السلام العادل: رؤية الجنوب لعملية سياسية شاملة ترتكز على الاعتراف بالحقوق المشروعة
يشدد المجلس الانتقالي الجنوبي، في مختلف مواقفه ورؤاه، على أن السلام العادل والمستدام يبدأ من معالجة جذور الأزمة التي حملت في طياتها تراكمات تاريخية وسياسية واجتماعية امتدت لعقود. وبالنسبة للجنوب، فإن استعادة دولته كاملة السيادة، كما كانت قبل 21 مايو 1990م، ليست مجرد خيار سياسي، بل هي ضرورة استراتيجية لبناء منظومة إقليمية مستقرة.
القضية الجنوبية: مفتاح الحل وعمق الأزمة
أثبت مسار الأحداث الطويل أن قضية شعب الجنوب هي قلب المعادلة، ومن دون وضع حل واضح لها، لن يكون لأي اتفاق سياسي القدرة على الصمود أو تحقيق تطلعات الشعوب. السلام الحقيقي، حسب رؤية المجلس الانتقالي، ليس مجرد اتفاق يُوقّع، بل هو عملية شاملة ترتكز على الاعتراف بـ الحقوق المشروعة لكل الأطراف.
لماذا الجنوب هو جوهر المعادلة؟
تراكمات تاريخية: تحمل القضية الجنوبية في طياتها تاريخًا من الإقصاء والهيمنة بعد عام 1990، مما أدى إلى تولد شعور عميق بعدم العدالة السياسية.
فشل التجارب السابقة: أثبتت التجربة أن تجاهل حق الجنوب في استعادة دولته لم يُنتج سوى مزيد من التوترات، وأن محاولات فرض أطر سياسية لا تعبّر عن الإرادة الشعبية في الجنوب لم تحقق استقرارًا، بل عمّقت الفجوة وزادت من تعقيدات الأزمة.
القدرة على الصمود: يمتلك الجنوب اليوم قوة سياسية وعسكرية وشعبية تمنحه الشرعية الكاملة لطرح مطالبه كـ حق لا يمكن تجاوزه.
ولهذا، فإن معالجة جذور الأزمة في البلاد تتطلب مقاربة واقعية تستند إلى المتغيرات على الأرض وإلى الحقائق التاريخية، وليس إلى شعارات تجاوزتها الوقائع.
استعادة الدولة: ضرورة إقليمية للاستقرار والأمن
يرفع المجلس الانتقالي الجنوبي من مستوى المطالبة بـ استعادة دولة الجنوب من مستوى الخيار السياسي إلى مستوى الضرورة الاستراتيجية التي تخدم المصالح الإقليمية والدولية العليا.
كيف تخدم استعادة الدولة الاستقرار الإقليمي؟
بناء منظومة مستقرة: استعادة الدولة تمثل الأساس الذي يمكن من خلاله بناء ترتيبات سياسية جديدة تضمن إدارة رشيدة للموارد، وتضع حدًا لـ التداخلات التي كانت سببًا في تعثر أي مسار سلمي سابق.
توازن سياسي: يسهم الاعتراف بالحق الجنوبي في تقرير المصير في خلق بيئة سياسية أكثر توازنًا، حيث تكون كل الأطراف شريكة في صناعة مستقبلها بعيدًا عن الهيمنة أو الإقصاء. هذا التوازن هو ركيزة مهمة للوصول إلى سلام دائم لا ينهار عند أول اختبار.
الأمن والتنمية: استقرار الجنوب يعني تأمين الممرات البحرية الدولية وتعزيز جهود مكافحة الإرهاب، وهو ما يفتح الباب أمام التنمية الإقليمية المشتركة.
إن الطريق نحو سلام حقيقي في البلاد يمر عبر الجنوب، ومن دون معالجة قضيته وفق حلول عادلة تضمن استعادة الدولة، سيظل النزاع يدور في دوائر مفرغة.
المقاربة الواقعية: الحقائق أولًا
يؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي أن المقاربة للحل يجب أن تكون واقعية وتستند إلى ما تم تحقيقه على الأرض من منجزات عسكرية وأمنية، وإلى الإرادة الشعبية الصارمة.
الاعتراف بالحقوق: لا يمكن بناء سلام حقيقي دون الاعتراف بالحقوق المشروعة لكل الأطراف، وفي مقدمتها الحق الجنوبي.
وقف الإقصاء والهيمنة: يجب أن تضمن الترتيبات الجديدة أن الأطراف شريكة في صناعة مستقبلها بعيدًا عن الهيمنة أو الإقصاء، وهي العوامل التي كانت سببًا في الأزمات الماضية.
إن الاعتراف بهذه الحقيقة، وهو أن طريق السلام الحقيقي يمر عبر الجنوب، هو الخطوة الأولى نحو انتقال سياسي ناجح يفتح الباب لصناعة مستقبل مستقر وآمن، وهو ما يتطلع إليه الجنوبيون.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
