دعم إماراتي للتنمية المستدامة: سد وادي حسان والطريق الجديد ركيزة للاستقرار في الجنوب العربي
في إطار التزامها الراسخ بدعم الاستقرار والتنمية في المنطقة، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تقديم دعمها النوعي للجنوب العربي.
هذا الدعم، الذي تشرف عليه مؤسسات إماراتية رائدة، يركز بشكل أساسي على المشاريع الحيوية ذات الأثر الاقتصادي والاجتماعي طويل المدى، بهدف تحسين الأوضاع المعيشية وتمكين المجتمعات المحلية. ويأتي مشروع سد وادي حسّان في محافظة أبين كأحد أبرز الشواهد على هذا التعاون الاستراتيجي.
وفي أحدث خطوات هذا المشروع التنموي الضخم، أعلنت الجهة المنفذة عن بدء أعمال سفلتة الطريق الحيوي الرابط بين منطقة الحصن وموقع السد.
هذا الطريق، الذي يتجاوز طوله سبعة كيلومترات، يُموّل بالكامل من صندوق أبوظبي للتنمية، ويُعد عنصرًا أساسيًا لضمان سلاسة وكفاءة الأعمال الهندسية المتبقية، كما يمثل إضافة نوعية للبنية التحتية في المنطقة بشكل عام. هذا التركيز على البنية التحتية المساندة يعكس رؤية إماراتية واضحة بأن التنمية الشاملة تبدأ من تسهيل الحركة وتأمين لوجستيات المشاريع الكبرى.
سد وادي حسان: استثمار في المستقبل الاقتصادي والزراعي
يُمثل مشروع سد وادي حسان أحد أهم المشاريع الاستراتيجية التي تشهدها المنطقة الجنوبية. وقد بلغت نسبة الإنجاز في المرحلة الأولى من المشروع حوالي 60%، مما يضع الجنوب على أعتاب تحول زراعي واقتصادي كبير.
الأهداف الاستراتيجية للمشروع:
تنمية زراعية واسعة: يُتوقع أن يسهم السد في ري ما يقدر بـ 14 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، مما يعزز الأمن الغذائي ويدعم الإنتاج المحلي.
دعم المزارعين: سيخدم المشروع بشكل مباشر ما يقارب 13 ألف مزارع في نطاق حوض دلتا أبين المائي، مما يوفر لهم مصدرًا مستدامًا للمياه.
تعزيز المخزون الجوفي: يلعب السد دورًا حيويًا في تغذية وتقوية مخزون المياه الجوفية في المنطقة، ويدعم أكثر من 75 بئرًا مخصصًا لمياه الشرب.
تسهيل البنية التحتية: يأتي طريق الحصن – موقع السد لربط المشروع مباشرة بالخط العام باتيس – جعار، مما يضمن خط نقل فعال للمواد والآليات ويسهل حركة المزارعين والسكان.
يثمّن أبناء أبين هذا الدعم السخي والثابت الذي قدمه صندوق أبوظبي للتنمية، مؤكدين أن المشروع لا يقتصر على كونه منشأة مائية، بل هو استثمار حقيقي في مستقبل البلاد ورفاهية المواطنين.
الحضور الإنساني الإماراتي: ركيزة الاستقرار الشامل
إن الدعم الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة للجنوب العربي يتجاوز المشاريع التنموية الكبرى ليصل إلى قلب العمل الإنساني والإغاثي اليومي. تدرك القيادة الإماراتية أن الاستقرار الشامل لا يتحقق بالحلول الأمنية أو السياسية وحدها، بل بتمكين الإنسان وتحسين مستوى حياته اليومية بصورة مباشرة.
الجهود الإماراتية في القطاعات الحيوية:
القطاع الصحي: شملت البرامج الإماراتية إعادة تأهيل المرافق الصحية وترميم المستشفيات والمراكز العلاجية لتوفير خدمات طبية أساسية للمواطنين.
التعليم والبنية التحتية: تم ترميم المدارس ودعم خدمات الكهرباء والمياه، وهي قطاعات حيوية تأثرت سنوات الصراع بشكل كبير.
الإغاثة المعيشية: تم توفير المساعدات الغذائية والمستلزمات الطبية بشكل دوري ومستدام في المناطق الأكثر احتياجًا والقرى النائية.
الاستجابة للكوارث: برزت الإمارات كشريك رئيسي من خلال استجاباتها السريعة للكوارث وإيصال الإغاثة العاجلة، مما عزز قدرة المجتمعات على مواجهة التحديات المعيشية.
هذا النهج المتكامل، الذي يربط بين العمل الإغاثي والإنساني والمشاريع التنموية المستدامة، يبعث رسالة واضحة بأن دولة الإمارات شريك رئيسي في دفع مسار التعافي، وتهدف إلى تثبيت نموذج تنموي أكثر مرونة وقدرة على الصمود في الجنوب العربي.
تمكين الإنسان: رؤية إماراتية لبناء الجنوب
تؤمن دولة الإمارات بأن بناء الجنوب لا يمكن أن يكون عبر حلول سطحية؛ بل يتطلب تمكين الإنسان عبر توفير الأدوات اللازمة لحياة كريمة. إن مشروع سد وادي حسان هو تجسيد لهذا المفهوم، حيث يمنح 13 ألف مزارع القدرة على الإنتاج والاعتماد على الذات، بدلًا من الاعتماد على المساعدات المؤقتة.
هذا المسار الاستراتيجي الذي تتبعه الإمارات هو الذي جعل من جهودها عنصرًا رئيسيًا في إعادة ضبط معادلة الاستقرار في الجنوب، حيث يتم تحويل التحديات المعيشية إلى فرص للنمو الاقتصادي والزراعي. إن الشراكة مع صندوق أبوظبي للتنمية لا تدعم فقط البنية التحتية، بل تضخ الأمل والتفاؤل في شرايين المجتمعات، مما يُمهد الطريق لمرحلة جديدة من التعافي والازدهار في الجنوب العربي.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
