مليونية 30 نوفمبر في سيئون.. الزحف الشعبي نحو استعادة ذكرى الاستقلال والدولة
شهدت محافظات الجنوب باليمن، وتحديدًا مديريات ساحل حضرموت، حشدًا شعبيًا غير مسبوق في مشهد يعكس التمسك العميق بالهوية الوطنية والتاريخ، حيث تواصل الزحف الشعبي نحو مدينة سيئون في وادي حضرموت للمشاركة في مليونية 30 نوفمبر الكبرى.
هذه الفعالية الضخمة لا تقتصر على كونها احتفالية بـ الذكرى الـ58 لعيد الاستقلال المجيد الذي تحقق في عام 1967، بل هي تجديد للعهد وإعلان عن إرادة لا تلين في استكمال مشروع استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
المشهد الذي رسمته قوافل المواطنين العازمين، كان رسالة واضحة لكل الأطراف الإقليمية والدولية؛ مفادها أن قضية الجنوب العربي لم تعد مجرد مطلب سياسي نخبوي، بل هي قضية شعبية متجذرة يدافع عنها الآلاف في كل مدن وقرى الجنوب. لقد تحولت سيئون إلى نقطة التقاء تاريخية لحشود عارمة، قادمة من أقصى الشرق والغرب، لتؤكد على الوحدة الوطنية الجنوبية والاصطفاف خلف مشروع التحرير والاستقلال.
حجم الحشود والمديريات المشاركة: زحف شامل من ساحل حضرموت إلى الوادي
تميزت التعبئة الجماهيرية لهذا العام باتساع نطاق المشاركة، حيث انطلقت مواكب مهيبة من عدد من مديريات ساحل حضرموت، لتشق طريقها نحو وادي حضرموت والوصول إلى ساحة الاحتفال في سيئون. من بين أبرز المديريات التي شاركت في هذا الزحف الوطني:
مديرية الديس الشرقية: التي كانت من أوائل المديريات التي زحف أبناؤها في موكب مهيب باتجاه سيئون للمشاركة في احتفالية الذكرى الـ58 لعيد الاستقلال 30 نوفمبر المجيد.
مديرية حجر: حيث غادر موكب أبنائها ضمن القوافل الكبيرة المشاركة من ساحل حضرموت في مليونية 30 نوفمبر في قلب وادي حضرموت.
مديريتي الشحر والحامي: شهد صباح اليوم انطلاق موكب ضخم يضم أكثر من 90 حافلة ومركبة، متجهًا إلى سيئون لتأكيد المشاركة الفاعلة في احتفالية ذكرى استقلال الجنوب العربي.
مديرية المكلا: حيث تواصلت حشود أبناء عاصمة المحافظة المكلا زحفها باتجاه وادي حضرموت للمشاركة في مليونية 30 نوفمبر، ما يعكس ثقلًا شعبيًا كبيرًا من قلب الساحل.
يؤكد هذا الحجم الهائل من المركبات والأفراد المشاركين على أن مناسبة الـ30 من نوفمبر هي مناسبة جامعة، لا تقتصر على فئة أو منطقة، بل هي إحياء لمجد صنعه الآباء والأجداد، الذين خطوا بدمائهم وتضحياتهم يوم الحرية والاستقلال واستعادة الكرامة الوطنية.
رسائل القيادة السياسية: نوفمبر لحظة تاريخية ومفترق طرق حقيقي
بالتزامن مع تدفق الحشود إلى سيئون، كانت رسائل القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي تعزز من دلالات هذا اليوم. فقد أكد الدكتور ناصر الخُبجي، رئيس وحدة شؤون المفاوضات بالمجلس الانتقالي الجنوبي، على أن يوم الـ30 من نوفمبر هو يوم عظيم وخالد في وجدان كل أبناء الجنوب.
وأضاف الخبجي في تصريحاته أن "مشروع الاستقلال لم يكن لحظة عابرة، بل مسارًا تاريخيًا متصلًا، ومسؤوليتنا أن نُكمل هذا الطريق بثباتٍ وإرادة لا تلين". هذه التصريحات تستحضر تضحيات رجال آمنوا بـ حق الجنوب في الحرية والسيادة، وتؤكد أن روح الـ30 من نوفمبر ما تزال حية، وتُلهم الجنوبيين في معركتهم السياسية والعسكرية لاستعادة دولتهم.
وأشار الخبجي إلى أن اللحظة التاريخية الراهنة تتطلب من كل الشرفاء والمناضلين أن يتعاملوا مع المرحلة بمنتهى الوعي والجدية، معتبرًا أن ما يمر به الجنوب ليس ظرفًا سياسيًا عابرًا، بل هو مفترق طرق حقيقي يحدد مصير وطن وقضية شعب.
تحديات المرحلة والنداء إلى الاصطفاف الصادق: مستقبل الجنوب على المحك
تفرض التحديات التي تواجه قضية الجنوب من كل اتجاه، والتدخلات التي تحاول حرف مسارها، على الجميع الوقوف موقفًا واضحًا لا التباس فيه: إما مع مشروع استعادة الدولة الجنوبية وسيادتها، وإما مع الفوضى والضياع. إن الرسالة الموجهة من القيادة تشدد على أهمية التوحد والاصطفاف الصادق.
المطلوب اليوم من كل صاحب موقف وضمير هو أن يترفع عن الحسابات الصغيرة، وأن يضع مصلحة الجنوب فوق أي اعتبار، وأن يثبت أن المبادئ لا تُباع ولا تُساوَم. هذه القضية هي أكبر من الأشخاص والمناصب والأهواء.
واختتمت الرسائل السياسية بتأكيد أن اللحظة تقتضي الشجاعة والوضوح والاصطفاف الصادق خلف إرادة شعب الجنوب وقيادته السياسية، محذرة من أن التاريخ لن يغفر لمن يتخلف اليوم. إن الاستقلال مشروعٌ مستمر، وتؤكد هذه الحشود في مليونية سيئون أن الإرادة أقوى من كل التحديات. المجد والخلود لـ شهدائنا الأبرار، والتحية لكل صُنّاع الاستقلال.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
