حضرموت على صفيح ساخن: تصعيد عسكري جنوبي ومطالبات شعبية بإبعاد المنطقة العسكرية الأولى
يشهد وادي حضرموت تصعيدًا غير مسبوق في الأوضاع الأمنية والسياسية، حيث تتقاطع فيه حملات الاعتقال التي تنفذها قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للشرعية مع تحركات عسكرية لافتة للقوات المسلحة الجنوبية.
هذه التطورات تأتي في ظل تزايد حدة المطالبات الشعبية بضرورة سحب القوات الشمالية ونشر النخبة الحضرمية لترسيخ الأمن والاستقرار في المحافظة.
التقرير التالي يستعرض آخر المستجدات في مديرية تريم وسيئون، ويكشف عن الأسباب الجذرية وراء التحركات العسكرية الجنوبية والاستياء الشعبي المتصاعد.
حملة مداهمات واعتقالات تثير الغضب في تريم
في خطوة أثارت استياءً واسعًا، شنت قوات المنطقة العسكرية الأولى حملة مداهمات واسعة النطاق في منطقة الغرف بمديرية تريم في وادي حضرموت، اليوم الثلاثاء.
هذه الحملة لم تقتصر على المداهمات العشوائية، بل طالت اعتقالات عدد من المواطنين، من ضمنهم قيادات وشخصيات فاعلة في حراك "شباب الغضب".
يُفسر هذا التحرك على أنه محاولة لقمع الأصوات المطالبة بإبعاد هذه القوات، خاصة وأن حملة الاعتقالات استهدفت نشطاء يمثلون التيار الرافض لبقاء المنطقة العسكرية الأولى، والتي يتهمها الأهالي بالتقاعس عن حماية المواطنين والتسبب في حالة من عدم الاستقرار الأمني. هذه الاعتقالات زادت من حدة التوتر في وادي حضرموت، مؤكدة أن الصراع ليس عسكريًا فقط، بل هو صراع على الشرعية وحق الأهل في تقرير مصيرهم الأمني.
تصاعد المطالب الشعبية: النخبة الحضرمية هي الحل
تأتي هذه الأحداث في ظل تصاعد غير مسبوق في المطالبات الشعبية الحضرمية بضرورة إبعاد المنطقة العسكرية الأولى عن وادي حضرموت واستبدالها بقوات محلية من أبناء المحافظة، تحديدًا النخبة الحضرمية.
يعتقد السكان المحليون أن تواجد القوات المنضوية تحت لواء المنطقة العسكرية الأولى، والتي يُنظر إليها على أنها قوات قادمة من الشمال، يمثل عائقًا أمام تحقيق الأمن والاستقرار. ويؤكد الأهالي أن قوات النخبة الحضرمية أثبتت كفاءتها في مناطق ساحل حضرموت في مكافحة التنظيمات الإرهابية وترسيخ الأمن، مما يجعلها الخيار الأمثل لحماية المواطنين ووادي حضرموت من أي تهديدات أمنية مستقبلية. هذا المطلب تحول من مجرد دعوة إلى حراك شعبي ضاغط، مدعوم بتحركات عسكرية جديدة.
تحرك القوات المسلحة الجنوبية نحو سيئون
بالتزامن مع التوترات في تريم، شهدت المنطقة تحركًا عسكريًا هامًا، حيث تحركت وحدات من القوات المسلحة الجنوبية، اليوم الثلاثاء، نحو مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى الواقع في مدينة سيئون.
يُمثل هذا التحرك خطوة تصعيدية واضحة من قبل القوات الجنوبية في إطار الضغط المتواصل لإجبار المنطقة العسكرية الأولى على الانسحاب من وادي حضرموت. على الرغم من أن الهدف المعلن لهذه التحركات هو مكافحة التنظيمات الإرهابية ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران، إلا أن التوقيت والموقع (مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى) يشيران إلى هدف أعمق يتعلق بالسيطرة على المشهد الأمني وكسر حالة الجمود.
تُنظر القوات المسلحة الجنوبية إلى وادي حضرموت كجزء لا يتجزأ من الجنوب، وتعتبر تواجد القوات الشمالية فيه مخالفة لاتفاق الرياض ومحاولة لإبقاء المنطقة تحت وصاية لا تلبي المطالب الشعبية.
وصول طلائع القوات الجنوبية إلى ساه وترحيب الأهالي
وفي سياق متصل، وصلت طلائع القوات المسلحة الجنوبية إلى مدينة ساه بوادي حضرموت. ووفقًا للتقارير الميدانية، فقد جاء هذا الانتشار وسط ترحيب كبير من الأهالي.
هذا الترحيب الشعبي يُعد عاملًا حاسمًا في دعم مهمة القوات المسلحة الجنوبية، التي أعلنت أن مهمتها الأساسية هي مكافحة التنظيمات الإرهابية ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران. هذا الدعم يعكس رغبة واضحة لدى المواطنين في رؤية قوات جديدة قادرة على توفير الأمن والاستقرار، وهو ما لم تستطع المنطقة العسكرية الأولى تحقيقه، حسبما يرى الأهالي. إن الترحيب في ساه يعطي زخمًا قويًا للتحركات الجنوبية ويؤكد أن إبعاد المنطقة العسكرية الأولى هو مطلب شعبي متزايد.
سيناريوهات المستقبل القريب لوادي حضرموت
إن تصاعد الأحداث في وادي حضرموت يضع المنطقة أمام مفترق طرق. التوتر المتزايد بين المنطقة العسكرية الأولى والقوات المسلحة الجنوبية، المدعوم بمطالبات شعبية واسعة بنشر النخبة الحضرمية، يشير إلى أن الوضع الحالي غير قابل للاستدامة.
قد تشهد الأسابيع القادمة ضغوطًا سياسية وعسكرية إضافية قد تدفع باتجاه تنفيذ مطالب المجلس الانتقالي الجنوبي والأهالي، والتي ترتكز على إحلال قوات محلية لضمان الأمن والاستقرار الحقيقي، ورفع يد القوات الشمالية عن وادي حضرموت. تبقى الجهود المبذولة لمكافحة التنظيمات الإرهابية وتهديدات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران هي المبرر الأمني للتحرك، لكن الهدف السياسي للسيطرة على الأرض بات واضحًا.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
