زيارة الزُبيدي إلى روسيا.. خطوة استراتيجية تعزز حضور الجنوب السياسي والاقتصادي عالميًا
تمثل زيارة اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى روسيا الاتحادية محطة محورية في مسار الحضور الجنوبي على الساحة الدولية.
فقد عكست الزيارة انتقال الجنوب من مرحلة الدفاع عن قضيته العادلة إلى مرحلة الحضور الفاعل في الملفات الإقليمية والدولية، بما يعزز مكانته كطرف رئيسي في معادلة الأمن والاستقرار في المنطقة.
ولا تقتصر هذه الزيارة على بعدها السياسي فحسب، بل تمتد لتشكل منعطفًا اقتصاديًا مهمًا يفتح آفاقًا واسعة أمام التعاون الاستثماري والشراكات الاقتصادية بين الجنوب وروسيا، خصوصًا في مجالات الطاقة، والموارد الطبيعية، والتنمية المستدامة.
الجنوب.. أرض واعدة بثروات استراتيجية
يمتلك الجنوب ثروة طبيعية متنوّعة تمثل قاعدة اقتصادية صلبة لمستقبل واعد، إذ تزخر محافظات شبوة وحضرموت بالثروات النفطية والغازية التي تشكل الركيزة الأساسية لأي نمو اقتصادي مستدام.
كما تعد الثروة السمكية على سواحل بحر العرب وخليج عدن من الأغنى في المنطقة، إلى جانب توفر المعادن والجبس والحجر الجيري القابل للتصنيع والتصدير، وهي مقومات تؤهل الجنوب ليكون مركزًا إقليميًا للإنتاج والتجارة.
وإلى جانب الموارد الطبيعية، يتميز الجنوب بموقعه الجغرافي الاستراتيجي المطل على أهم الممرات البحرية الدولية، مثل باب المندب وخطوط الملاحة نحو قناة السويس، ما يجعله مركز جذب طبيعي للاستثمارات العالمية الباحثة عن الاستقرار والمردود الآمن.
عدن.. العاصمة الاقتصادية للمرحلة الجديدة
تتصدر العاصمة عدن خطط التنمية المستدامة التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي، إذ تشهد المدينة حراكًا تنمويًا متسارعًا لإعادة تأهيل البنية التحتية وتوسيع شبكات الخدمات العامة.
وتعمل القيادة الجنوبية على تطوير ميناء عدن ومطارها الدولي، إلى جانب تنشيط الحركة التجارية والخدمية بما يتواكب مع احتياجات المرحلة الجديدة ويعزز مكانة المدينة كمركز لوجستي وتجاري إقليمي.
كما يولي المجلس اهتمامًا خاصًا بـ تفعيل المناطق الصناعية وتوفير بيئة تشريعية واستثمارية جاذبة تضمن للمستثمرين المحليين والأجانب بيئة عمل آمنة ومستقرة، وهو ما يشكل عنصرًا أساسيًا في خطة النهوض الاقتصادي للجنوب.
تعاون استراتيجي مع روسيا لتعزيز التنمية
تأتي زيارة الزُبيدي إلى موسكو في سياق بناء شراكات اقتصادية قائمة على مبدأ المنفعة المتبادلة، حيث تمثل روسيا شريكًا مهمًا في مجالات الطاقة والبنية التحتية والنقل البحري.
ويسعى الجنوب من خلال هذا التعاون إلى تنويع شركائه الاقتصاديين، والاستفادة من الخبرات والتقنيات الروسية المتقدمة في تطوير القطاعات الإنتاجية والخدمية.
كما يعكس الانفتاح على القوى الدولية ثقة المجتمع الدولي في استقرار الجنوب وقدرته على حماية مصالح الشركاء والمستثمرين، خاصة في ظل نجاحه في ترسيخ الأمن ومحاربة الإرهاب وتأمين الملاحة الدولية.
الأمن والاستقرار.. حجر الأساس لجذب الاستثمار
لم يكن النجاح الأمني الذي حققه الجنوب بمعزل عن الإنجازات الاقتصادية، إذ يشكل الأمن والاستقرار السياسي أحد أهم عوامل جذب الاستثمارات.
فبفضل جهود القوات المسلحة الجنوبية وسياسة المجلس الانتقالي الحكيمة، تمكنت المحافظات الجنوبية من تحقيق بيئة آمنة تشجع رؤوس الأموال على الدخول في مشاريع استثمارية كبرى في مجالات الطاقة، والصناعة، والسياحة، والخدمات اللوجستية.
ومع تزايد الثقة الدولية، بات الجنوب اليوم وجهة آمنة وجاذبة للمستثمرين الباحثين عن بيئة مستقرة ومردود مضمون، ما يفتح الباب أمام نقلة اقتصادية نوعية خلال السنوات المقبلة.
استثمار في الإنسان والتنمية المستدامة
يركز المجلس الانتقالي الجنوبي، برؤية الرئيس الزُبيدي، على أن الاستثمار الحقيقي يبدأ بالإنسان، إذ لا تقتصر الخطط التنموية على تطوير البنية التحتية فحسب، بل تمتد إلى بناء القدرات البشرية وتأهيل الكوادر الشابة لقيادة مشاريع التنمية المستقبلية.
كما تتبنى القيادة الجنوبية مفهوم التنمية الشاملة التي تحقق التوازن بين النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، بما يضمن خلق فرص عمل مستدامة وتحسين مستوى المعيشة في مختلف المحافظات.
الجنوب.. شريك فاعل في الاستقرار الإقليمي
من خلال هذه التحركات السياسية والاقتصادية، يثبت الجنوب أنه قوة مسؤولة وشريك فاعل في جهود الأمن والاستقرار الإقليمي.
فقد تحولت القضية الجنوبية من ملف داخلي إلى قضية ذات بعد دولي، يحظى باهتمام القوى الكبرى التي ترى في الجنوب شريكًا موثوقًا في مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات البحرية وحماية التجارة العالمية.
نحو مستقبل مزدهر ومستقر
ختامًا، تمثل زيارة الرئيس الزُبيدي إلى روسيا خطوة استراتيجية نحو بناء علاقات دولية متوازنة تسهم في دعم مسار التنمية والاستقرار في الجنوب.
فمن خلال الانفتاح على العالم، يسير الجنوب بخطى ثابتة نحو المستقبل، مؤكدًا أن التنمية المستدامة ليست شعارًا بل خيارًا استراتيجيًا يعكس إرادة حقيقية لبناء دولة قوية قادرة على استثمار ثرواتها لخدمة شعبها وشركائها على حد سواء.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
