الإمارات.. مسيرة عطاء متجددة لترسيخ الاستقرار والتنمية في الجنوب
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ سنوات، ترسيخ حضورها الإنساني والتنموي في الجنوب، في مسيرة من العطاء تجسد قيم الأخوّة العربية والتضامن الإنساني الصادق.
فالإمارات لم تنظر يومًا إلى دعمها للجنوب من زاوية المصلحة الضيقة أو الظرف السياسي، بل جعلته التزامًا أخلاقيًا واستراتيجيًا ينبع من رؤيتها الثابتة بأن استقرار الشعوب يبدأ من دعم الإنسان وتعزيز مقومات حياته الكريمة.
تنمية شاملة وإنسانية مستمرة:
منذ انطلاق دورها الإنساني والتنموي في الجنوب، حرصت الإمارات على أن يكون دعمها شاملًا ومتكاملًا، يجمع بين الإغاثة العاجلة والمشاريع التنموية المستدامة. فإلى جانب المساعدات الإنسانية المباشرة التي تُقدَّم بشكل دوري، عملت المؤسسات الإماراتية على إطلاق مبادرات طويلة الأمد تلامس احتياجات المجتمع الجنوبي في مختلف المجالات.
ففي قطاع الكهرباء والمياه، أسهمت الإمارات في تنفيذ مشاريع حيوية أعادت النور إلى مناطق كانت تعاني الانقطاع المزمن، وساهمت في حفر الآبار وتوفير مصادر مياه نظيفة للقرى النائية، بما يضمن استقرار الخدمات الأساسية ويحسن مستوى المعيشة.
وفي مجال التعليم والصحة، لعبت الإمارات دورًا رياديًا في إعادة تأهيل المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية، إلى جانب تقديم الدعم الطبي والإمدادات اللازمة، مما ساعد في إنعاش المنظومة التعليمية والصحية بعد فترات طويلة من التدهور.
مساعدات إنسانية تصل إلى الجميع:
لم تقتصر جهود الإمارات على المدن الكبرى، بل امتدت أياديها البيضاء إلى القرى والمناطق النائية التي تعاني ضعف الخدمات وندرة الموارد. فقد نفذت فرق الإغاثة الإماراتية حملات إنسانية متواصلة لتوزيع المواد الغذائية والإغاثية على الأسر المتضررة، لا سيما في فترات الكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية.
هذا الحضور الإنساني المنتظم يعكس التزامًا صادقًا تجاه الإنسان، بغض النظر عن العرق أو الانتماء، ويؤكد أن الإمارات تنظر إلى الجنوب من منظور إنساني شامل، هدفه الأول تخفيف المعاناة وتحقيق الكرامة المعيشية.
شراكة راسخة وثقة متبادلة:
العلاقة بين الإمارات والجنوب لم تعد مجرد تعاون عابر، بل تحولت إلى شراكة استراتيجية قائمة على الثقة المتبادلة والمصير المشترك. فالإمارات تنظر إلى الجنوب بوصفه شريكًا فاعلًا في حفظ أمن المنطقة واستقرارها، وتدرك أن تمكينه اقتصاديًا وتنمويًا هو استثمار في استقرار المنطقة بأسرها.
وتعمل أبوظبي، من خلال مؤسساتها الإنسانية والتنموية، على تنفيذ برامج نوعية ذات أثر مباشر في حياة الناس، تركز على الاستدامة وبناء القدرات المحلية بدلًا من الاكتفاء بالمساعدات المؤقتة. وهو ما جعل المشاريع الإماراتية في الجنوب نموذجًا للعمل الإنساني الفاعل الذي يجمع بين المدى القصير والبعيد.
رؤية إماراتية نحو استقرار دائم:
يعكس هذا الدور المتواصل رؤية القيادة الإماراتية، التي تؤمن بأن الأمن لا يتحقق إلا عبر التنمية، وأن السلام الحقيقي يبدأ من تحسين حياة الناس وتوفير بيئة مستقرة تُشجع على العمل والبناء. ولذلك، حرصت الإمارات على أن تكون جهودها متكاملة تجمع بين الإغاثة الفورية ودعم البنية التحتية والتنمية البشرية.
كما أن الاهتمام الإماراتي بالجنوب يعكس إدراكًا استراتيجيًا لأهميته الجيوسياسية في المنطقة، ودوره في تحقيق التوازن الإقليمي، ما يجعل دعمه أولوية ضمن السياسة الإماراتية الرامية إلى بناء فضاء عربي آمن ومستقر.
الأثر الإيجابي في حياة المواطنين:
يلمس المواطن الجنوبي اليوم آثار هذا العطاء في تفاصيل حياته اليومية. فمشاريع الكهرباء والمياه، وإعادة تأهيل المدارس والمستشفيات، والمبادرات الخيرية التي تستهدف الأسر الفقيرة والنازحين، كلها أسهمت في تحسين الأوضاع المعيشية وتعزيز الأمل بالمستقبل.
ويرى أبناء الجنوب في الإمارات شريكًا لا يتخلى وعضدًا لا يلين، يمتد عطاؤه من الميدان الإنساني إلى المساندة الدبلوماسية، ومن الإغاثة الميدانية إلى دعم الاستقرار السياسي والاجتماعي. فالموقف الإماراتي ظل ثابتًا في دعم أمن واستقرار الجنوب، وتأكيد أهمية الحلول التي تحفظ مصالح أبنائه وتضمن لهم حياة كريمة.
لقد أثبت التعاون الإماراتي الجنوبي أنه تحالف إرادة وإنسانية يجسد أسمى معاني العطاء، في زمن تتراجع فيه القيم الإنسانية لدى كثير من الدول. فالإمارات، بعطائها المستمر، تؤكد أن العمل الإنساني ليس شعارًا، بل ممارسة راسخة تنبع من ثقافة متجذرة في وجدان قيادتها وشعبها.
وبينما يواصل الجنوب خطواته نحو الاستقرار والبناء، تظل الإمارات شريكًا وفيًا في هذه المسيرة، تضع الإنسان في قلب أولوياتها، وتسهم بفاعلية في رسم مستقبل أكثر أمنًا وازدهارًا وعدلًا لأبناء الجنوب والمنطقة بأكملها.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
