بن حبريش يعرقل جهود توحيد الصف القبلي في حضرموت

عمرو بن حبريش
عمرو بن حبريش

شهدت محافظة حضرموت، اليوم السبت، تطورًا مفصليًا هزّ المشهد القبلي والسياسي، تمثّل في اللقاء الاستثنائي لحلف قبائل حضرموت، الذي أفضى إلى انتخاب قيادة جديدة وتجديد لهيكلة الحلف. 

وبينما احتفت جموع المشايخ والأعيان بهذا التحول كخطوة نحو التوافق والتنظيم، فاجأ المدعو عمرو بن حبريش الجميع بإعلانه التمرد على الإجماع الحضرمي الذي نتج عن هذا الاجتماع المصيري. يأتي هذا التمرد ليضع علامات استفهام كبرى حول مستقبل التوافق القبلي في المحافظة الاستراتيجية، ويهدّد بتقويض جهود التوحيد التي طال انتظارها.

إجماع وهيكلة: فوز الشيخ خالد بن محمد الكثيري

الحدث الأبرز الذي استقطب اهتمام المراقبين اليوم هو اللقاء الاستثنائي الذي عقده حلف قبائل حضرموت، حيث تم بنجاح عملية التصويت على انتخاب قيادة جديدة للحلف. شارك في هذا اللقاء حضور نوعي وواسع من ممثلي القبائل والمشايخ البارزين، مؤكدين رغبتهم في الانتقال إلى مرحلة جديدة من العمل المؤسسي المنظَّم.

وأسفرت نتائج التصويت عن اختيار الشيخ خالد بن محمد الكثيري رئيسًا جديدًا لـ حلف قبائل حضرموت. يُنظر إلى هذا الاختيار على أنه يمثل انفتاحًا وتطبيقًا لمبدأ تدوير السلطة بين القبائل المختلفة، وهو ما شدد عليه مقدم مشروع الهيكلة.

رؤية المشروع: تعزيز التمثيل والقرار بالإجماع

خلال الاجتماع، استعرض المقدم نجمي بن يماني التميمي بإسهاب مشروع الحلف وأهدافه وآلية هيكلته التنظيمية. وشدد التميمي على أن جوهر هذا المشروع يرتكز على مبدأين أساسيين:

تعزيز تمثيل جميع قبائل حضرموت.

ضمان اتخاذ القرارات بالإجماع، بما يتماشى مع النظام الأساسي للحلف.

هذه الآلية الجديدة تهدف إلى إنهاء مرحلة التفرّد بالقرار وضمان أن يكون الحلف مظلة حقيقية جامعة لكل أبناء حضرموت، وهو الهدف الذي أُقر بالإجماع من قبل الحاضرين اليوم.

تمرد بن حبريش: تحدي الإجماع القبلي

في المقابل، شكل إعلان تمرد عمرو بن حبريش على نتائج اللقاء الاستثنائي نقطة تحول سلبية في سياق التوافق. ففي الوقت الذي كان فيه الحلف يستبشر بـ "الإجماع" الذي حققه في انتخاب قيادته، جاء هذا التمرد ليعكس رفضًا للآلية الجديدة وللهيكلة التنظيمية التي تهدف إلى تدوير الرئاسة.

يُعد تمرد ابن حبريش تحديًا مباشرًا لـ الشيخ خالد بن محمد الكثيري ولبقية رموز القبائل التي شاركت في التصويت. وتتجه الأنظار الآن إلى كيفية تعامل قيادة الحلف الجديدة مع هذا الانقسام المحتمل، وإلى ما إذا كان هذا التمرد سيؤثر على شرعية القرارات المتخذة أو على تماسك الجبهة القبلية في مواجهة التحديات السياسية.

الدعم السياسي للهيكلة: موقف بن بريك الواضح

حظيت عملية هيكلة حلف قبائل حضرموت بدعم سياسي واضح من قيادات جنوبية بارزة، أبرزها اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ومحافظ حضرموت الأسبق.

وفي منشور له على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) اليوم السبت، أشار اللواء بن بريك إلى أنه "في وقتٍ مبكرٍ دعَينا إلى هيكلة الحلف والجامع بهدف تدوير رئاسته على أساس منصف بين جميع القبائل، دون أن تكون حِكرًا على قبيلة بعينها".

واعتبر أن اجتماع اليوم هو "اللحظة التي يجتمع فيها كل رؤساء القبائل ومقادمتها لتنفيذ هذه الهيكلة على أسس سليمة". واختتم أحمد سعيد بن بريك منشوره بعبارته الشهيرة "حضرموت أولًا، والجميع يتفق على ذلك لمصلحة حضرموت والجنوب عامة"، رابطًا بين الهيكلة القبلية ومصلحة المشروع الجنوبي.

 تزامن مع احتفالات الاستقلال الجنوبي

تزامنت هذه التطورات القبلية والسياسية في حضرموت مع أجواء احتفالية جنوبية واسعة. حيث نظمت القيادة المحلية لـ المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أبين، اليوم السبت، حفلًا خطابيًا وفنيًا مهيبًا بمناسبة الذكرى الـ58 لعيد استقلال الجنوب العربي.

جاء الحفل تحت رعاية اللواء عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وشهد حضورًا رفيع المستوى من قيادات المجلس، من بينهم عضوا هيئة الرئاسة الدكتور الخضر السعيدي وعبد الناصر الجعري هذا التزامن يؤكد عمق الارتباط بين الحراك القبلي في حضرموت والمشروع السياسي الذي يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1