس لمرحلة استقرار شامل تقود الجنوب العربي نحو استعادة دولته.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
