قضية جنوب اليمن: المجلس الانتقالي يؤكد أن الاعتراف بتقرير المصير هو "حجر الزاوية" لأي استقرار إقليمي

عيدروس الزُبيدي
عيدروس الزُبيدي

في خضم التحولات المعقدة التي تشهدها المنطقة، يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة اللواء عيدروس بن قاسم الزُبيدي، ترسيخ رؤيته السياسية الثابتة التي تُقدم "قضية شعب الجنوب" كـ جوهر الأزمة وشرط أساسي لتحقيق أي استقرار مستدام في البلاد وعلى المستوى الإقليمي. 

ويشدد المجلس على أن أي مسار سياسي لا يعترف بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته، هو مجرد محاولة لـ إعادة تدوير الأزمات وفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر خطورة وفوضى.

ويستند الموقف الثابت للمجلس الانتقالي إلى إدراك عميق بأن تجاهل القضية الجنوبية أو تهميشها لم ينتج عبر العقود الماضية إلا مزيدًا من التوتر والانقسامات. وبات المجلس يطرح رؤيته ليس فقط كـ مطلب سياسي مشروع، بل كـ ضرورة إقليمية ودولية لتعزيز الأمن ومكافحة التهديدات المتطرفة.

قضية الجنوب: ليست مطلبًا عابرًا بل جوهر الأزمة

يُعرّف المجلس الانتقالي الجنوبي قضية الجنوب بأنها ليست مجرد خلاف على السلطة أو تفاوض على حصص سياسية، بل هي قضية شعب يتطلع إلى استعادة دولته التي سُلبت منه. وتؤكد الرؤية السياسية للرئيس عيدروس الزُبيدي أن هذا المطلب يحظى اليوم بشرعية كاملة، مدعومًا:

القوة الشعبية: التفاف واسع من الشعب الجنوبي حول مشروعه الوطني وحقه في تقرير مصيره.

القوة السياسية والعسكرية: صمود المؤسسات السياسية والعسكرية الجنوبية وقدرتها على بناء أجهزة أمنية وعسكرية فعّالة أثبتت كفاءتها في مكافحة الإرهاب وحماية الأرض.

إن أي محاولة لتجاوز الجنوب أو وضعه في خانة "الملف الثانوي" في أي ترتيبات مستقبلية، يراه المجلس الانتقالي بمثابة خيار مكلف وغير قابل للاستدامة، ولن تكون نتائجه سوى انفجار جديد يُعصف بما تبقى من فرص للسلام.

الجنوب كشريك استراتيجي: مصلحة إقليمية ودولية

لم يكتفِ المجلس الانتقالي الجنوبي بتقديم التحذيرات، بل قدم بدائل ورؤى واقعية تُظهر أن الاعتراف بالقضية الجنوبية ليس حقًا داخليًا فحسب، بل هو مصلحة استراتيجية للإقليم والمجتمع الدولي.

مكاسب الاعتراف بالجنوب:

تأمين الممرات البحرية: يقع الجنوب على ممرات بحرية حيوية للتجارة العالمية. استقرار الجنوب يعني استقرار هذه الممرات الحيوية وتعزيز الأمن البحري في المنطقة المضطربة.

تعزيز مكافحة الإرهاب: أثبتت المؤسسات الأمنية الجنوبية قدرتها الفائقة على محاربة القوى المتطرفة وتنظيمات الإرهاب، مما يجعل الجنوب شريكًا موثوقًا في منظومة الأمن الإقليمي.

منع استغلال الفوضى: خلق بيئة آمنة ومستقرة في الجنوب يمنع القوى الإقليمية أو المتطرفة الأخرى من استغلال حالة الفوضى والانقسام لتهديد دول الجوار.

بناء نموذج فعال: القدرة على بناء مؤسسات عسكرية وأمنية قادرة على الصمود والفاعلية تعزز من دور الجنوب كعنصر استقرار يمكن الاعتماد عليه.

وبهذه البدائل الواقعية، يضع الرئيس الزُبيدي الجنوب كطرف فاعل لا يمكن تهميشه، مؤكدًا أن إرادة الشعب الجنوبي هي المرجع الأول والأخير لأي حلول يتم طرحها.

 التحذير من إعادة إنتاج الأزمات: التهميش خيار مكلف

يؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي أن المحاولات المستمرة لتمرير أي ترتيبات سياسية تهدف إلى إعادة تدوير الأزمة تحت أي مسمى لن يكتب لها النجاح. فالشعب الجنوبي الذي قدم تضحيات جسيمة دفاعًا عن أرضه وهويته، لن يقبل العودة إلى الوراء أو فرض الوصاية عليه.

إن صمود المؤسسات السياسية والعسكرية الجنوبية وتوحد الصف حول المشروع الوطني يجعل من تجاهل الجنوب خيارًا غير مجدٍ، بل ويهدد بتحويل أي ترتيبات سلام إلى فترة هدوء مؤقت تليها موجة عنف وتوتر جديدة.

الرؤية نحو الحل الشامل:

يرتكز موقف المجلس الانتقالي على ضرورة وضع القضية الجنوبية على الطاولة منذ البداية كـ قضية جوهرية تتطلب معالجة لجذورها التاريخية والسياسية، وصولًا إلى آلية واضحة لتمكين شعب الجنوب من ممارسة حقه في تقرير المصير بشكل يضمن التوافق والاستقرار في المنطقة.

بهذا الموقف الثابت، يُرسل المجلس الانتقالي الجنوبي رسالة واضحة للمجتمع الدولي والإقليمي بأن الجنوب مستعد ليكون شريكًا موثوقًا في استقرار المنطقة، بشرط واحد: الاعتراف التام بحقه وشرعية قضيته.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1