المؤتمر الوطني الأول للطاقة في عدن (26-27 نوفمبر 2025): الإطار الاستراتيجي لإصلاح قطاع الطاقة نحو الاستدامة

 المؤتمر الوطني الأول
المؤتمر الوطني الأول للطاقة في عدن

يُعد المؤتمر الوطني الأول للطاقة، المزمع انعقاده في العاصمة عدن يومي 26 و27 نوفمبر 2025، خطوة غير مسبوقة وحدثًا تاريخيًا في مسار بناء قطاع طاقة حديث وفعّال. يشكل هذا الحدث أول منصة وطنية من نوعها، ويبرهن على الإدراك العميق لأهمية الانتقال من المعالجات الوقتية والحلول الترقيعية إلى التخطيط الاستراتيجي العميق الذي يستهدف إصلاح قطاع الطاقة على أسس علمية ومؤسسية راسخة.

يكتسب المؤتمر طابعًا رفيع المستوى نظرًا لحجم المشاركين الذين يضمون نخبة من الخبراء المحليين والدوليين، وهيئات الطاقة، وشركات الإنتاج والنقل والتوزيع، إضافة إلى المؤسسات الدولية الداعمة لمسارات التحول الطاقوي. يأتي هذا التجمع الكبير كاستجابة ملحّة لحاجة البلاد إلى إصلاحات هيكلية تعيد صياغة مستقبل الطاقة، وتفتح الباب أمام منظومة أكثر كفاءة واستدامة، بعد سنوات من التدهور المتراكم الذي أثقل حياة المواطنين وأضعف النمو الاقتصادي.

 الرؤية الشاملة: معالجة جذور أزمة الطاقة

انعقاد المؤتمر الوطني الأول للطاقة في العاصمة عدن يعكس إدراكًا متناميًا بأن القطاع لم يعد يحتمل المزيد من الحلول المؤقتة. بل يتطلب الأمر رؤية شاملة تُعالج جذور المشكلة المتراكمة على مدار السنوات الماضية. يمكن تلخيص هذه التحديات الجوهرية التي يسعى المؤتمر لمعالجتها فيما يلي:

ضعف البنية التحتية: تدهور محطات التوليد وشبكات النقل القديمة.

ارتفاع كلفة الإنتاج: الاعتماد المكلف على الوقود الأحفوري التقليدي.

سوء الإدارة والفاقد الكهربائي: الفاقد الكبير في شبكات النقل والتوزيع وغياب الحوكمة الفعالة.

غياب سياسات الاستثمار: عدم وجود إطار واضح يجذب رؤوس الأموال المحلية والدولية.

من هنا، يطمح المؤتمر إلى إطلاق مسار وطني يأخذ بيد البلاد نحو الطاقة النظيفة منخفضة التكلفة، وبما يتوافق مع التحولات العالمية في مجال استغلال الموارد المستدامة.

 التحول نحو الطاقة النظيفة والمشاريع الهجينة

سيتم خلال جلسات المؤتمر، التي تمتد على مدار يومي 26 و27 نوفمبر 2025، مناقشة الخيارات المستقبلية بجدية وعمق. الهدف الرئيسي هو إيجاد حلول مستدامة لـ إنتاج الكهرباء عبر مصادر متجددة.

محاور الطاقة الجديدة:

الطاقة الشمسية والرياح: مناقشة فرص إدخال الطاقة الشمسية والرياح كمصادر رئيسية لإنتاج الكهرباء، نظرًا لتوفر الموارد الطبيعية الملائمة في المنطقة.

المشاريع الهجينة (Hybrid Projects): استعراض مشاريع تجمع بين التوليد التقليدي والمتجدد لضمان استقرار الشبكة.

تحسين الأداء والكفاءة: التركيز على تحسين أداء محطات التوليد التقليدية القائمة ورفع كفاءة النقل والتوزيع لتقليل الفاقد الكهربائي.

كما سيقف المؤتمر أمام التحديات المالية والإدارية التي تقف عائقًا أمام التطوير، وسيتم استعراض نماذج إصلاح ناجحة من دول أخرى يمكن تكييفها مع الواقع المحلي، خاصة تلك التي تعالج مشكلة تكلفة الطاقة المرتفعة.

 عدن: مركز لبلورة السياسات الحيوية

تكتسب إقامة هذا المؤتمر النوعي في العاصمة عدن أهمية مضاعفة. فهو يعكس المكانة المتنامية للمدينة كمركز وطني لبلورة السياسات الحيوية وقيادة الحوارات الكبرى التي ترسم مستقبل البلاد. إن قدرة عدن على استضافة وتنظيم حدث بهذا الحجم والعمق، يؤكد على دورها الريادي في قيادة ملفات التعافي الاقتصادي والاستقرار التنموي.

الجمع بين الخبراء المحليين والدوليين في عدن لبلورة التخطيط الاستراتيجي لقطاع الطاقة يرسخ الثقة في قدرة القيادة الوطنية على التعامل مع الملفات الأكثر تعقيدًا على أسس مؤسسية سليمة، بعيدًا عن الحلول الفردية والجزئية.

 نقطة انطلاق نحو الاستقرار التنموي

يشكل المؤتمر الوطني الأول للطاقة في عدن نقطة انطلاق حقيقية وضرورية نحو بناء قطاع قوي، مستدام، وفعّال. هو ليس نهاية المطاف، ولكنه بداية مسار التزام بالإصلاح الجذري. هذا المسار يضع البلاد على طريق التعافي الاقتصادي والاستقرار التنموي المنشود، مع التركيز على استغلال الطاقة النظيفة كأولوية وطنية قصوى.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1