رغم إنفاق 500 مليون.. لماذا يعاني ليفربول هجوميا بالدوري الإنجليزي؟
يعاني فريق ليفربول هجوميا في الموسم الحالي ما أدى لتعرضه لسلسلة من الهزائم المتتالية وغير المتوقعة في مشواره بالدوري الإنجليزي الممتاز.
ورغم إنفاق قرابة 500 مليون يورو (482.9 مليون يورو) على الصفقات خلال سوق الانتقالات الصيفية المنقضي وضم لاعبين جعلوا هجوم "الريدز" يوصف الأقوى في العالم إلا أن النتائج لا تعكس هذا على الإطلاق.
وضم ليفربول الألماني فلوريان فيرتز من باير ليفركوزن والسويدي ألكسندر إيزاك من نيوكاسل يونايتد والفرنسي هوجو إيكيتيكي من آينتراخت فرانكفورت إلى جانب وجود الإيطالي فيدريكو كييزا والمصري محمد صلاح والهولندي كودي جاكبو.
وفي المقابل، حقق "الريدز" 6 انتصارات وخسر مثلها على مدار الموسم ليهبط للمركز الـ11 في البريميرليج.
وحال فاز أرسنال على توتنهام هوتسبير، الأحد، فإن الفارق بين الفريقين في عدد النقاط سيصل إلى 11 نقطة مما سيصعب فرص الاحتفاظ باللقب لكتيبة الهولندي أرني سلوت.
ولكن آمال وأحلام "الريدز" هذا الموسم تراجعت لتجعل الهدف الوحيد للنادي هو التأهل لدوري أبطال أوروبا كهدف أولي.
لماذا يعاني ليفربول هجوميا مع أرني سلوت؟
يشير موقع "ترانسفير ماركت" العالمي في تقرير له إلى أن ليفربول لم ينجح في خلق الخطورة ضد نوتنجهام، رغم امتلاكه أسماء كبيرة في الهجوم، حيث دفع أرني سلوت على مدار المباراة بألكسندر إيزاك، وهوجو إيكيتيكي، وكودي جاكبو، ومحمد صلاح، وفيديريكو كييزا.
ومن جانبه فشل إيزاك، المنضم مقابل 145 مليون يورو من نيوكاسل يونايتد، في إثبات نفسه مع الفريق حيث لم يسجل إلا هدف واحد منذ انضمامه إلى ليفربول، جاء في كأس الرابطة الإنجليزية المحترفة.
ولقد أعاقت الإصابات إيزاك في الأشهر الأولى له في "أنفيلد"، لكن السويدي كان لائقا بما يكفي للبدء أساسيا ضد نوتنغهام فورست.
ومن جانبه، دخل إيكيتيكي من مقاعد البدلاء، لكن اللاعب الفرنسي عانى من أجل ترك بصمة، بينما كان جاكبو هادئا على غير العادة على الجانب الأيسر.
أما صلاح فأتيحت له وحده فرص عديدة واضحة على المرمى لكنه لم ينجح في هز الشباك، بينما سدد كييزا كرة عالية من مسافة قريبة عندما كانت النتيجة 2-0.
ونجح هجوم ليفربول الموسم الماضي في أن يكون السبب الرئيسي في التتويج بالبريميرليج من خلال تسجيل 86 هدفا في 38 مباراة بمتوسط، بل والتغطية على بعض العيوب الدفاعية، حيث بلغ متوسط الأهداف للقاء الواحد 2.3.
أما هذا الموسم فالفريق الذي يقوده سلوت لم يسجل أكثر من 18 هدفًا في 12 مباراة بمعدل 1.6 هدفًا للقاء الواحد.
وعلى مستوى استقبال الأهداف تلقى "الريدز" حتى الآن 20 هدفًا بمعدل 1.7 هدفا للقاء، مقابل 41 الموسم الماضي بمعدل لم يتجاوز 1.1 هدفا.
أحد الأسباب التي أشار لها التقرير فيما يخص الأزمة الهجومية، هو الضغط النفسي على النجوم الجدد من أمثال إيزاك وإيكيتيكي من أجل تقديم بداية مذهلة وهو ضغط يزداد بعد كل إحباط وخسارة.
ومن جانبه، اعتاد صلاح أن يكون اللاعب الرئيسي في ليفربول، بدليل أنه سجل أكثر من 250 هدفًا للنادي في جميع المسابقات منذ انضمامه للفريق في صيف 2017.
لكن تقاسم هذه الأهداف مع إيزاك وإيكيتيكي وفيرتز وجاكبو وكييزا هو مفهوم جديد على اللاعب المصري.
ومن الناحية التكتيكية، كان فلوريان فيرتز غير فعال إلى حد ما في مركز صانع الألعاب من منطقة الوسط، وهو ما يختلف عن مركزه المفضل في باير ليفركوزن، حيث لعب كصانع ألعاب من اليسار.
وعلى مستوى خط الوسط، لا يبدو الثنائي المكون من الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر والهولندي ريان جرافنبرخ متماسكين بنفس القدر دون اللاعب الثالث، سواء كان المجري دومينيك سوبوسلاي أو كورتس جونز.
سوبوسلاي نفسه ساهم الموسم الماضي في 13 هدفا لكنه هذا الموسم سجل هدفًا وصنع آخر عبر 12 مباراة وذلك بسبب تراجع موقعه على أرض الملعب في ظل الوفرة في المهاجمين بعد الصفقات الجديدة.
ولم يفوت تقرير "ترانسفير ماركت" الإشارة إلى تأثير غياب ترينت ألكسندر أرنولد المنضم لريال مدريد رغم التعاقد مع الهولندي جيرمي فريمبونج، خاصة أن الأخير لم يتمكن حجز مكان في تشكيلة مواطنه سلوت، حيث يتم تفضيل كونور برادلي عليه.
وكان أرنولد يمتلك القدرة البارعة كظهير طرف على التمرير من الخلف لمحمد صلاح بالتحديد مما كان له تأثير هجومي واضح على "الريدز".
