طرف رئيسي لا يُتجاوز: جنوب اليمن يفرض وجوده بقوة تبدل موازين القوى الميدانية
يشهد الملف اليمني تحولات متسارعة تدفع بقوة نحو ضرورة صياغة مسار سياسي جديد يهدف إلى معالجة جذور الأزمة ووضع أسس واقعية لسلام عادل ومستدام
في هذا السياق، تتجدد التأكيدات الجنوبية الحازمة بأن السلام الحقيقي والمستقر لن يتحقق إلا من خلال الاعتراف المطلق بـ الحق الجنوبي المشروع في تقرير المصير واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.
إعادة بناء الدولة على حدود ما قبل 22 مايو 1990م.
هذا التوجه الجنوبي ليس مجرد مطلب نظري، بل يستند إلى معطيات سياسية وميدانية ثابتة أفرزتها سنوات الحرب الطويلة، إضافة إلى التحولات الاجتماعية العميقة التي جعلت من الجنوب طرفًا رئيسيًا لا يمكن تجاوزه أو تهميشه في أي تسوية قادمة.
المسار السياسي الجديد: شرطان للنجاح
إن نجاح أي مسار سياسي جديد يهدف لإنهاء الأزمة اليمنية مرهون بتلبية شرطين رئيسيين يضعهما الجنوب في صدارة أولوياته:
الاعتراف بالحق الجنوبي في تقرير المصير
هذا الحق هو جوهر القضية وأساس العدالة التي ينشدها الجنوب. لا يمكن بناء سلام على حساب إرادة شعب. إن الاعتراف الدولي والإقليمي بهذا الحق سيضمن:
إزالة جذور الصراع: حيث أن الصراع القائم مرتبط بشكل أساسي بعدم التسوية العادلة للقضية الجنوبية منذ 1990م.
خلق توازن: يتيح للأطراف الجنوبية المشاركة في المفاوضات كشريك رئيسي وند، وليس كطرف ثانوي تابع لوفد "شرعي" لا يمثله.
استعادة الدولة على حدود ما قبل 1990م
يُعد هذا المطلب هو التجسيد العملي والواقعي لحق تقرير المصير. استعادة دولة الجنوب على حدود 22 مايو 1990م يمثل العودة إلى وضع دولي معترف به سابقًا، ويضمن:
إنهاء حالة الهيمنة: يوقف مشروع التوسع والنهب الذي مارسته القوى الشمالية على مدار عقود.
الاستقرار الإقليمي: تأسيس دولتين جارتين مستقرتين، الجنوب والشمال، يسمح لكل طرف ببناء مستقبله ويقلل من فرص تجدد الصراع.
التأكيد على دور الأطراف الدولية والإقليمية
تجدد التأكيدات الجنوبية توجه رسالة واضحة للأطراف الدولية والإقليمية: مسؤوليتكم لا تنتهي عند الدعوة لوقف إطلاق النار، بل تبدأ بـ دعم عملية سياسية عادلة تقوم على الاعتراف بالحقوق.
إن مواصلة التمسك بمرجعيات قديمة أو محاولة فرض حلول ترقيعية لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الأزمة. ويجب على هذه الأطراف:
الإصغاء للصوت الجنوبي: التعامل بجدية مع المجلس الانتقالي الجنوبي باعتباره الحامل السياسي لهذه القضية.
دعم إطار تفاوضي جديد: يضع القضية الجنوبية في صلب الحل، لا في هامشه.
الجنوب طرف رئيسي: لا يمكن تجاوزه
يؤكد هذا التحليل أن الجنوب اليوم لم يعد مجرد مساحة جغرافية متأثرة بالصراع، بل أصبح طرفًا رئيسيًا يمتلك إرادة سياسية ومؤسسية فاعلة. إن أي محاولة للتجاوز أو الإقصاء من قبل أي طرف ستفشل حتمًا، وتضمن تجدد النزاع في المستقبل.
إن الإيمان الراسخ بـ عدالة القضية ووجود قيادة صلبة تحمل هذا المشروع الوطني هو ما يجعل استعادة دولة الجنوب أمرًا حتميًا لا رجعة فيه، والشرط الأساسي لتحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة بأسرها.
حتمية الانتقال نحو حل الدولتين
إن التحولات المتسارعة والواقع الميداني والسياسي يؤكد أن حل الأزمة اليمنية يكمن في حل الدولتين. على المجتمع الدولي أن يتحلى بالشجاعة الكافية للاعتراف بهذه الحقيقة والانتقال من منطق التسويات المؤقتة إلى منطق الحل الجذري العادل والمستدام، الذي يبدأ بتمكين شعب الجنوب من تقرير مصيره واستعادة دولته المعترف بها.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
