التماسك الجنوبي: الالتفاف الشعبي حول المجلس الانتقالي والزُبيدي يرسخ مسار استعادة الدولة
يشهد الجنوب العربي اليوم مرحلة فارقة تتميز بـ التماسك السياسي والاجتماعي اللافت، وهو انعكاس مباشر للوعي المتزايد لدى الشعب الجنوبي بطبيعة التحديات والمخاطر المحيطة هذا التماسك الحيوي لا يقتصر على البيانات الرسمية، بل يتجسد في الالتفاف الشعبي الواسع حول مشروع الاستقلال واستعادة الدولة الذي يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه اللواء عيدروس بن قاسم الزُبيدي.
لقد تحول هذا المشروع من مجرد طموح إلى مسار عملي واضح المعالم، يتخذ خطوات واقعية ومؤسسية على الأرض، مؤكدًا أن الاستقلال أصبح خيارًا لا يقبل التراجع بل ضرورة وجودية تحدد شكل المستقبل.
يُمثل هذا الاصطفاف الوطني رصيدًا استراتيجيًا يحمي الجنوب من محاولات التفكيك، ويُعزز قدرة مؤسساته الناشئة على مواجهة الضغوط السياسية والأمنية والعسكرية التي تسعى القوى المعادية لفرضها.
الوعي الشعبي المُوحَّد ورفض العودة للوراء
تؤكد المؤشرات الاجتماعية والسياسية أن الوعي الشعبي الجنوبي قد تجاوز مرحلة التشتت والانقسام، ووصل إلى مستوى متقدم من التوحيد الفكري حول الهدف الوطني الأسمى. هذا الوعي يُعد الركيزة الأهم لقوة الجنوب في المرحلة الراهنة.
ملامح الوعي الجنوبي:
رؤية موحدة: تبلورت رؤية واضحة تتجه نحو استعادة الدولة كاملة السيادة ورفض قاطع لجميع مشاريع الالتفاف أو محاولات العودة إلى الأطر السياسية الماضية.
الإصرار الثابت: يظهر الإصرار الشعبي المتزايد على التمسك بالهدف الوطني، مهما تصاعدت الضغوط الخارجية أو اشتدت حملات التشويه الإعلامي التي تستهدف القيادة والمشروع.
القوة الأهم: تظل الإرادة الشعبية هي العنصر الأكثر حضورًا في المعادلة السياسية، حيث يمنح الموقف الموحد للشارع القيادة السياسية غطاءً قويًا ويزيد من زخم المشروع الوطني.
هذا التماسك الاجتماعي يُغلق كل المنافذ أمام الخصوم الذين يدركون أن أي تصدع في الصف الجنوبي سيمنحهم فرصة للعبث بالمنطقة.
المجلس الانتقالي: مركز الثقل وبناء المؤسسات
منذ تأسيسه، برز المجلس الانتقالي الجنوبي كـ مركز الثقل السياسي الأبرز والقوة الوحيدة القادرة على إدارة المشهد الجنوبي بفاعلية. يستمد المجلس قوته من قاعدته الشعبية الواسعة ورصيده النضالي الطويل.
دور المجلس في التأسيس:
تعزيز الأمن: تمكن المجلس من تعزيز الأمن بشكل ملحوظ في المحافظات الجنوبية، ووقف تمدد القوى الإرهابية والمتطرفة، مما أرسى أساسًا للاستقرار.
توحيد الجهود: عمل المجلس على توحيد الجهود السياسية والمجتمعية تحت مظلة واحدة، مما جعل منه العنوان الأبرز الذي تُقرأ من خلاله تطلعات الجنوبيين.
المسار المؤسسي: لم يعد المشروع الوطني الجنوبي يعتمد على ردات الفعل، بل يتجه نحو بناء مؤسسات أمنية وإدارية وخدمية قادرة على صياغة نموذج دولة حديثة تستند إلى النظام والقانون. هذا المسار المؤسسي يعكس انتقالًا نوعيًا من مرحلة النضال إلى مرحلة التأسيس والبناء.
قيادة واقعية: دور الزُبيدي في تثبيت الهدف
يُعزى جزء كبير من هذا التماسك والنجاح إلى الدور المحوري للواء عيدروس بن قاسم الزُبيدي. وقد استطاع الزُبيدي أن يؤدي دورًا استثنائيًا في ترسيخ هذا المسار من خلال منهجه القيادي الذي يجمع بين الحكمة والثبات.
إدارة الملفات الحساسة: أثبت الرئيس الزُبيدي قدرة عالية على إدارة الملفات الأكثر حساسية ببراعة، مما حافظ على استقرار الجبهة الداخلية في أوقات حرجة.
الثبات الواقعي: تميز تعامله السياسي بالهدوء والواقعية، حيث حافظ على ثبات الهدف الوطني (الاستقلال) دون الانجرار إلى صدامات غير محسوبة تُضعف الموقف الجنوبي على الساحة الإقليمية والدولية.
رمز الاستقرار: هذا النهج المتزن أكسبه قبولًا واسعًا على المستويين الشعبي والدولي، وجعل منه رمزًا للاستقرار والاتزان في ظل الأوضاع السياسية المعقدة التي تشهدها المنطقة.
الحضور الإقليمي والدولي وتحديات المرحلة القادمة
يتزامن التماسك الداخلي الجنوبي مع تزايد الاهتمام الإقليمي والدولي بـ القضية الجنوبية كعامل أساسي في معادلة الأمن الإقليمي. هذا الزخم الخارجي يفتح الباب أمام تحولات سياسية مهمة تضع الجنوب في مرحلة جديدة.
ورغم وجود تحديات لا يمكن إنكارها، مثل الأوضاع الاقتصادية الصعبة ومحاولات إحياء مشاريع الماضي التي تسعى لعرقلة المشروع الوطني، فإن الجنوب يظهر قدرة متزايدة على تجاوزها. هذه القدرة تستند إلى الوعي السياسي المتنامي، والانضباط الاجتماعي، والالتفاف الشعبي الذي لا يرى أي خيار سوى المضي قدمًا نحو الاستقلال الكامل كـ ضرورة وجودية تحقق تطلعات الشعب وتضع حدًا لدوائر الصراع.
يُثبت الجنوب اليوم أن التحرر ليس مجرد حلم، بل هو مسار عملي وقرار شعبي موحّد تتبناه قيادة واقعية ومؤسسات قيد التأسيس، مما يرسخ مكانة الجنوب كشريك فاعل لا يمكن تجاوز إرادته في أي صياغة لمستقبل المنطقة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
