الدعم الإماراتي للجنوب العربي: شراكة الثقة وبناء الاستقرار

الإمارات.. حضور فاعل
الإمارات.. حضور فاعل منذ اللحظات الأولى

يمثل الدعم الإماراتي للجنوب العربي نموذجًا فريدًا في علاقات التضامن العربي القائمة على الثقة المتبادلة والالتزام الصادق والشراكة الحقيقية، التي تتجاوز حدود المساعدات التقليدية لتصل إلى بناء مستقبل مستدام قائم على التنمية والأمن. فقد استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تترجم مواقفها إلى أفعال ملموسة، جعلت منها قوة خير وإنسانية تنحاز للإنسان أولًا، وتعمل على تمكينه من العيش بكرامة في ظل واقعٍ إقليمي مليء بالتحديات والأزمات.

الإمارات.. حضور فاعل منذ اللحظات الأولى

منذ انطلاق المشروع التحرري الجنوبي، كانت الإمارات في مقدمة الداعمين لأبناء الجنوب، مدركة أن استقرار هذه المنطقة يشكل ركيزة أساسية لأمن المنطقة العربية والخليجية. لم يكن الدعم الإماراتي آنذاك رد فعل مؤقتًا، بل خيارًا استراتيجيًا نابعًا من قناعة بأن الجنوب العربي يستحق أن ينهض من تحت ركام الحروب والتهميش.

وقد شمل الدعم الإماراتي جميع المجالات الحيوية: العسكرية، والإنسانية، والإنمائية، والخدمية. فالإمارات كانت أول من لبّى نداء الإغاثة عقب الكوارث والأزمات، وساهمت في بناء المستشفيات والمدارس وإعادة تأهيل البنية التحتية التي تضررت جراء الحروب، إلى جانب دعم جهود مكافحة الإرهاب وتثبيت الأمن في المدن الجنوبية.

قوة الخير في مواجهة قوى الفوضى

هذا الحضور الفاعل للإمارات أثار حفيظة القوى المعادية لمشروع الاستقرار العربي، وفي مقدمتها المليشيات الحوثية والإخوانية، التي اعتادت الاستثمار في الفوضى وابتزاز المجتمعات لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة.

ورأت هذه القوى في العلاقة بين الجنوب والإمارات تهديدًا مباشرًا لمصالحها ومشاريعها التخريبية، فشنت حملات إعلامية وسياسية ممنهجة، حاولت من خلالها تشويه صورة الإمارات وتضليل الرأي العام عبر الأكاذيب والتحريض، مدعية أن الدعم الإماراتي يخدم أجندات خاصة.

لكن الواقع العملي كان أقوى من حملاتهم؛ فالمواطن الجنوبي لمس النتائج الملموسة لهذا الدعم في حياته اليومية، من تحسن الخدمات إلى إعادة الإعمار، ومن مشاريع الطاقة والمياه إلى الإغاثة الصحية والتعليمية. لقد تحدثت الأفعال الإماراتية بلغة الحقائق لا الشعارات، وهو ما أفشل جميع محاولات التشويه والتشويش.

تحالف الميدان لا الشعارات

العلاقة بين الجنوب العربي والإمارات ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد لتاريخ طويل من الأخوة والتلاحم العربي. فالإمارات لم تتعامل مع الجنوب من منطلق المصلحة الآنية، بل من منطلق رؤية مشتركة تقوم على ترسيخ الأمن، ومواجهة الإرهاب، وتعزيز التنمية كطريق للاستقرار المستدام.

لقد أثبتت السنوات الماضية أن هذا التحالف يقوم على الدم والتضحيات المشتركة، حيث اختلطت دماء الجنود الإماراتيين بدماء المقاتلين الجنوبيين في معارك الدفاع عن الأرض والعروبة ضد المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية. وهو ما جعل هذه العلاقة تتجاوز حدود السياسة إلى عمق الوجدان الشعبي الجنوبي الذي يرى في الإمارات شريكًا صادقًا وسندًا أمينًا في الأوقات الصعبة.

شراكة تقوم على الثقة والبناء المشترك

ما يميز الدعم الإماراتي هو أنه لا يقوم على المنح المؤقتة، بل على الشراكة الاستراتيجية في التنمية والبناء. فالإمارات، عبر مؤسساتها الإنسانية مثل الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، أسهمت في مشاريع تنموية طويلة الأمد، شملت بناء المدارس والمستشفيات، وتوفير الطاقة، وتحسين الخدمات العامة، ودعم قطاعات الأمن والصحة والتعليم.

هذا النهج القائم على الشمولية والاستدامة، جعل من الجنوب نموذجًا في التعافي مقارنة بالمناطق الأخرى التي تعاني من الفوضى والدمار تحت سيطرة المليشيات الحوثية والإخوانية. فبينما تتراجع تلك المناطق في الفقر والانهيار، يشهد الجنوب تحسنًا تدريجيًا في مستوى المعيشة، بفضل الرؤية الإماراتية الواقعية التي تربط بين الأمن والتنمية والإنسان.

التصدي لحملات التشويه بثقة الإنجاز

تستمر القوى المعادية، بين حين وآخر، في بث الشائعات ومحاولة ضرب العلاقة بين الإمارات والجنوب، غير أن رصيد الثقة المتنامي بين الطرفين يحول دون ذلك. فقد أصبح المواطن الجنوبي أكثر وعيًا بحقيقة هذه الحملات، وأكثر تمسكًا بالعلاقة التي أثبتت صدقها على أرض الواقع.

فما تقدمه الإمارات لا يُقاس بالكلمات، بل يُقاس بما تغير في حياة الناس، وبما تحقق من استقرار في محافظات الجنوب، مقارنة بحالة الانهيار والفوضى في مناطق النفوذ الأخرى. وهذا ما يجعل الشراكة بين الإمارات والجنوب حصنًا منيعًا في وجه محاولات الاختراق والتضليل.

استثمار في مستقبل آمن ومستقر

استمرار الدعم الإماراتي للجنوب لا يُعد التزامًا إنسانيًا فقط، بل هو استثمار استراتيجي في أمن المنطقة واستقرارها. فاستقرار الجنوب يعني استقرار البحر الأحمر وخطوط الملاحة الدولية، ويعني كذلك تحييد قوى الإرهاب التي تهدد الأمن العربي والإقليمي.

كما أن هذا الدعم يمثل رسالة عربية واضحة تؤكد أن التحالف العربي قادر على مواجهة مشاريع الفوضى، وإعادة رسم مستقبل المنطقة على أسس من التعاون والبناء والتنمية المستدامة، لا على الصراعات والانقسامات.

إن التحالف بين الجنوب العربي والإمارات هو تحالف الميدان لا الشعارات، تحالف تثبته الوقائع لا الدعايات، وتؤكده الإنجازات لا الأقوال. فكلما اشتدت حملات التشويه، ازداد هذا التحالف قوة ومتانة، لأنه قائم على الإخلاص والعمل المشترك من أجل هدف واحد: بناء جنوب عربي آمن مزدهر، يسهم في استقرار المنطقة وازدهارها.

لقد نجحت الإمارات في أن تجعل من دعمها للجنوب قصة نجاح عربية خالصة، عنوانها العطاء والوفاء، ومضمونها أن الخير أقوى من الفوضى، وأن بناء الإنسان هو الطريق الأضمن لحماية الأوطان.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1