صدام عبدالله: 30 نوفمبر ليس مجرد ذكرى.. بل منهج لاستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة
أكد الدكتور صدام عبدالله، أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة عدن، على أن احتفال أبناء الجنوب العربي بـ الذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال المجيد الذي تحقق في 30 نوفمبر 1967م يتجاوز كونه ذكرى عابرة.
ففي تصريحاته، أوضح الدكتور عبدالله أن هذا اليوم يمثل "تجسيدًا حيًّا لتاريخ طويل من النضال والتضحية"، وكونه "محطة رئيسية لاستلهام العزيمة والإصرار في مسيرة استعادة الدولة الجنوبية". هذا الربط بين الاستقلال الأول والتطلعات الحالية يشكل العمود الفقري للوعي الوطني الجنوبي المعاصر.
تتويج الكفاح: الهوية الوطنية الراسخة
شدد الدكتور صدام عبدالله على أن 30 نوفمبر يمثل "تتويجًا لكفاح مسلح وسياسي مرير خاضه الأبناء الأوائل ضد الاستعمار"، وهو اليوم الذي "انبلج فيه فجر الحرية وتأسست فيه دولة الجنوب". هذا الإحياء للذكرى ليس عاطفيًا فحسب، بل يجدد العهد بالوفاء لتلك التضحيات ويؤكد بقوة على الهوية الوطنية الجنوبية الراسخة التي لا تتجزأ.
وأشار الأكاديمي إلى أن الاستقلال لم يكن "هبة" بل كان ثمرة كفاح مسلح ونضال شعبي واسع، بدءًا من ثورة 14 أكتوبر 1963م التي أشعلت جذوة المقاومة المسلحة، مرورًا بالعمليات الفدائية والسياسية المنظمة. هذا التأكيد على أن الحرية انتزعت بالقوة الذاتية يعزز المطلب الحالي لـ استعادة الحق المسلوب وتقرير المصير.
إرث البطولات: الامتداد الطبيعي لثوار نوفمبر
أكد الدكتور صدام عبدالله أن أبناء الجنوب العربي سطروا في سبيل نيل استقلالهم "ملاحم من المآثر والبطولات التي تروي قصة إرادة شعب لا يقهر". وشدد على أن التضحيات الجسيمة للثوار الذين قدموا أرواحهم ودماءهم، تشكل "الإرث المقدس" الذي انتقل من الآباء إلى الأبناء، ليس فقط كـ "قصص تُروى بل كمنهج حياة وإصرار".
وفي سياق المرحلة الراهنة، يتجلى هذا الإرث البطولي في الدور المحوري الذي تلعبه القوات المسلحة الجنوبية وأبطالها. حيث يعتبرهم الدكتور عبدالله "الامتداد الطبيعي لثوار نوفمبر"، إذ يعملون كـ "قوة ضاربة لا تكل ولا تمل" في:
صون الأمن والاستقرار.
خوض المعارك ضد قوى الإرهاب والتطرف.
الذود عن الجغرافيا الجنوبية.
هذا الدور العسكري هو الضمان اللازم لـ استكمال بناء الدولة المنشودة.
صمام الأمان: التلاحم الشعبي حول القيادة
يشير الدكتور صدام عبدالله إلى أن النضال المعاصر يرتكز على إيمان عميق بعدالة قضية شعب الجنوب ويحظى بدعم شعبي لا محدود. ويصف المشهد الجنوبي الحالي بالقول إن "شعب الجنوب يقف صفًا واحدًا، متماسكًا ومنتظمًا".
ويعتبر الأكاديمي أن الالتفاف الكامل حول القيادة ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي هو "صمام الأمان والبوصلة التي توجه مسار استعادة الدولة". هذا التلاحم الشعبي والقيادي يمثل القوة الدافعة الحقيقية التي ستوصل الجنوب إلى شاطئ الأمان والتحرير الكامل. فالإجماع الوطني حول القيادة هو الشرط الأساسي لنجاح أي مسعى سيادي في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
رسالة للعالم: إرادة الشعب الجنوبي قدر لا رجعة فيه
اختتم الدكتور صدام عبدالله تحليله بالتأكيد على أن الاحتفال بذكرى 30 نوفمبر يمثل تجديدًا للعهد مع الأجداد وتضحياتهم، وتأكيدًا على أن "إرادة الشعب الجنوبي نحو استعادة دولته هو قدر لا رجعة فيه".
هذا اليوم، حسب قوله، هو "رسالة واضحة للعالم بأن جذوة الاستقلال متقدة"، وأن أبناء الجنوب ماضون على خطى الثوار الأوائل متمسكين بهويتهم وحقهم في إقامة دولتهم. ويشكل هذا الإصرار دافعًا للاستمرار في النضال، والحفاظ على المنجزات الأمنية والعسكرية، ومواصلة البناء السياسي، حتى يتحقق الحلم المنشود ويعم السلام والازدهار أرجاء الجنوب العربي المستعاد.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
