الإمارات.. "لمسات إنسانية" تضيء درب الأمل في الجنوب
في خضمّ التحديات الإنسانية والاقتصادية التي يواجهها الجنوب، برز الدور الإغاثي والإنمائي لدولة الإمارات العربية المتحدة كشريان حياة ثابت، يسعى لتخفيف مختلف صنوف المعاناة عن المواطنين. هذه اللمسات الإنسانية لا تقتصر على المساعدات الغذائية والإغاثية العاجلة، بل تمتد لتشمل التدخلات الطبية النوعية والمشاريع التنموية الاستراتيجية، مؤكدة التزام أبوظبي الثابت تجاه الأشقاء في الجنوب.
تدخل إنساني عاجل: مؤسسة خلفة والإغاثة الطبية في سقطرى
تجلّى هذا الالتزام مؤخرًا في تدخل إنساني كريم بؤرته أرخبيل سقطرى، الذي يعاني من محدودية الرعاية الصحية المتخصصة. فقد سيَّرت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية (مؤسسة خلفة الإنسانية)، وهي ذراع رئيسي للعمل الإنساني الإماراتي، طائرة طبية مجهزة بأحدث المعدات وطاقم طبي متخصص.
مبادرة "خلفة الإنسانية": نقل جوي متخصص لإنقاذ حياة مصاب من سقطرى.
جاءت هذه المبادرة استجابة عاجلة لمناشدات أهالي سقطرى، حيث تعرض أحد أبناء المحافظة لإصابة خطيرة إثر سقوطه من صخرة مرتفعة، ما أسفر عن كسر في الفقرة الخامسة من العمود الفقري. هذه الإصابة تطلبت تدخلًا طبيًا عاجلًا وفائق التخصص، لا يمكن توفيره داخل الجزيرة، مما استدعى نقله على الفور لتلقي العلاج والرعاية اللازمة في مستشفيات دولة الإمارات العربية المتحدة. يُعدّ هذا النوع من الاستجابة المتخصصة دليلًا على أن الدعم الإماراتي يتجاوز المعونات التقليدية ليصل إلى إنقاذ الحياة مباشرةً، وهو ما يؤكد الأولوية القصوى التي تضعها الإمارات لسلامة وصحة الإنسان الجنوبي.
استجابة للمناشدات: تُشير المصادر المحلية إلى أن الاستجابة السريعة للمؤسسة الإنسانية لمناشدات الأهالي تعكس آلية عمل متكاملة ترصد الاحتياجات وتستجيب لها بفاعلية، ضامنةً أن تصل يد العون إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها، خاصة في المناطق النائية كأرخبيل سقطرى.
الإمارات.. قوة خير تنسج خيوط الأمل في حياة الجنوبيين
تأتي هذه المبادرة الخاصة بنقل المصاب من سقطرى امتدادًا لسلسلة طويلة من المواقف الإنسانية المتواصلة التي قدمتها دولة الإمارات. إن دولة الإمارات تواصل لعب دورها الإنساني والإنمائي البارز في الجنوب، منطلقة من رؤية ثابتة ترتكز على مبادئ الأخوّة والدعم المستدام للشعوب الشقيقة.
دور الإمارات المستدام: امتداد المواقف الإنسانية والمساعدات الطبية والإغاثية المتواصلة.
على مدار الفترات الماضية، برزت الإمارات، عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة الإنسانية، كـقوة خير تزرع الأمل في حياة المواطنين الجنوبيين، من خلال تدخلات إنسانية واقتصادية شاملة. هذه التدخلات تستهدف تحسين الأوضاع المعيشية ومجابهة مختلف صنوف الأعباء التي أثقلت كاهل الجنوبيين جراء الصراعات والأزمات الاقتصادية المتراكمة. فمن توفير السلال الغذائية ودعم الصيادين والمزارعين في المناطق الساحلية، إلى ترميم البنى التحتية للمياه والكهرباء في عدن وحضرموت والمكلا، يتضح أن المنهج الإماراتي هو منهج شمولي لا يترك قطاعًا حيويًا دون دعم.
رؤية ثابتة: مبادئ الأخوّة والدعم الشامل أساس العمل الإنساني الإماراتي.
يُترجم هذا الحضور الإنساني المتواصل إيمان الإمارات العميق بأن الدعم للجنوب يمثل واجبًا أخلاقيًا وسياسيًا نحو تعزيز الاستقرار الإقليمي. فقد سجلت الإمارات نفسها كواحدة من أكبر الدول المانحة لليمن، متجاوزة حدود الإغاثة الطارئة إلى المساهمة الفعالة في صياغة مستقبل أكثر استقرارًا للمنطقة.
ما وراء الإغاثة: الجهود الإماراتية في التنمية الاستراتيجية
لم تقتصر الجهود الإماراتية على تقديم المساعدات الغذائية والإغاثية العاجلة، بل امتدت لتشمل تركيزًا قويًا على مشروعات تنموية استراتيجية تهدف إلى تحقيق الاستدامة والنهوض بالقدرات الذاتية للمجتمع الجنوبي.
مشروعات تنموية شاملة: الصحة، التعليم، الكهرباء، والمياه.. استثمارات في البنية التحتية.
شملت جهود إعادة الإعمار والتنمية الإماراتية قطاعات حيوية بالغة الأهمية. ففي قطاع الصحة، تم دعم وتأهيل عشرات المستشفيات والمراكز الصحية، لا سيما مستشفى خليفة بن زايد في سقطرى والمرافق الصحية الأخرى في عدن وحضرموت. وفي قطاع الكهرباء، موّلت الإمارات مشاريع حيوية لتركيب محطات وشبكات لضمان استقرار التيار، إلى جانب توفير الدعم للقطاع الأمني وتأهيل الشرطة والبنى التحتية المرتبطة به. هذه المشاريع لا تخدم المواطن في حاضره فحسب، بل تمثل استثمارًا في المستقبل، حيث تعيد بناء قدرات الدولة والمجتمع بشكل مستدام.
قيم العطاء: كيف تُترجم المؤسسات الإنسانية الإماراتية الدعم إلى واقع ملموس؟
حرصت الإمارات عبر مؤسساتها الإنسانية على ترجمة قيم العطاء إلى واقع ملموس، عبر تنفيذ برامج نوعية تلامس احتياجات المواطن اليومية. فالدعم شمل قطاعات هامة كتمكين الشباب عبر برامج تدريب مهني ودورات لغة إنجليزية وحاسوب، فضلًا عن دعم جهود تأهيل وترميم المساجد والمرافق العامة، مما يعيد للمواطن الجنوبي الشعور بالاستقرار والأمان الاجتماعي ويساعد على الحد من الفوضى.
تحليل الأثر: الحضور الإنساني الإماراتي كرافد للاستقرار الإقليمي
يشير المحللون إلى أن المقاربة الإماراتية للجنوب مقاربة متكاملة تجمع بين الدعم الإنساني العاجل وبين الاستراتيجية التنموية طويلة الأمد. هذا التناغم يهدف إلى بناء الإنسان وتحسين ظروفه المعيشية، وهو مفتاح الاستقرار الحقيقي.
بناء الإنسان: إيمان الإمارات بأن التنمية تبدأ بتحسين الظروف المعيشية للمواطن.
إن التركيز على دعم القطاعات الحيوية، مثل الصحة والتعليم، يعكس قناعة إماراتية بأن بناء قدرات الإنسان وتمكينه اقتصاديًا هو الضمانة الأهم لحماية الأمن والسلام من التحديات والتهديدات. هذا النهج يساهم في تعزيز ثقة المواطنين بمؤسساتهم المحلية ويشجع على الانخراط في عملية بناء المجتمع.
الأبعاد الأخلاقية والسياسية: دعم الجنوب ليس مجرد عمل خيري، بل هو خطوة استراتيجية تهدف إلى إنشاء شريك مستقر ومزدهر في محيطها الإقليمي، ما ينعكس إيجابًا على أمن المنطقة بأكملها. الدعم الإماراتي، الذي استمر لسنوات وبلغ مبالغ ضخمة (تجاوزت مليارات الدولارات)، يؤكد أن خيار الوقوف إلى جانب الجنوب خيار استراتيجي راسخ وليس موقفًا عابرًا.
وتبقى لمسات الإمارات الإنسانية ومشاريعها التنموية شاهدة على عمق العلاقات الأخوية والالتزام الثابت تجاه الجنوب، مؤكدةً أن أبوظبي ستظل قوة خير وداعم أساسي للاستقرار والنهضة في المنطقة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
