شباب الغضب يؤكدون الانتصار الكاسح: عملية "المستقبل الواعد" تنجح في تحرير وادي حضرموت بالكامل

شباب الغضب
شباب الغضب

في خطوة تمثل نقطة تحول استراتيجية على خارطة الصراع في جنوب اليمن، أصدر "شباب الغضب في وادي حضرموت" بيانًا رسميًا  أكدوا فيه تحقيق الانتصار الكامل والمؤزر لعملية "المستقبل الواعد" العسكرية. 

ونقل البيان تأكيدًا على المشاركة الشعبية والواسعة لقواتهم إلى جانب القوات المسلحة الجنوبية، مشيرًا إلى أن الهدف الاستراتيجي للعملية قد تحقق بتحرير كامل مساحة الوادي والصحراء من قبضة المليشيات الإرهابية والعناصر التابعة لـ "المنطقة العسكرية الأولى".

تحرير شامل وإزاحة لقوات الشمال

يأتي بيان "شباب الغضب" ليضع خاتمة لفصل من التوتر والصراع دام لسنوات في منطقة تعد شريان الحياة الاقتصادي والعسكري للجنوب. وشدد البيان على أن العملية العسكرية التي قادتها القوات المسلحة الجنوبية لم تكن مجرد اشتباكات محدودة، بل كانت خطة شاملة ومدروسة أفضت إلى "تحرير كامل الوادي والصحراء" من قوى وصفها البيان بأنها "مليشيات إرهابية" وعناصر كانت تعمل تحت مظلة المنطقة العسكرية الأولى. وهذا التوصيف يعكس الإصرار الشعبي والسياسي الجنوبي على إنهاء أي تواجد عسكري غير جنوبي في المنطقة، لا سيما وأن أهالي حضرموت لطالما طالبوا بتمكين أبنائهم من إدارة وحماية أراضيهم.

إن التحرير، وفقًا للبيان، يعني طرد القوات التي تتهمها المكونات الجنوبية بإطالة أمد الفوضى وغض الطرف عن النشاط الإرهابي، ما يمهد الطريق لإعادة بناء الأمن والاستقرار تحت قيادة جنوبية خالصة.

المستقبل الواعد: استراتيجية جنوبية محكمة

تشكل عملية "المستقبل الواعد" دلالة على تكتيك عسكري وسياسي متنامٍ للقوات الجنوبية يهدف إلى حسم السيطرة على المناطق الحيوية. ويؤكد مراقبون أن الاسم ذاته يعكس تطلعات الأهل في وادي حضرموت لمرحلة جديدة من الأمن والازدهار الاقتصادي، بعيدًا عن الصراعات المحتدمة في مناطق أخرى. وقد عملت القوات المسلحة الجنوبية على تجميع القوى المحلية والقبلية، بالتنسيق مع الحراك الشعبي المتمثل في شباب الغضب، لضمان دعم داخلي لا يتجزأ من أي عملية عسكرية.

المشاركة الواسعة التي أشار إليها البيان تؤكد أن العملية لم تكن مجرد تحرك عسكري تقليدي، بل كانت بمثابة ثورة شعبية مسلحة تساندها المؤسسة العسكرية الجنوبية. لقد لعبت هذه الجبهة الموحدة دورًا حاسمًا في تحقيق السرعة والفاعلية لـ "المستقبل الواعد"، محبطة بذلك أي محاولات لعرقلة جهود التحرير.

دور شباب الغضب والمكتسبات الشعبية

يمثل "شباب الغضب" الواجهة المدنية والحاضنة الشعبية للمطالبات بتمكين حضرموت. تاريخيًا، نشأت الحركة للدفاع عن حقوق أبناء الوادي والمطالبة بإخراج القوات التي لم تحقق الأمن والاستقرار. وبإعلانهم عن المشاركة الفعالة في العملية، يؤكدون على الإدراك الشعبي العميق لأهمية حماية مكتسبات التحرير.

إن هذا الإعلان يعزز الرواية الجنوبية القائمة على أن التحرير هو تحقيق لإجماع شعبي واسع ومطلب وطني. وتبرز أهمية هذه المشاركة في كونها تضفي شرعية شعبية على العملية العسكرية، وتحولها من مجرد صراع مسلح إلى تجسيد للإرادة الشعبية التي تتطلع لـ تحرير حضرموت والجنوب عمومًا. كما أن تثمين قادة الجنوب لدور القبائل، كما ورد في السياق المرتبط بالعملية، يعكس مدى التلاحم القبلي والمدني في دعم خطة التحرير.

ما بعد التحرير: تطبيع الحياة والأفق السياسي

تزامن هذا الانتصار العسكري مع تصريحات لقادة الجنوب عن أهمية البدء فورًا في جهود تطبيع الحياة في مدن وادي حضرموت. فبمجرد إنجاز الشق العسكري، ينتقل التركيز إلى الجانب الخدمي والإداري، لترسيخ شعور المواطنين بالأمن والاستقرار الفوري. هذا الانتقال السريع من العمليات القتالية إلى تطبيع الحياة هو مؤشر على استعداد القوات الجنوبية والمؤسسات المرتبطة بها لتسلم المسؤولية وإدارة المنطقة.

على الصعيد السياسي، يمثل نجاح "المستقبل الواعد" إنجازًا سياسيًا كبيرًا للمجلس الانتقالي الجنوبي وكل القوى الداعمة لعودة الجنوب كدولة مستقلة. فسيطرة القوات الجنوبية على كامل وادي حضرموت، بما يحويه من ثروات وموقع استراتيجي، يعزز من موقفهم التفاوضي في أي مفاوضات مستقبلية، ويؤكد على قدرتهم على فرض الأمن والواقع على الأرض.

باختصار، يمثل بيان "شباب الغضب" تتويجًا لجهود طويلة ومضنية، مؤكدًا أن عملية "المستقبل الواعد" قد حققت حلم التحرير المنشود، وفتحت صفحة جديدة في تاريخ وادي حضرموت، صفحة عنوانها الأمن والاستقرار تحت قيادة أبنائها. ويترقب الجميع الآن الخطوات القادمة لـ القوات المسلحة الجنوبية نحو ترسيخ الأمن وإدارة المنطقة المحررة بما يخدم مصالح أهلها.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1