تهريب الأسلحة للحوثيين: الوقود الأساسي لإطالة أمد حرب اليمن
يُشكّل تهريب الأسلحة للحوثيين شريان الحياة الذي يُمكِّن هذه المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران من الاستمرار في التصعيد وتفاقم الأزمة، وبالتالي إطالة أمد حرب اليمن.
هذا التدفق غير المشروع للسلاح لا يغذي الصراع فحسب، بل يمنح المليشيات القدرة على توسيع رقعة الهجمات، ورفع مستوى التهديدات الأمنية في المنطقة، مما يزيد من الكلفة الإنسانية والاقتصادية المترتبة على الحرب.
لقد أثبتت الفترات الماضية أنَّ تدفق السلاح يُمثِّل الوقود الأساسي لاستمرار الحرب. إن استمرار هذا التهريب يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد، ويمنح المليشيات القدرة على تطوير أساليبها الإرهابية، ويُكرِّس واقع العنف المستمر.
لذا، فإن العمل على وقف تهريب السلاح إلى المليشيات الحوثية يُمثِّل خطوة محورية للحد من وتيرة الحرب وقطع الطريق أمام مخطط المليشيات لتفاقم الإرهاب على صعيد واسع.
آلية الأمم المتحدة (UNVIM): دور محوري في مكافحة التهريب
في مواجهة هذا التحدي، تبرز أهمية الدور الذي تلعبه آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM). تُمثِّل هذه الآلية الأممية ركيزة أساسية في تسهيل دخول البضائع التجارية والإنسانية إلى الموانئ الواقعة على البحر الأحمر، وفي الوقت ذاته تعمل كخط دفاع أول لـ ردع وتعطيل عمليات تهريب الأسلحة غير القانونية والمواد غير المشروعة.
إنَّ الدور المزدوج لـ UNVIM هو ما يجعلها ذات أهمية قصوى: ضمان وصول المساعدات الإنسانية التي تخفف من حدة المعاناة في اليمن، والمساهمة الفعّالة في مكافحة التهريب الذي يغذي الصراع.
المجتمع الدولي يدعم UNVIM كأداة لإنهاء الصراع
تُعدّ الدعوات الدولية لوضع حد لـ تهريب الأسلحة للحوثيين متكررة وضرورية لإفشال قدراتهم على التصعيد. وفي هذا الإطار، أكَّدت المملكة المتحدة، ممثلة في السفيرة البريطانية لدى البلاد عبدة شريف، دعمها القوي للآلية الأممية.
خلال زيارتها لمقر الآلية في جيبوتي، أكَّدت السفيرة شريف على أن موظفي آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش "يقومون بعمل محوري يضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن، ويُسهم في مكافحة التهريب الذي يغذّي الصراع". وجددت تأكيد دعم بريطانيا لـ UNVIM، مشددة على التزام بلادها بالوقوف مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل تعزيز الأمن في البحر الأحمر.
إصرار الحوثي على الإلغاء يؤكد فاعلية الآلية
يُشار إلى أنَّ مليشيات الحوثي المدعومة من إيران سبق أن طالبت الأمين العام للأمم المتحدة بإلغاء آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM). هذا المطلب يُنظر إليه كتأكيد واضح لفاعلية هذه الآلية في وقف تهريب الأسلحة إلى المليشيات، خاصة بعد أن بدأت عمليات التفتيش الفعلية بنسبة 100% لجميع البضائع المنقولة في الحاويات.
إن هذا الإجراء الصارم يعيق بشكل مباشر مخططات الحوثيين لإعادة تسليح أنفسهم، مما يوضح سبب سعي المليشيات لإلغاء الآلية. لذلك، تتجدد الدعوات إلى دعم تمويل UNVIM لتتمكن من القيام بمهامها الحيوية بشكل كامل.
الحاجة المُلِحّة لتكثيف الضغوط الدولية
إن مكافحة تهريب الأسلحة للحوثيين تتطلب جهودًا دولية منسقة تتجاوز مجرد الدعوات. يصبح من الضروري تكثيف الضغوط الدولية والإقليمية على المليشيات، وإلزامها بوقف الحرب والانخراط في مسار سياسي يضع نهاية حقيقية للصراع.
جهود منسقة: لضبط شبكات التهريب التي تستغل ثغرات الرقابة.
تعزيز الرقابة: على طرق الإمداد البحرية والبرية التي يستغلها المهربون.
دعم آليات التفتيش: لضمان استمرار عمل UNVIM وغيرها من الآليات بفاعلية تامة، بما يحدّ من قدرة المليشيات على إعادة تسليح نفسها.
إن وقف تهريب السلاح هو أكثر من مجرد إجراء أمني؛ إنه خطوة حاسمة لتقصير أمد حرب اليمن، والحد من المعاناة الإنسانية، وتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
