ترامب يستضيف قادة القطاع المالى فى البيت الأبيض لتعزيز دعمه من نخبة «وول ستريت»
يستعد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لاستضافة مجموعة من كبار الرؤوساء التنفيذيين فى قطاع المال وقادة بورصة وول ستريت الأمريكية على مأدبة عشاء، مساء اليوم الأربعاء، فى البيت الأبيض، فى خطوة جديدة من إدارته تهدف إلى كسب دعم النخبة الاقتصادية لسياساته.
ونقلت صحيفة بزنس ستاندرد الأمريكية عن مسؤولين مطلعين على الترتيبات، دون الكشف هوياتهم، أنه من بين المدعوين الرئيس التنفيذي لبنك «جيه بى مورجان تشيس آند كو» جيمي ديمون، فيما امتنعت الشركة عن التعليق على الدعوة.
فيما ذكرت شبكة سي بي إس نيوز الأمريكية، التي كانت أول من كشف العشاء، أن القائمة تشمل أيضا أدينا فريدمان، رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية لشركة ناسداك إنك.
وتأتي هذه الخطوة في ظل ضغوط سياسية متزايدة على ترامب فيما يتعلق بأداء الاقتصاد وارتفاع تكاليف المعيشة، وهما ملفان لعبا دورًا حاسمًا في فوز الديمقراطيين في الانتخابات الأخيرة بولايات نيوجيرسى وفيرجينيا.
وكان ترامب قد عزز في حملته الانتخابية لعام 2024 علاقاته مع نخبة سوق الأسهم الأمريكية عبر وعود بتخفيض الضرائب وتوسيع نطاق التحرير الاقتصادي، وهي وعود أثارت آنذاك تفاؤلًا كبيرًا بشأن أجندته الاقتصادية، وبالفعل وفى ترامب ببعض تلك التعهدات من خلال إقرار خفض ضريبي دائم يشمل العديد من البنود التي تفضلها الشركات، إلى جانب تحركات لتقليص القيود التنظيمية الحكومية.
لكن في المقابل، تسببت سياسات ترامب الأخرى في توتر العلاقة مع القطاع المالي، حيث أدت الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها ترامب على أساس كل دولة وقطاع إلى اضطراب الأسواق المالية وارتفاع تكاليف الواردات، كما أن انتقاداته المتكررة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أثارت قلقًا بشأن استقلالية البنك المركزي، فيما يخشى كثيرون أن تؤدي القيود الجديدة على الهجرة وارتفاع رسوم تأشيرات العمل إلى تقليص المعروض من الكفاءات في سوق العمل، وفقا لـ بزنس ستاندرد.
وفي الوقت نفسه، شن ترامب حملة ضد بعض البنوك متهما إياها بـ «التمييز السياسي» ضد الجمهوريين من خلال حرمانهم من الخدمات المالية لأسباب أيديولوجية، رغم نفي كبرى المؤسسات المصرفية لهذه الادعاءات.
ورغم العلاقة المتوترة أحيانًا بين ترامب وديمون، فإن الطرفين هدآ من لهجتهما مؤخرًا، إذ عقدا اجتماعًا في يوليو الماضي في المكتب البيضاوي لمناقشة الاقتصاد والسياسات التنظيمية.
ودأب ترامب، على استخدام زيارات قادة الشركات الكبرى إلى البيت الأبيض كأداة لإبراز مشروعات استثمارية داخلية ضمن جهوده لتعزيز الصناعة المحلية، حيث استضاف في سبتمبر الماضي عشاء ضم كبار التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا، من بينهم مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، وتيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، حيث تعهد قادة وادي السيليكون بزيادة استثماراتهم داخل الولايات المتحدة، ولا سيما في قطاع الذكاء الاصطناعي، الذي تسعى الإدارة الأمريكية إلى تطويره كركيزة أساسية للاقتصاد المستقبلي.
