السيادة من ساحة العروض: عرض عسكري مهيب في عدن برئاسة عيدروس الزُبيدي احتفاءً بـ 30 نوفمبر
شهدت العاصمة عدن، يوم الذكرى التاريخية للاستقلال، الموافق 30 نوفمبر، حدثًا عسكريًا ووطنيًا بالغ الأهمية. حيث رعى وحضر اللواء عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عرضًا عسكريًا مهيبًا نفذته وحدات رمزية من القوات المسلحة الجنوبية والأمن في ساحة العروض بالمدينة.
لم يكن هذا العرض مجرد استعراض احتفالي، بل كان بيانًا سياسيًا وعسكريًا واضحًا يؤكد على مكانة عدن كعاصمة، وقوة القوات المسلحة الجنوبية، وثبات القيادة على المسار الوطني.
استعراض القوة: دلالات العرض العسكري المهيب
تميز العرض العسكري الذي شهدته عدن بطابع مهيب ومنظم، بمشاركة وحدات رمزية من مختلف التشكيلات العسكرية والأمنية الجنوبية. إن مشاركة وحدات رمزية من القوات المسلحة الجنوبية والأمن تعكس درجة عالية من الجاهزية والتنظيم الذي وصلت إليه هذه المؤسسات تحت إشراف الزُبيدي.
هذا الاستعراض يمثل رسالة مباشرة بأن المؤسسة العسكرية والأمنية الجنوبية لم تعد مجرد فصائل، بل كيانًا موحدًا ومنضبطًا يمتلك القدرة على حماية الأمن الداخلي وتأمين الحدود، والاضطلاع بالمهام الوطنية الكبرى. الحضور العسكري الضخم في ساحة العروض يؤكد أن القوات المسلحة الجنوبية تكتسب يومًا بعد يوم مزيدًا من الشرعية والقوة على الأرض، وهي القوة التي ستكون الضامن لمستقبل الجنوب.
لعل أهم دلالة سياسية تكمن في اختيار عدن وساحة العروض تحديدًا كموقع مركزي لهذا الاحتفال. وجود اللواء عيدروس الزُبيدي في قلب العاصمة لتلقي التحية العسكرية يؤكد على عدة نقاط:
تثبيت مركزية عدن: التأكيد على أن عدن هي العاصمة السياسية للجنوب، وأن كل الفعاليات الوطنية الكبرى يجب أن تنطلق منها.
شرعية القيادة: يرسخ العرض العسكري مكانة الزُبيدي كـ القائد الفعلي للمؤسسة العسكرية والأمنية الجنوبية، وهو ما يمنحه ثقلًا إضافيًا داخل مجلس القيادة الرئاسي وخارجه.
وحدة القرار: العرض يعكس توحد القرار الأمني والعسكري الجنوبي تحت قيادة موحدة تعمل على تحقيق الأهداف الوطنية المشتركة.
تجديد الذاكرة الوطنية: 30 نوفمبر وتطلعات الدولة الجنوبية
تحمل ذكرى 30 نوفمبر دلالة تاريخية لا تُمحى؛ فهي تمثل لحظة التحرر الوطني وتحقيق الاستقلال الأول في عام 1967. الاحتفاء بهذه الذكرى عبر استعراض عسكري مهيب يربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
فالقيادة الجنوبية، من خلال هذا الاحتفال، لا تكتفي باستحضار الذاكرة، بل تستلهم منها الإرادة اللازمة لتحقيق الهدف الأسمى وهو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة. الاستعراض العسكري يجسد أن هذه التطلعات ليست مجرد شعارات سياسية، بل هي مشروع تحرري يتم دعمه بقوة عسكرية منظمة ومستعدة لتنفيذ هذا الهدف. إنه تجديد للعهد الوطني بأن مسيرة التحرير مستمرة وغير قابلة للتوقف.
وحدة الصف: تلاحم القوات المسلحة والأمن
من الدلالات العميقة التي يحملها العرض هي مشاركة وحدات من القوات المسلحة الجنوبية إلى جانب وحدات الأمن. هذا التلاحم يعكس نجاح جهود القيادة في توحيد الصف العسكري والأمني، وتجاوز المراحل السابقة التي شهدت تشتتًا وتنافسًا بين التشكيلات المختلفة.
توحيد هذه القوات تحت إطار واحد، خاصة بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، يمثل إنجازًا كبيرًا في مسار بناء الدولة. فوجود قوة عسكرية وأمنية منسجمة وقوية هو الركيزة الأساسية لضمان الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية في المرحلة القادمة. هذا الاستعراض هو تأكيد بصري على أن هذه القوات تقف صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية.
إعلان ثابت للمضي نحو الاستقلال
في الختام، يمثل العرض العسكري المهيب الذي رعاه الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي في عدن بمناسبة ذكرى الاستقلال 30 نوفمبر، إعلانًا ثابتًا لا لبس فيه بأن الجنوب ماضٍ بخطوات ثابتة نحو استعادة دولته. هذا الاستعراض لم يكن احتفالًا بالماضي فحسب، بل كان استثمارًا في المستقبل، حيث تم التأكيد على أن القوات المسلحة الجنوبية هي الأداة القوية التي ستحمي السيادة الوطنية وستضمن تحقيق التطلعات الجنوبية في الحرية والاستقلال الثاني.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
