أوروبا تواجه خطة السلام الأمريكية بخطة بديلة تحمي سيادة أوكرانيا وتعيد رسم مستقبل الأمن الأوروبي
في خطوة بارزة تؤكد اتساع الفجوة بين واشنطن والعواصم الأوروبية الكبرى، كشفت قوى أوروبية تضم المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، عن وثيقة بديلة من 28 بندًا ردًا على خطة السلام الأمريكية المقترحة لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، وذلك بعد أيام من تسريب مشروع الخطة الأمريكية الذي أثار انتقادات واسعة داخل أوروبا وكييف.
ويعيد المقترح الأوروبي صياغة معظم بنود الخطة الأمريكية، مع حذف أي شروط تطالب أوكرانيا بالتنازل عن أراضٍ أو تقليص قدراتها الدفاعية أو التخلي عن مسار الانضمام إلى حلف الناتو.
وتشدد العواصم الأوروبية على ضرورة أن تضمن أي تسوية مستقبلية سيادة أوكرانيا وحماية أمن القارة الأوروبية على المدى الطويل.
وجاء الكشف الوثيقة الأوروبية بالتزامن مع اجتماع عقد في سويسرا جمع وفودًا أمريكية وأوروبية وأوكرانية لمناقشة المرحلة المقبلة من المفاوضات، وسط رفض متزايد داخل أوروبا للبنود الأمريكية المسربة، لا سيما تلك المتعلقة بتقليص الجيش الأوكراني ومنع كييف من الانضمام للناتو.
ويؤكد المقترح الأوروبي على تثبيت سيادة أوكرانيا من خلال اتفاقية عدم اعتداء بين كييف وموسكو وحلف الناتو، مع حذف البند الثالث للخطة الأمريكية بشأن وقف توسع الحلف.
ويقدم الأوروبيون ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا، مع تحديد حجم قواتها المسلحة في زمن السلم بـ800 ألف جندي، ونشر قوات جوية للناتو في بولندا دون وجود قوات دائمة داخل الأراضي الأوكرانية، إضافة إلى ضمان أمريكي مشابه للمادة الخامسة للناتو مع تعليق هذه الضمانات إذا بادرت أوكرانيا بأي عمل عسكري ضد روسيا.
كما تتضمن الوثيقة خطة لإعادة دمج روسيا تدريجيًا في الاقتصاد العالمي مقابل الالتزام بشروط صارمة، تشمل تخفيف العقوبات تدريجيًا، وتوقيع اتفاقيات اقتصادية طويلة المدى في مجالات الطاقة والمعادن النادرة والمشروعات المشتركة، وصولًا لإعادة روسيا إلى مجموعة الثمانية، مع إلزام موسكو بدفع تعويضات كاملة لأوكرانيا باستخدام الأصول الروسية المجمّدة حتى التنفيذ الكامل.
