أوروبا وإفريقيا تحتفلان بمرور 25 عامًا على شراكة استراتيجية لتعزيز السلام والازدهار
اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي أمس الاثنين في عاصمة أنغولا، لواندا، لإحياء الذكرى الخامسة والعشرين للشراكة الاستراتيجية التي انطلقت في القاهرة قبل ربع قرن، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون من أجل السلام والتنمية المستدامة وفتح آفاق جديدة للفرص الاقتصادية والاجتماعية.
وذكرت المفوضية الأوروبية في تقرير أصدرته صباح اليوم الثلاثاء أن القمة الحالية تؤكد الدور المحوري لإفريقيا على الساحة العالمية، خاصة في ظل التغيرات المتسارعة في الاقتصاد والسياسة الدولية، مشيرة إلى أهمية تطوير الشراكة الأوروبية الأفريقية لتصبح أكثر عمقًا وشمولًا.
وخلال القمة، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "قبل 25 عامًا في القاهرة، قررت أوروبا وإفريقيا بناء مستقبل مشترك. اليوم، في لواندا، نحتفل بروح تلك القمة ونرتقي بالشراكة إلى مستوى جديد، من خلال مشاريع طموحة ضمن مبادرة البوابة العالمية، التي تمثل خطة استثمارية أوروبية تهدف إلى تعزيز التجارة والتعاون بين أسواقنا، مع التركيز على الطاقة النظيفة والمواد الخام الأساسية وسلاسل القيمة وخلق فرص العمل".
وأضاف التقرير أن الاتحاد الأوروبي جمع حتى الآن 120 مليار يورو ضمن مبادرة البوابة العالمية، لتمويل 138 مشروعًا رائدًا في مجالات استراتيجية تشمل الطاقة الخضراء، والنقل، والرقمنة، والرعاية الصحية، والتعليم، وتنمية المهارات.
ومن المتوقع أن تتجاوز الاستثمارات الهدف الأولي البالغ 150 مليار يورو بحلول عام 2027.
وفي إطار تعزيز التكامل الاقتصادي بين القارتين، وقع الاتحاد الأوروبي مذكرة تفاهم مع أمانة منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية "AfCFTA"، مصحوبة بتمويل إضافي قدره 25.5 مليون يورو، بهدف ربط السوقين الموحدتين وتحفيز الحوار التجاري والاستثماري بين أوروبا وإفريقيا، إضافة إلى دعم أوروبا للتكامل الاقتصادي الداخلي لإفريقيا بمبلغ 1.2 مليار يورو عبر برامج متعددة.
القمة في لواندا تؤكد، حسب التقرير، أن أوروبا وإفريقيا مستمرتان في المضي قدمًا نحو شراكة حقيقية ودائمة، تمثل نموذجًا للتعاون بين القارتين على المستويين الاقتصادي والسياسي، مع التركيز على التنمية المستدامة وخلق فرص مستقبلية للأجيال القادمة.
