إعصار «ميليسا».. هل تحدث الكارثة في البحر الكاريبي الشمالي؟

متن نيوز

اشتد إعصار «ميليسا» إلى فئة الخامسة، وهي الأعلى على مقياس سافير–سيمبسون، مساء الاثنين، مهدّدًا الكاريبي الشمالي برياح مدمّرة وأمطار غزيرة قد تستمر لأيام. وفي جامايكا، أعلنت الحكومة إجلاءً إلزاميًا للسكان في المناطق المنخفضة والمعرّضة للخطر، بما في ذلك العاصمة كينغستون.

 

وقالت السلطات الجامايكية إن المطارات الدولية أغلقت، وتم تفعيل 881 مركز إيواء في أنحاء البلاد، وسط تحذيرات من فيضانات غير مسبوقة قد تعزل بعض المجتمعات بالكامل.

 

وصرّح ديسموند ماكنزي، وزير الإدارة المحلية، بأن "العديد من المجتمعات لن تصمد أمام الفيضانات. كينغستون منخفضة جدًا، ولا توجد منطقة فيها آمنة تمامًا".

 

وفي خطوة لاحقة، أصدر رئيس الوزراء أندرو هولنس أوامر إجلاء إلزامية لعدد من المناطق الساحلية الأكثر عرضة للخطر، من بينها ميناء رويال وأولد هاربور باي، محذرًا السكان من الاستهانة بالخطر. وقال: "أدعو جميع الجامايكيين إلى أخذ هذا التهديد على محمل الجد، واتخاذ كل التدابير لحماية أنفسهم".

 

وبحسب المركز الوطني الأمريكي للأعاصير، كان مركز الإعصار يقع على بعد نحو 205 كيلومترات جنوب غربي كينغستون، محمّلًا برياح تصل سرعتها إلى 230 كيلومترًا في الساعة، ويتحرك ببطء نحو الغرب بسرعة 7 كيلومترات في الساعة.

 

ومن المتوقع أن تهطل أمطار تصل إلى 76 سنتيمترًا على جامايكا وجنوب هيسبانيولا (هايتي وجمهورية الدومينيكان)، وقد تبلغ في بعض المناطق مترًا كاملًا، مما يزيد خطر الانهيارات الأرضية والفيضانات العارمة.

 

وحذّر خبراء الأرصاد من أن الجمع بين التسارع السريع في شدة الإعصار وبطء حركته يشكل وصفة لكارثة طبيعية قد تكون قياسية في تاريخ المنطقة.

 

رغم التحذيرات، رفض بعض سكان قرية ميناء رويال الساحلية مغادرة منازلهم. وقالت آن ماري تشامبرلين (51 عامًا) إنها تفضّل البقاء في منزلها بعدما "فقدت الثقة في مراكز الإيواء" بسبب تجربة سابقة شهدت فيها فوضى وسرقة للممتلكات. وأضافت: "لقد شددنا الأسقف وربطنا القوارب، والباقي على حماية الله".

 

من جانبه، قال ديريك باول (42 عامًا)، وهو مدير تسويق، إن السكان يستعدون بطريقتهم المعتادة، مؤكدًا أنهم معتادون على مواجهة العواصف الكبرى منذ إعصار جيلبرت.

 

بعد مغادرتها جامايكا، يُتوقع أن تتجه «ميليسا» نحو كوبا مساء الثلاثاء، حيث قد تُسقِط ما يصل إلى 300 مليمتر من الأمطار، ثم نحو جزر الباهاما في وقت لاحق من الأسبوع. وأعلنت كوبا حالة الإنذار من الإعصار في أربع مقاطعات شرقية بينها غوانتانامو وهولغين.

 

وتسبّب الإعصار حتى الآن في مقتل أربعة أشخاص على الأقل، ثلاثة في هايتي وواحد في جمهورية الدومينيكان، إلى جانب أضرار واسعة في البنية التحتية، وانقطاع المياه والكهرباء عن مئات الآلاف.

 

ودُمر أكثر من 750 مبنى سكنيًا، وفقد ما يقرب من 3800 شخص منازلهم، جراء إعصار ميليسا على أراضي جمهورية الدومينيكان. 

 

وأفادت قناة «سي بي إس» التلفزيونية بأن ما لا يقل عن 1.27 مليون من سكان جمهورية الدومينيكان فقدوا إمكانية الحصول على مياه الشرب نتيجةً للأضرار التي لحقت بشبكة إمدادات المياه.

 

وقال جيمي روم، نائب مدير المركز الوطني للأعاصير الأمريكي، إن "الوضع يزداد خطورة، والإعصار سيتحرك ببطء خلال الأيام الأربعة المقبلة، ما يزيد من حدة تأثيره".

 

وتوقّعت دائرة الأرصاد في الباهاما أن تصل العاصفة إلى الجزر الجنوبية والوسطى بحلول منتصف الأسبوع، محذّرة من رياح عاتية وأمطار غزيرة قد تتحول إلى إعصار فوق الأرخبيل.

 

ويُعد إعصار «ميليسا» العاصفة الثالثة عشرة في موسم الأعاصير الأطلسي الحالي، الذي يمتد من 1 يونيو إلى 30 نوفمبر، وسط توقعات أمريكية بموسم "فوق المعدّل" من حيث عدد وشدة الأعاصير.