استعادة الدولة الجنوبية: رسالة حضرموت في ذكرى الثورة المجيدة

ذكرى ثورة 14 أكتوبر
ذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة

مع حلول ذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة، تتجدد في الجنوب عامة، وفي حضرموت خاصة، مشاعر الوفاء والاعتزاز بتضحيات الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً للحرية والكرامة والسيادة الوطنية. فحضرموت، عبر تاريخها الطويل، كانت دومًا ركنًا أصيلًا من أركان النضال الجنوبي وساحة قدمت الكثير في سبيل الحفاظ على الهوية الجنوبية واستعادة الدولة المستقلة.

لقد كانت حضرموت حاضرة في كل مرحلة من مراحل الكفاح الوطني، بدءًا من مقاومة الاستعمار البريطاني في الجنوب، وصولًا إلى التصدي لمحاولات الغزو والتدخلات الإقليمية الحديثة، بما في ذلك مقاومة الحوثيين والإخوان في السنوات الأخيرة. التاريخ يحمل أسماء رجال ونساء حضرموت الذين رفعوا راية الجنوب عاليًا، مؤمنين بأن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع، وأن الكرامة لا تتحقق إلا بالتضحية والتماسك الوطني.

وفي ذكرى ثورة أكتوبر، تتجدد الدعوة لجميع أبناء حضرموت للمضي قدمًا نحو الهدف الأساسي الذي ناضلت من أجله الأجيال السابقة، وهو استعادة الدولة الجنوبية المستقلة وفك الارتباط الكامل. فهذا الهدف يمثل تجسيدًا لدماء الشهداء وتضحياتهم التي سالت في مختلف ساحات الجنوب، ويؤكد أن استكمال مسيرة النضال يتطلب الالتفاف حول المشروع الوطني بروح واحدة ووعي كامل بالمخاطر والتحديات المحيطة.

وتحتل حضرموت مكانة استراتيجية على المستويين الإنساني والاقتصادي، فهي محور الجنوب النابض الذي يضمن وحدة الصف ويشكل دعامة قوية للاستقرار، ليس فقط في الجنوب، بل على مستوى المنطقة بأكملها. إن قوتها التاريخية وموقعها الجغرافي والاقتصادي يجعل منها مركزًا حيويًا في المشروع الوطني لإقامة الدولة المستقلة، ويؤكد على ضرورة الحفاظ على تماسك الجبهة الجنوبية بقيادة واعية قادرة على مواجهة التحديات.

كما تعكس هذه الذكرى المجيدة في حضرموت وعيًا جماعيًا متجددًا، إذ يدرك أبناء المحافظة أن الوفاء للشهداء يفرض عليهم مواصلة الكفاح وتحمل المسؤولية الوطنية. فاستمرار النضال لا يعني مجرد الاحتفال بالماضي، بل يتطلب العمل اليومي والمثابرة السياسية والاجتماعية لضمان تحقيق أهداف الثورة، وإرساء دولة قائمة على العدالة والمساواة والكرامة لكل المواطنين.

وفي الوقت الراهن، يواجه الجنوب تحديات كبيرة تتطلب وحدة الصف والتنسيق بين مختلف المكونات، وهذا ما يجعل من حضرموت قلب النضال ومصدر الحسم، حيث يُنظر إليها كمنارة للثقة والقدرة على تنظيم الصفوف الجنوبية والحفاظ على الهوية الوطنية. فكما كانت حضرموت حاضرة في الثورة الأولى، ستكون في طليعة النصر القادم، حين يُرفع علم الجنوب على أرضه المستقلة ذات السيادة الكاملة.

إن استعادة الدولة الجنوبية لا تمثل مجرد حلم، بل هي واجب وطني يفرضه التاريخ والتضحيات التي قدمها الشهداء. ومن هنا، يأتي دور أبناء حضرموت في تفعيل إرادة الشعب الجنوبي والعمل على ترجمة الوفاء للثوار إلى خطوات عملية نحو بناء الدولة المستقلة. إن التحديات المعاصرة، سواء كانت داخلية أو خارجية، تتطلب تكاتفًا سياسيًا وشعبيًا، مع إدراك تام بأن الوحدة الوطنية والالتفاف حول قيادة واعية يمثلان الضمانة الوحيدة لتحقيق الأهداف الوطنية.

وفي هذه المناسبة، يصدح صوت حضرموت من قلب الجنوب ليؤكد أن التضحيات لم تذهب سدى، وأن الوفاء للشهداء لن يتحقق إلا باستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، وبناء مستقبل مزدهر يليق بتضحيات الأجيال السابقة، ويضمن للأجيال القادمة الحرية والاستقرار والكرامة. إن رسالة حضرموت اليوم هي رسالة واضحة للعالم وللجنوب نفسه بأن الطريق نحو الدولة المستقلة مستمر، وأن الإرادة الجنوبية أقوى من كل التحديات.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1