المنطقة العسكرية الأولى.. الحصن الإرهابي: لماذا يجب استبدال مليشيات الاحتلال بقوات جنوبية مؤهلة؟
لم تقتصر الكلفة الباهظة لإرهاب قوى الاحتلال اليمني وتنظيماته المتطرفة على الشعب الجنوبي فحسب، بل امتدت لتطال التحالف العربي، وعلى وجه الخصوص القوات السعودية المنتشرة في محافظة حضرموت لدعم الاستقرار.
تُعد مدينة سيئون في وادي حضرموت شاهدة على تاريخ طويل من الإرهاب الممنهج الذي نفذته قوى الشر اليمنية، وفي مقدمتها المليشيات الحوثية بالتنسيق والتخادم الخطير مع المليشيات الإخوانية. هذه العمليات المتراكمة تكشف عن نمط واحد ومخطط مشبوه يهدف لزعزعة الأمن وضرب الشراكة الإقليمية.
ملف استهداف القوات السعودية: حوادث متكررة
على امتداد سنوات وجود القوات السعودية في سيئون ووادي حضرموت ضمن جهود التحالف العربي لدعم الشرعية ومكافحة الإرهاب، تعرضت هذه القوات لسلسلة من الهجمات المنظمة التي نفذتها جماعات إرهابية وعناصر تابعة للحوثيين والإخوان، سعيًا لزعزعة الاستقرار واستهداف الشركاء الميدانيين.
تبرز من دفاتر التاريخ عدد من الأمثلة المفجعة:
2019 - سيئون: شنت قوى الشر عملية إرهابية غادرة أدت إلى استشهاد خمسة عسكريين سعوديين، كان من ضمنهم قائد قوات التحالف في مديريات وادي حضرموت العقيد بندر العتيبي.
2020 - العبر: شهدت منطقة العبر بوادي حضرموت عملية إرهابية أخرى أودت بحياة جنديين سعوديين على يد خلايا الإرهاب الحوثي والداعشي، مما أكد التداخل بين هذه التنظيمات.
2024 - سيئون (حادث معسكر التدريب): وقع هجوم إرهابي خطير داخل معسكر تدريب في مدينة سيئون، حيث قام أحد عناصر المنطقة العسكرية الأولى بفتح النار على قوات سعودية. أسفر الهجوم عن استشهاد ضابط وضابط صف سعوديين وإصابة آخر. والأخطر هو أن منفّذ الهجوم له صلة بـتنظيمات إرهابية وهو من منسّبي قيادة المنطقة العسكرية الأولى، وقد فرّ بعد الحادث، ما يؤكد تغلغل الإرهاب داخل مؤسسات الاحتلال.
تداخل النفوذ: صناعة الفراغ الأمني
تكشف هذه العمليات الإرهابية المتكررة والمميتة عن نمط واحد متكرر وهو العمل ضمن مخطط مشبوه لصناعة فراغ أمني تستفيد منه التنظيمات المتطرفة على اختلاف مسمياتها.
لا تقف خطورة هذه الهجمات عند حدود ضررها المباشر في الأرواح والمعدات، بل تتجاوز ذلك لتكشف عن حقيقة البيئة الميدانية المعقدة في وادي حضرموت، وهي منطقة لطالما حذّر منها أبناء الجنوب العربي. هذه المنطقة تتداخل فيها نفوذ الجماعات المتطرفة (القاعدة وداعش) مع بؤر النفوذ الحوثي والإخواني، ما ينتج مزيجًا خطيرًا من التهديدات المتشابكة التي تُبقي حضرموت تحت ضغط مستمر، وتهدد الأمن القومي للجنوب والتحالف.
هذا التخادم الاستخباراتي بين الأطراف المعادية يهدف بالأساس إلى:
استنزاف التحالف: إضعاف جهود التحالف العربي وتحييد القوات الداعمة للاستقرار.
إبقاء الفوضى: منع القوات الجنوبية من بسط سيطرتها الكاملة واستبدال مليشيا المنطقة العسكرية الأولى بقوات جنوبية.
تأكيد المظلومية: تبرير وجود قوى الاحتلال اليمنية في الوادي والصحراء بدعوى مكافحة الإرهاب بينما هي في الحقيقة ترعاه.
استراتيجية المواجهة: إغلاق ثغرات الإرهاب
إن استمرار هذه الاعتداءات يفرض ضرورة التعامل معها بمنهج شامل وجاد، لوقف دوامة الاستهداف وحماية الأرواح. يجب أن يرتكز هذا المنهج على:
تعزيز حضور القوات الجنوبية المؤهلة: الإسراع بعملية إحلال القوات الجنوبية التي تتمتع بثقة أبناء حضرموت ومهنية عالية.
تقوية العمل الاستخباراتي: التركيز على اختراق الخلايا النائمة وكشف التخادم بين التنظيمات المتطرفة وعناصر المنطقة العسكرية الأولى.
إعادة صياغة بنية الانتشار الأمني: تغيير التكتيكات الأمنية بما يقلص قدرة الجماعات الإرهابية على الحركة والتخطيط.
كما يتطلب الأمر تعاونًا أوسع وأعمق بين القوات السعودية والجهات الأمنية الجنوبية لضبط المسارات الوعرة ومراقبة النشاطات المشبوهة. الرسالة الأبرز هي أن الإرهاب في وادي حضرموت ليس ظرفيًا، بل ممنهجًا، ويستوجب مواجهة حازمة تضع حدًا لهذه التضحيات.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
