الجنوب يواجه الاستهداف المركب: السياسة والأمن والمعيشة.. جبهات مفتوحة على المشروع الوطني

شعب جنوب اليمن
شعب جنوب اليمن

يواجه الجنوب حاليًا موجة متصاعدة من الاستهداف الممنهج والمُركَّب، تُديره القوى المعادية للجنوب بمختلف مسمياتها وأدواتها. 

الهدف واضح ومكشوف: ضرب الاستقرار في محافظات الجنوب وإضعاف الإرادة الشعبية التي أثبتت صمودها كـ "حجر عثرة" أمام مشاريع الهيمنة الإقليمية.

هذا المسار العدائي لا يقتصر على جبهة واحدة، بل يتبع حزمة متكاملة من الأساليب السياسية، والأمنية، والنفسية، والمعيشية، في محاولة مشبوهة لإرباك الداخل الجنوبي. ورغم التحولات الكبيرة التي شهدتها الساحة، لا تزال قوى الاحتلال اليمنية تراهن خطأً على إمكانية إخضاع الجنوب عبر الضغوط المتتالية، متجاهلةً أن هذا الشعب صاغ لنفسه "معادلة مختلفة، عنوانها الصمود والمواجهة الواعية".

الاستهداف السياسي والإعلامي (التشويش والتعطيل)

تُعد الجبهة السياسية والإعلامية هي خط الدفاع الأول الذي تسعى القوى المعادية لكسره، بهدف عزل القيادة الجنوبية وتشويه مشروعها الوطني.

 التشويش على الحق الوطني

تتحرك التيارات المناهضة للجنوب ببراعة لـ إنتاج خطاب يهدف إلى التشويش على حق الجنوب في استعادة قراره الوطني المستقل. تستغل هذه القوى "ثغرات الأوضاع العامة" لإعادة تدوير مشاريعها القديمة التي فشلت سابقًا، في محاولة لإظهار أن المشروع الوطني الجنوبي غير متفق عليه.

تعطيل المسار السياسي

تسعى تلك التيارات المشبوهة، عبر تحالفات "مرتبكة ومواقف متقلبة"، إلى تعطيل أي مسار يرسخ حضور الجنوب كقوة سياسية وازنة في المشهد الإقليمي والدولي. أي محاولة لترسيم وضع الجنوب كشريك مستقل تواجه بمحاولات تشتيت وتنويع للخصوم.

الحرب النفسية والإعلامية

يوازي ذلك تصعيد إعلامي ممنهج يستهدف بشكل مباشر قيادات الجنوب ورموز مشروعه الوطني، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي. الهدف من هذه الحملات السامة هو خلق فجوة بين القيادة والشعب، وتصدير صورة سلبية للواقع الجنوبي، في محاولة لـ ضرب الروح المعنوية للجنوبيين وإثارة حالة من السخط.

الاستهداف الأمني (الإرهاب والفوضى الموجهة)

لا تتوانى القوى المعادية عن استخدام العنف كأداة مباشرة لإضعاف الجنوب. فالاستقرار الأمني يعتبر نقطة قوة للجنوب، ولذلك يتم استهدافه بأساليب متعددة:

تكثيف الهجمات الإرهابية: يتم استخدام العناصر الإرهابية كأداة لإثارة الرعب وإضعاف ثقة المواطن في قدرة الأجهزة الأمنية.

تغذية الفوضى والجريمة: يتم إثارة الفوضى وتغذية شبكات الجريمة المنظمة بهدف إنهاك الأجهزة الأمنية وإرباك قدراتها على حفظ الأمن والنظام.

جاهزية القوات المسلحة الجنوبية

رغم هذا التصعيد الأمني، أظهر الجنوب عبر قواته المسلحة جاهزية عالية في احتواء التهديدات. لم تتحول هذه الهجمات إلى ثغرات، بل أثبتت القوات الجنوبية قدرتها على حماية الأرض والإنسان، وحولت الاستهداف إلى فرصة لـ رفع كفاءة وحداتها وتعزيز حضورها الميداني، مما يؤكد صمود الجبهة الأمنية.

الاستهداف المعيشي والاقتصادي (الأزمات المصطنعة)

لا يقل الاستهداف الاقتصادي خطورة عن الجانبين السياسي والأمني. تتعمد تلك القوى ضرب الواقع المعيشي للجنوب بوسائل اقتصادية خانقة لتقويض ثقة المواطن في مشروعه الوطني.

تعطيل المؤسسات الخدمية: محاولات ممنهجة لتعطيل قطاعات حيوية مثل الكهرباء والوقود.

صناعة أزمات حادة: إثارة أزمات مصطنعة في قطاعات أساسية، بما في ذلك المرتبات، مما يؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين.

الهدف المعلن من هذه الإجراءات هو إلحاق الضرر بالمعيشة، لكن الهدف الأعمق هو ضرب الروح المعنوية وإثارة حالة من السخط الشعبي تعتقد القوى المعادية أنها قد تُحدث شرخًا في وحدة الصف الجنوبي.

مناعة الجنوب: الصمود يحبط المؤامرات

تؤكد الوقائع والتجارب أن الحرب النفسية والمعيشية التي تُمارس ضد الجنوب لا تقل خطورة عن الحرب العسكرية، فهي تستهدف الوعي الجمعي ومتانة المجتمع. ومع ذلك، أثبت الجنوب، بشعبه قبل قواته، امتلاكه لـ مناعة اجتماعية صلبة تجعل محاولات كسره "أشبه بالمراهنة على المستحيل".

لقد ازداد الجنوب إصرارًا على حماية مشروعه الوطني رغم كل الضغوط. فـ الصمود الشعبي، والإرادة السياسية الواضحة لقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، والمعنويات المرتفعة لـ القوات المسلحة الجنوبية، تشكل جميعها درعًا متينًا يحبط المؤامرات ويمنع الخصوم من تحقيق أهدافهم. هذا الثبات هو ما يجعل الجنوب قادرًا على دحر كل مخططات الاستهداف، أيًا كان شكلها أو أدواتها، والمضي قدمًا نحو استعادة قراره الوطني المستقل.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1