تصعيد الغضب في حضرموت: بيان "شباب الغضب" يوثق قمع الاحتلال ويطالب بالتحرير

شباب الغضب
شباب الغضب

شهدت محافظة حضرموت، وتحديدًا مناطق وادي وصحراء حضرموت، تصعيدًا شعبيًا نوعيًا ضد القوات المسيطرة، تجسد في بيان "شباب الغضب" الذي أتى ليوثق حجم الاحتجاجات الشعبية المتنامية ويعكس عمق الغضب الجنوبي المطالب بالتحرير. 

هذا البيان الحاسم، الذي صدر في خضم اعتصامات سلمية، لم يكن مجرد إدانة، بل كان بمثابة إعلان عن مرحلة جديدة من المواجهة السلمية والتصعيد ضد ما وصفه بـ "قوى الاحتلال" وعلى رأسها المنطقة العسكرية الأولى ومليشياتها الإخوانية.

توثيق القمع: حقائق صادمة من وادي حضرموت

جاء بيان "شباب الغضب" في وقت تتصاعد فيه وتيرة الاعتصام السلمي، ليقدم توثيقًا دقيقًا للممارسات القمعية التي يتعرض لها أبناء حضرموت العُزّل. وكشف البيان عن جوانب مظلمة من الواقع المعاش في مدن مثل سيئون، مسلطًا الضوء على ما يلي:

القمع المباشر والاعتقالات: إطلاق نار بالسلاح الخفيف والمتوسط على المتظاهرين السلميين، وتنفيذ حملات اعتقالات واسعة في صفوف "الأحرار" المشاركين في الاحتجاجات.

الانتشار والتمركز العسكري: انتشار كثيف للمدرعات والأطقم العسكرية في الشوارع، وإقامة نقاط عسكرية جديدة تهدف إلى منع دخول الحشود الشعبية إلى أماكن الاعتصام وتوقيفها.

قمع الاعتصام: مصادرة خيام المعتصمين واقتحام المخيمات بقوة السلاح، في محاولة وصفها البيان بـ "المحاولة المكشوفة لإفشال الاعتصام".

أكد شباب الغضب أن هذه الأعمال هي "عدوان سافر على إرادة أبناء حضرموت"، مشددًا على أن هذا القمع هو امتداد للممارسات الإجرامية لهذه العناصر منذ احتلال الجنوب. وقد حمّل البيان هذه القوات كافة التبعات والمسؤولية عن ما سيترتب على هذا السلوك القمعي والإجرامي.

رسالة حازمة: التمسك بالتصعيد والمطالبة بالتحرير

لم يكتفِ بيان "شباب الغضب" بالإدانة والتوثيق، بل مثّل خريطة طريق للمرحلة القادمة، مؤكدًا على ثلاثة محاور رئيسية:

الرد الحازم ومواصلة التصعيد

شدد البيان على أن الرد على هذه الاعتداءات لن يكون إلا "قويًا وحازمًا وتصعيديًا في كل المديريات". وجاء في البيان إعلان مدوٍ: "إننا لن نتراجع، ولن نساوم، وتصعيدنا سيستمر وبقوة حتى إخراج آخر جندي من قوات المنطقة العسكرية الأولى من أرض حضرموت". هذا الإصرار يعكس نفاد صبر الأهالي ورغبتهم المطلقة في أن يكتبوا قرارهم بإرادتهم الحرة.

 دعوة قوات الجنوب العربي للتدخل

وجه شباب الغضب نداءً مباشرًا إلى قوات الجنوب العربي للقيام بـ "واجبها الوطني" في حماية المواطنين والانتصار لإخوانهم في وادي وصحراء حضرموت. وأكد البيان أن ما جرى يفرض على هذه القوات الاستجابة العاجلة لـ "تفويض أبناء حضرموت" بتحرير الوادي والصحراء من هذا الاحتلال الغاشم. هذه الدعوة تضع مسؤولية حماية الشعب على عاتق القوات الجنوبية وتفوضها شعبيًا بالعمل على إنهاء الوجود العسكري الحالي.

 كشف دور المليشيات الإخوانية

يحمل بيان شباب الغضب أهمية قصوى كونه يرمز إلى حجم التصعيد الشعبي المتزايد الذي يستهدف إجرام قوى الاحتلال، وفي مقدمتها المليشيات الإخوانية التي تشكل العمود الفقري للمنطقة العسكرية الأولى. هذه المليشيات، التي تُجيد إظهار إرهابها ضد المدنيين العزّل، تجد نفسها اليوم في حالة من الرعب أمام الانتفاضة السلمية التي تزداد قوة وإصرارًا.

شعلة الغضب لن تنطفئ: مصير المنطقة العسكرية الأولى

اللافت في المشهد الحضرمي أن كلما زاد قمع قوى الاحتلال، زادت معه عزيمة الجنوبيين وتمسكهم بمواقفهم، ليتحول الغضب الشعبي إلى شعلة وقودها غضب الناس. هذه الشعلة، وفقًا للبيان الشعبي، "لن تنطفئ إلا بتحقيق مطالبهم" الجوهرية، والتي تتمثل في:

الرحيل الفوري لقوات المنطقة العسكرية الأولى.

تمكين قوات النخبة الحضرمية من السيطرة على وادي وصحراء حضرموت وتولي مسؤولية الأمن.

يؤكد هذا البيان أن الإرادة الشعبية هي القرار الجنوبي الذي لا رجعة فيه، وأن وادي وصحراء حضرموت ستستمر في تصعيدها السلمي حتى تحقيق الهدف المنشود: التحرير الشامل من كافة أشكال السيطرة والاحتلال.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1