دعم الإمارات للتعليم في الجنوب عبر إنشاء المجمعات التعليمية المتكاملة
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تقديم نموذج رائد في دعم التعليم في الجنوب، عبر مشاريع استراتيجية تهدف إلى النهوض بالقطاع التربوي وتوفير بيئة تعليمية متكاملة للأجيال القادمة، لا سيما في المناطق النائية والمحرومة. وتشكل المجمعات التعليمية المتكاملة التي تمولها الإمارات خطوة نوعية في مسار التنمية البشرية، كونها تجمع بين التعليم الحديث والبنية التحتية المتطورة والخدمات المساندة التي تضمن بيئة تعليمية آمنة ومحفزة.
مشروع تنموي متكامل في خدمة الإنسان
تدرك الإمارات أن التعليم هو حجر الأساس في بناء المجتمعات واستقرارها، ومن هذا المنطلق جاء دعمها المتواصل لقطاع التعليم في محافظات الجنوب ليكون ركيزة من ركائز التنمية المستدامة. فقد وضعت الإمارات هذا القطاع ضمن أولوياتها الإنسانية منذ انطلاق جهودها في الجنوب، لتعيد الحياة إلى المدارس، وتؤهل المعلمين، وتوفر بيئة تعليمية متقدمة تتواكب مع متطلبات العصر.
المجمعات التعليمية التي أنشأتها الإمارات ليست مجرد مبانٍ دراسية، بل منظومات تنموية متكاملة تحتوي على مدارس نموذجية ومرافق علمية وثقافية وترفيهية وصحية، لتكون مركز إشعاع علمي وتنموي يخدم آلاف الطلاب والطالبات. هذه المجمعات تم تصميمها وفق معايير عالمية تراعي الجودة والبيئة المدرسية الآمنة، وتعمل على تعزيز العملية التعليمية عبر دمج التكنولوجيا الحديثة ووسائل التعليم التفاعلي.
تجسيد عملي للشراكة الأخوية
تأتي هذه الجهود ضمن رؤية الإمارات التي ترتكز على مبدأ الشراكة الأخوية مع أبناء الجنوب، حيث تواصل مؤسساتها الإنسانية — وفي مقدمتها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي — تنفيذ مشاريع تنموية نوعية في قطاع التعليم.
ففي محافظة الضالع، تم افتتاح مجمع الشيخ محمد بن زايد التعليمي النموذجي في مديرية الشعيب، وهو واحد من أبرز المشاريع التعليمية التي تمولها الإمارات. يضم المجمع فصولًا دراسية حديثة، ومختبرات علمية، ومكتبة متكاملة، وصالات أنشطة، ومرافق خدمية متطورة. كما يهدف إلى استيعاب مئات الطلاب من مختلف المناطق المجاورة، مما يسهم في رفع نسبة الالتحاق بالتعليم وتقليل معدلات التسرب الدراسي.
التعليم أداة لبناء المستقبل
تؤمن دولة الإمارات أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في المستقبل. ومن خلال المجمعات التعليمية المتكاملة، تسعى إلى بناء جيل يمتلك المعرفة والمهارة، ويواكب التطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة.
وتعمل هذه المجمعات على دعم المناهج التعليمية بوسائل تعليمية ذكية، وإدخال تقنيات رقمية تسهل عملية التعلم والتفاعل بين المعلمين والطلاب، بما يعزز جودة التعليم ويرتقي بالمخرجات الأكاديمية.
كما تهتم الإمارات بدعم الكوادر التعليمية المحلية، من خلال الدورات التدريبية وبرامج التطوير المهني للمعلمين والإداريين، بما يمكنهم من مواكبة الأساليب الحديثة في التعليم والإدارة المدرسية.
تأهيل البنية التحتية التعليمية في المناطق النائية
واحدة من أبرز التحديات التي واجهت الجنوب كانت ضعف البنية التحتية التعليمية في المناطق الريفية والنائية، ما جعل آلاف الأطفال محرومين من حقهم في التعليم. ومن هنا جاء المشروع الإماراتي ليغطي هذا الفراغ الكبير عبر إنشاء مدارس جديدة وإعادة تأهيل المدارس المتضررة من الحروب والإهمال.
ففي محافظات عدن، لحج، شبوة، أبين، وحضرموت، نفذت الإمارات سلسلة من المشاريع التعليمية التي شملت إعادة بناء المدارس، وتزويدها بالأثاث المدرسي الحديث، وتوفير الوسائل التعليمية والمختبرات. كما ساهمت في توفير الحافلات المدرسية لضمان وصول الطلاب من المناطق البعيدة إلى المجمعات التعليمية بسهولة وأمان.
انعكاسات إنسانية وتنموية واسعة
لم تقتصر آثار الدعم الإماراتي للتعليم في الجنوب على الجوانب الأكاديمية فحسب، بل امتدت لتشمل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية. إذ ساهمت هذه المشاريع في خلق فرص عمل جديدة في مجالات التعليم والبناء والإدارة، كما أسهمت في تمكين المرأة من خلال توفير فرص تعليمية للفتيات في المناطق التي كانت تعاني من ضعف الالتحاق بالتعليم.
وعلى المستوى الاجتماعي، أسهمت المجمعات التعليمية في تعزيز روح الانتماء والوعي الوطني بين الطلاب، وغرس قيم التسامح والتعايش التي تشكل جزءًا أصيلًا من الثقافة الإماراتية. كما أصبحت هذه المجمعات مراكز إشعاع ثقافي تجمع الأسر والمجتمع المحلي في أنشطة تربوية وثقافية.
التعليم محور العمل الإنساني الإماراتي
يأتي اهتمام الإمارات بالتعليم في الجنوب ضمن نهجها الإنساني الشامل الذي يضع الإنسان في قلب التنمية. فكما تدعم الإمارات قطاعات الصحة والإغاثة والبنية التحتية، فإنها تعتبر التعليم ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والنهوض بالمجتمع.
ويؤكد هذا النهج أن ما تقوم به الإمارات ليس عملًا مؤقتًا أو إغاثيًا، بل مشروعًا استراتيجيًا طويل الأمد يستهدف بناء الإنسان وتأسيس جيل جديد قادر على الإسهام في إعادة إعمار وبناء وطنه.
إن المجمعات التعليمية التي تمولها دولة الإمارات في محافظات الجنوب تمثل عنوانًا مضيئًا لالتزامها الثابت تجاه دعم التنمية الإنسانية والتعليمية. فهي ليست فقط مدارس حديثة، بل مؤسسات تربوية شاملة تعيد الأمل لأبناء الجنوب وتفتح أمامهم أبواب المستقبل.
بهذا الدعم المستمر، تؤكد الإمارات أنها شريك حقيقي في بناء الإنسان وصناعة المستقبل، وأن التعليم سيبقى حجر الزاوية في جهودها الإنسانية والتنموية بالمنطقة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
