ذكرى ثورة 14 أكتوبر.. الجنوب يستعيد تاريخ النضال واستمرار مسيرة الاستقلال
احتشد أبناء الجنوب في مدينة شبام بوادي حضرموت، للاحتفال بذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة، التي تمثل محطة هامة في تاريخ كفاح شعب الجنوب ضد الاحتلال الخارجي والسعي نحو الاستقلال والسيادة الوطنية.
وشهد المهرجان الشعبي مشاركة واسعة من المواطنين والمسؤولين، حيث ألقى علي الكثيري، رئيس الجمعية الوطنية، كلمة رحب فيها بالحضور وهنأهم بهذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلب كل جنوبي. وأكد الكثيري أن ثورة 14 أكتوبر ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل امتداد لمسيرة كفاح الجنوب منذ عقود طويلة، مشيدًا بتضحيات الشهداء الذين ساهموا في تحقيق الاستقلال وبناء الهوية الوطنية الجنوبية.
الثورة المسلحة وبدايات النضال الجنوبي
أشار الكثيري إلى أن الثورة المسلحة بدأت عام 1924 من وادي حضرموت، كجزء من سلسلة ثورات شعب الجنوب ضد الاحتلال البريطاني، وصولًا إلى الثورة المجيدة في 14 أكتوبر 1963م، والتي توجت بالاستقلال الفعلي للجنوب في 30 نوفمبر 1967م. وقال: "ما تحقق لنا اليوم من استقرار نسبي وبصمود القوات المسلحة الجنوبية هو امتداد لتلك الثورة، وبفضل تضحيات الشهداء الأبرار نستطيع السير قدمًا نحو تحقيق تطلعات شعب الجنوب".
وأكد أن الإرادة الجنوبية لا تُكسر، وأن المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي يمضي على درب استعادة الدولة الجنوبية، مع الحفاظ على الوحدة الوطنية للجنوب وضمان حقوق المواطنين في إطار دولة فدرالية عادلة.
المجلس الانتقالي الجنوبي وخطوات استعادة الدولة
شدد الكثيري على أن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يقبل التنازل عن الهدف الأساسي في إقامة الدولة الجنوبية الفيدرالية العادلة، مؤكدًا أن حضرموت قدمت قافلة من الشهداء ولن تتراجع عن مشروع الاستقلال. وأوضح أن المجلس يفتح أبوابه لأي حوار مع أطياف المجتمع الحضرمي السياسية والاجتماعية، لضمان مشاركة الجميع في مسيرة البناء والتطوير.
وقال: "من هنا من شبام التاريخ والحضارة، نقول إن المجلس يسعى للحوار مع كل من يود الخير لحضرموت، ويعمل على تعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية، بعيدًا عن محاولات إعادة إنتاج الوحدة السابقة أو العودة إلى اليمن الاتحادي".
أهمية ذكرى 14 أكتوبر في الوعي الجنوبي
تعتبر ذكرى ثورة 14 أكتوبر رمزًا للنضال والكفاح من أجل الكرامة والحرية. وهي فرصة لاستذكار الجهود الجبارة التي بذلها الأحرار في الجنوب، وللتأكيد على التمسك بالهوية الجنوبية والقيم الوطنية. كما تمثل هذه المناسبة فرصة لتعزيز الروح الوطنية والانتماء للقضية الجنوبية، وتجديد العهد بالسير قدمًا نحو الاستقلال وتحقيق الرؤية الوطنية.
وأكد الكثيري أن حضرموت كانت وستظل معقلًا للحرية والاستقلال، وأن تاريخها حافل بالملاحم البطولية التي رسخت مفهوم المقاومة والصمود. وأوضح أن هذه الروح الوطنية يجب أن تكون مصدر إلهام للأجيال الحالية والمقبلة، لتحقيق مشروع الدولة الجنوبية الفدرالية العادلة.
تعزيز الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي
أشار الكثيري أيضًا إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي يلتزم بمبدأ الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، من خلال الحوار الشامل مع جميع الأطراف السياسية والاجتماعية في حضرموت. وقال: "نحن نؤمن بأن التنمية والاستقرار لا يتحققان إلا بالانخراط في الحوار البنّاء مع كل أبناء المجتمع، لضمان مشاركة الجميع في اتخاذ القرارات وصناعة المستقبل".
وأضاف أن المجلس يسعى إلى توفير بيئة آمنة ومستقرة تتيح للمواطنين العيش الكريم، ودعم مشاريع التنمية والبنية التحتية، مع الحفاظ على السيادة الوطنية وحقوق المواطنين.
الاستعداد لمستقبل الدولة الجنوبية
ختم الكثيري كلمته بالتأكيد على أن حضرموت تمثل الركيزة الأساسية لبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية، وأن أي جهود حقيقية لتحقيق الاستقرار والتنمية يجب أن تركز على تعزيز قدرات الشباب والمجتمع المدني، ودعم المؤسسات الرسمية والخدمات العامة.
وقال: "ما يجري اليوم من أحداث في حضرموت قد تكون مؤلمة، لكن إرادة شعب الجنوب قوية ولن تتراجع، وسنواصل العمل من أجل الدولة الجنوبية العادلة التي تجمع بين الجميع تحت راية السلام والتنمية".
تشكل ذكرى ثورة 14 أكتوبر محطة محورية في التاريخ الجنوبي، حيث تُجسّد تضحيات الأحرار ونضال الشعب الجنوبي لتحقيق الاستقلال والسيادة. ويؤكد حديث علي الكثيري على أن المجلس الانتقالي الجنوبي يسعى لتحقيق هذا الهدف عبر الاستقرار، التنمية، والحوار الشامل مع كل أطياف المجتمع. وتظل حضرموت رمزًا للكرامة الجنوبية، ومصدر إلهام للأجيال القادمة في سبيل بناء الدولة الجنوبية الفدرالية العادلة، وفق رؤية واضحة للمستقبل.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
