"تخادم الشر": تقرير حقوقي يكشف التنسيق الخطير بين الحوثي والقاعدة وداعش لاستهداف الجنوب

تعبيرية
تعبيرية

يمثل تخادم قوى الشر والإرهاب عنوانًا رئيسيًا وسببًا واضحًا لحالة عدم الاستقرار المتفشية في أرجاء البلاد، لا سيما مع التوسع الممنهج في استهداف الجنوب العربي.

 هذا التنسيق الإجرامي لم يعد مجرد تخمينات، بل وثقه تقرير حقوقي حديث، تضمن معلومات خطيرة تُدين التنسيق الميداني واللوجستي بين مليشيا الحوثي وتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين.

شهادات دامغة: صفقات تبادل وإفراجات حوثية

أصدرت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات تقريرًا كشفت فيه أن هذا التعاون الوثيق يخدم بالدرجة الأولى مصالح الحوثيين في تقويض مؤسسات الدولة وتهيئة بيئة مناسبة لازدهار أنشطتهم الإرهابية. وأضاف التقرير أن أبرز تجليات هذا التنسيق ظهرت في صفقات تبادل وإفراجات متكررة نفذتها المليشيات الحوثية لصالح عناصر خطيرة من التنظيمين الإرهابيين على مدار السنوات الماضية.

نوفمبر 2018: أفرج الحوثيون عن 20 عنصرًا إرهابيًا من سجن الأمن السياسي بصنعاء، منهم 16 من تنظيم القاعدة و4 من داعش.

ديسمبر 2019: تمت عملية إفراج أخرى شملت 6 من عناصر القاعدة المتهمين بتنفيذ عمليات إرهابية، من بينهم المدعوان الخطيران أبو مصعب الرداعي وأبو محسن العولقي.

أبريل 2020: أطلقت المليشيات سراح 43 عنصرًا من القاعدة من سجون صنعاء، وكان من بينهم الإرهابي عبدالله المنهالي المتورط في تنفيذ عملية إرهابية كبرى في حضرموت.

يونيو 2020: أفرج الحوثيون عن ثلاثة من أخطر الإرهابيين المتورطين بشكل مباشر في اغتيال الدبلوماسي السعودي خالد العنزي في صنعاء عام 2012.

قيادات بارزة: أشار التقرير إلى إفراج الحوثيين عن القيادي البارز في القاعدة المدعو أبو عطاء، المتهم بتدبير هجوم إرهابي مروع على عرض عسكري في ميدان السبعين، والذي أدى إلى مقتل 86 جنديًا.

إعادة الدمج والقتال في صفوف المليشيات

ما يزيد من خطورة هذا التخادم هو أن المليشيات لم تكتفِ بالإفراج عن هؤلاء العناصر الإرهابية فحسب، بل قامت بدفع عدد منهم بشكل مباشر إلى جبهات القتال للقتال في صفوفها. وقدم التقرير قائمة تضم 12 من عناصر القاعدة الذين أُفرِج عنهم وأُعيد دمجهم ميدانيًا، ومنهم: ماجد أحمد السلمي، بسام محمد الحكمي، عصام البعداني، أسامة القاسمي، وجمال القمادي وغيرهم.

تمثل هذه الوقائع الموثقة دليلًا دامغًا على التنسيق العميق بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية، ضمن مشروع مشترك واسع يهدف إلى تدمير المؤسسات الشرعية وإطالة أمد الصراع في البلاد، مما يخدم أجندات إقليمية تسعى لفرض نفوذها.

تحالف شيطاني ضد الجنوب: راية الفوضى المشتركة

تشهد الساحة اليوم تحالفًا خطيرًا تتقاطع فيه مصالح الشر بين الأطراف الثلاثة، في مشهد يكشف حجم التنسيق غير المعلن بين هذه الكيانات التي يجمعها هدف واحد وواضح: ضرب الجنوب وزعزعة استقراره وكسر إرادة شعبه.

هذا التحالف الشيطاني تجاوز الخلافات الأيديولوجية الظاهرة ليصطف تحت راية الفوضى. إنه يستغل الانشغال الدولي والإقليمي لإعادة توزيع مناطق النفوذ وخلق بؤر توتر جديدة في المناطق المحررة. يتم هذا العمل بتناغم مريب؛ فالمليشيات الحوثية توفر الغطاء والدعم اللوجستي والملاذ الآمن لعناصر القاعدة وداعش، بينما تتولى الأخيرة تنفيذ العمليات الإرهابية النوعية ضد القوات الجنوبية والمنشآت الحيوية والاقتصادية. الهدف هو إرباك المشهد وإضعاف منظومة الأمن في الجنوب، لتكون النتيجة مشهدًا دمويًا يهدف إلى كسر الإرادة الجنوبية ومنعها من المضي في طريق بناء مؤسساتها المستقرة.

لقد أصبح هذا التحالف الإرهابي الثلاثي أحد أبرز أسباب استمرار حالة عدم الاستقرار الإقليمي، حيث يسعى إلى تفخيخ أي جهود سياسية وعسكرية تبذل بصدق لإحلال السلام في اليمن والمنطقة.

صمام الأمان: وعي الجنوبيين ودعم التحالف العربي

غير أن وعي الجنوبيين وتكاتفهم مع مؤسساتهم الشرعية، بدعم من التحالف العربي وفي مقدمته دولة الإمارات العربية المتحدة، يشكل صمام أمان قويًا في مواجهة هذا المخطط الأسود المتكامل. هذا الصمود واليقظة يؤكدان أن مشروع الإرهاب والتخادم سيهزم لا محالة أمام الإرادة الجماعية للشعوب الساعية للأمن والاستقرار والبناء، والتي ترفض العودة إلى مربع الفوضى والتبعية الإرهابية.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1