زيارة الزُبيدي إلى روسيا.. مرحلة جديدة في الحضور السياسي والدبلوماسي للمجلس الانتقالي الجنوبي
تأتي زيارة عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى روسيا الاتحادية لتجسد مرحلة جديدة من الحضور السياسي والدبلوماسي للمجلس على الساحة الدولية.
الزيارة ليست مجرد حدث بروتوكولي عابر، بل خطوة استراتيجية تهدف إلى توسيع دائرة العلاقات الخارجية وتعزيز شرعية المجلس الانتقالي ككيان سياسي يمثل إرادة شعب الجنوب، ويسعى لترسيخ الاستقرار الإقليمي عبر الحوار والتفاهم.
دبلوماسية ناضجة ورؤية واضحة
منذ تأسيسه، عمل المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس الزُبيدي على بناء مؤسسات سياسية قوية قادرة على التواصل الفاعل مع القوى الدولية والإقليمية.
ويأتي هذا النهج من قناعة راسخة لدى المجلس بأن الحلول الدائمة للأزمات اليمنية لا تُبنى إلا على أساس التفاهم والحوار، وليس عبر الصراع أو الإقصاء.
زيارة موسكو تعكس بوضوح أن الجنوب يمتلك اليوم قيادة سياسية مؤهلة للتعامل بندّية ومسؤولية مع العواصم الكبرى، مستندة إلى شرعية شعبية واسعة وإرادة وطنية صلبة.
موسكو محطة سياسية محورية
تكتسب الزيارة أهمية استثنائية من حيث المكان والتوقيت، إذ جاءت في ظل ظروف إقليمية ودولية متغيرة، وفي وقت يتزايد فيه اهتمام القوى الكبرى بملف البحر الأحمر وخطوط الملاحة الدولية.
وخلال اللقاءات التي عقدها الرئيس الزُبيدي مع المسؤولين الروس، ظهر إدراك متبادل لأهمية الجنوب كعنصر توازن في معادلة الأمن الإقليمي، وكشريك يمكن الاعتماد عليه في مكافحة الإرهاب وحماية الممرات البحرية الحيوية.
الجنوب شريك في الأمن الإقليمي
تؤكد المؤشرات السياسية والدبلوماسية أن الجنوب بات يُنظر إليه كطرف قادر على الإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، لا سيما مع موقعه الجغرافي الحيوي الممتد على خطوط التجارة العالمية.
إن انفتاح المجلس الانتقالي على روسيا وغيرها من القوى الدولية يعكس تحولًا نوعيًا في السياسة الجنوبية، من موقع الدفاع إلى موقع الفعل والمبادرة، بما يخدم مصالح الجنوب ويعزز حضوره كقوة مسؤولة في المنطقة.
المجلس الانتقالي الجنوبي.. من الحركة إلى المشروع الوطني
تعزز زيارة الرئيس الزُبيدي إلى موسكو قناعة المجتمع الدولي بأن المجلس الانتقالي الجنوبي لم يعد مجرد حركة مطلبية، بل مشروع وطني ناضج يحمل رؤية سياسية متكاملة لإدارة الدولة وبناء علاقات خارجية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
هذا التحول يعكس نجاح المجلس في تحقيق التوازن بين البعد الوطني والبعد الإقليمي، من خلال خطاب سياسي واقعي ومنفتح على مختلف الأطراف.
رسالة الجنوب إلى المجتمع الدولي
زيارة الزُبيدي إلى روسيا تحمل رسالة واضحة للمجتمع الدولي مفادها أن الجنوب منفتح على الحوار مع الجميع، ويسعى إلى بناء شراكات دولية قائمة على التعاون المشترك.
وتبرز هذه الزيارة حرص القيادة الجنوبية على إيجاد حلول سياسية مستدامة للأزمة اليمنية، بعيدًا عن منطق الحرب، عبر الحوار والتفاهم مع القوى المؤثرة إقليميًا ودوليًا.
تعزيز العلاقات الروسية – الجنوبية
تمثل الزيارة أيضًا فرصة لتعزيز العلاقات بين المجلس الانتقالي الجنوبي وروسيا، الدولة التي تمتلك نفوذًا واسعًا في ملفات الشرق الأوسط والأمن الدولي.
ويُتوقع أن تفتح اللقاءات التي عقدها الزُبيدي في موسكو آفاقًا جديدة للتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، خصوصًا في ملفات إعادة الإعمار، ومكافحة الإرهاب، وحماية الملاحة في البحر العربي والبحر الأحمر.
تراجع الثقة في القوى التقليدية وصعود الجنوب
تأتي هذه الزيارة في وقت تراجعت فيه الثقة الدولية بالقوى السياسية التقليدية في الشمال، نتيجة فشلها في إدارة الأزمات المتراكمة.
في المقابل، يقدم الجنوب نفسه اليوم كخيار موثوق وشريك واقعي يمكن الاعتماد عليه في بناء علاقات متوازنة تحترم السيادة وتخدم المصالح المشتركة.
دبلوماسية عقلانية يقودها الزُبيدي
يُظهر الزُبيدي في تحركاته الخارجية نهجًا دبلوماسيًا عقلانيًا يوازن بين الواقعية السياسية والحكمة الاستراتيجية.
فهو يؤمن بأن القوة الحقيقية لا تكمن في المواجهة المسلحة، بل في السياسة الرشيدة والاعتراف المتبادل، وهي فلسفة جعلت من المجلس الانتقالي الجنوبي طرفًا يحظى باحترام متزايد على المستويين الإقليمي والدولي.
نحو حضور سياسي متكامل
الزيارة إلى موسكو تمثل خطوة متقدمة في تثبيت شرعية المجلس الانتقالي الجنوبي سياسيًا ودوليًا، وتؤكد أن الجنوب يسير بثبات نحو بناء علاقات استراتيجية تعكس طموحات شعبه في الحرية والاستقرار.
بهذا الحضور المتنامي، يرسخ المجلس الانتقالي الجنوبي مكانته كفاعل سياسي موثوق، يمتلك رؤية واقعية للحل، ويسعى لإقامة شراكات إقليمية ودولية تضمن السلام الدائم والتنمية المستدامة في المنطقة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
