الجنوب يقود التغيير: انعقاد المؤتمر الوطني الأول للطاقة لتأمين التنمية المستدامة حتى عام 2035
يمثل انعقاد المؤتمر الوطني الأول للطاقة في العاصمة عدن، يومي 26 و27 نوفمبر، خطوة مهمة وضرورية تعكس التحول الاستراتيجي نحو بناء طاقة وطنية أكثر استدامة وواقعية. هذا المؤتمر ليس مجرد تجمع تقني، بل هو إطار وطني واسع يهدف إلى صياغة مستقبل قطاع الطاقة باعتباره ركيزة أساسية للتنمية والاستقرار الاقتصادي.
يأتي هذا الحدث العملاق تحت شعار يحمل دلالات عميقة وواضحة: "الطاقة المستدامة لتعافي بلادنا". يبرهن هذا الشعار على الإدراك العميق بأن استقرار الطاقة هو المفتاح لإعادة بناء الاقتصاد وتحسين جودة الحياة. يجمع المؤتمر نخبة من الخبراء وصنّاع القرار والشركاء المحليين والدوليين لمناقشة كيفية تحقيق هذا الهدف الوطني.
الدور القيادي: جهود الزُبيدي نحو الحلول المستدامة
يكتسب المؤتمر أهميته بفضل الدعم والجهود الكبيرة التي بذلها اللواء عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي نائب رئيس المجلس الرئاسي. لقد أدرك الزُبيدي مبكرًا أن ملف الطاقة يمثل حجر الزاوية في تحسين جودة الحياة في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب كافة.
ترجمت هذه الجهود في صورة مبادرات وخطط عملية تهدف إلى معالجة الاختلالات المتراكمة في قطاع الكهرباء. الهدف الأساسي هو الانتقال نحو حلول مستدامة تعتمد على:
الإدارة الرشيدة: تأسيس هياكل إدارية فعالة وشفافة.
توليد الطاقة النظيفة: التحول التدريجي نحو مصادر متجددة.
رفع كفاءة التوزيع وتقليل الفاقد: لضمان استقرار التغذية الكهربائية على المدى الطويل.
هذا التركيز على الإصلاح الهيكلي يؤكد أن المؤتمر ينعقد في لحظة تحتاج فيها البلاد إلى رؤية تعافٍ شاملة، تجعل من الطاقة المستدامة أداة فعالة لإعادة بناء الاقتصاد، وتفعيل المؤسسات، وتحسين مناخ الاستثمار.
محاور المؤتمر: تقييم شامل والتحول الطاقوي
يشكّل المؤتمر منصة لتقييم الوضع الراهن لقطاع الكهرباء بشكل صريح وواقعي. سيتم تحديد التحديات الفنية والإدارية والمالية التي تعيق تطوره، ومناقشة البدائل الحديثة التي تعتمدها الدول الناشئة في مسارات التحول الطاقوي العالمي.
يركز المؤتمر بشكل خاص على إبراز أن الطاقة المستدامة ليست مجرد خيار تقني يمكن تطبيقه، بل مسار وطني للتعافي والإصلاح. تتضمن الرؤية التي سيناقشها المؤتمر عدة محاور عملية:
تعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة: دراسة الفرص المثلى لاستغلال الطاقة الشمسية والرياح.
تحسين إنتاج الطاقة التقليدية: العمل على طرق أكثر كفاءة واقتصادًا لتوليد الطاقة من المصادر الحالية.
تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص: جذب التمويل والخبرات لإطلاق مشاريع حيوية.
وضع إطار تشريعي: صياغة قوانين ولوائح تدعم الاستثمار في مشاريع الطاقة الحديثة وتوفر بيئة آمنة للمستثمرين.
عدن: موقع قيادة التغيير الإيجابي
إن انعقاد هذا المؤتمر الضخم في العاصمة عدن يعكس ثقة متزايدة بالدور الجنوبي في قيادة الملفات الحيوية. هذا الحدث يبعث برسالة واضحة مفادها أن الجنوب يمتلك الإرادة والخبرة والقدرة على صياغة حلول واقعية لمشكلاته، وعلى رأسها ملف الطاقة.
كما أن المؤتمر يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العمل المؤسسي المنظم، الذي يهدف إلى خلق قطاع طاقة قوي ومستقر يشكل أحد أعمدة تعافي البلاد وازدهار مستقبلها. هذا التوجه يرسخ مكانة عدن كـ مركز لقيادة التغيير الإيجابي على المستوى الوطني.
بناء منظومة طاقة مستدامة للمستقبل
يمثل المؤتمر الوطني الأول للطاقة نقطة انطلاق حقيقية وراسخة نحو بناء منظومة طاقة مستدامة تُعيد الحياة لمسار التنمية. إنه التزام وطني بالانتقال من إدارة الأزمة إلى صياغة رؤية مستقبلية، ووضع عدن والجنوب في موقع قيادة التغيير الإيجابي اللازم لضمان استقرار التغذية الكهربائية والنهوض الاقتصادي.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
