قمة شرم الشيخ للسلام.. من أرض مصر تشرق شمس الأمل لفلسطين والمنطقة
من أرض مصر، أرض التاريخ والسلام، تشرق من جديد شمس الأمل في سماء الشرق الأوسط، حاملة بشائر الأمن والاستقرار لسكان قطاع غزة، ومبشرة بقرب تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة المستقلة. فقد شهدت مدينة شرم الشيخ انعقاد القمة التاريخية التي أعلنت انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد توقيع “وثيقة اتفاق غزة” بين قادة الولايات المتحدة – الضامن لإسرائيل – والوسطاء مصر وقطر وتركيا، في حدث يعيد رسم خريطة السلام في المنطقة.
مصر مركز القيادة وصانعة السلام
القمة التي استضافتها مدينة السلام جاءت بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب عدد كبير من قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية والأوروبية، في مشهد تاريخي يجسد وحدة الإرادة الدولية لإنهاء الصراع ووقف نزيف الدم في الشرق الأوسط. وقد أكدت القمة التزام المجتمع الدولي بدعم إعادة إعمار غزة وضمان تنفيذ بنود الاتفاق التاريخي بما يحفظ الأمن والاستقرار ويمنع تجدد العنف.
وفي هذا السياق، أوضح السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، أن الحضور الدولي رفيع المستوى يعكس تقدير العالم للدور الريادي الذي قامت به مصر بقيادة الرئيس السيسي منذ اندلاع الحرب، حيث قادت القاهرة المفاوضات بحكمة واقتدار، مستندة إلى خبرتها الطويلة في إدارة الأزمات الإقليمية وعلاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف.
وأشار العرابي إلى أن مصر لم تكن مجرد وسيط في اتفاق غزة، بل كانت طرفًا قياديًا حمل على عاتقه مسؤولية إنقاذ الأرواح وفرض منطق السلام، مؤكدًا أن "القوة الحقيقية لا تقاس بما يطلق من نار، بل بقدرة الدولة على إيقافها".
رؤية مصرية متكاملة للسلام
منذ اندلاع الحرب على غزة، تبنت القاهرة استراتيجية شاملة لتحقيق التهدئة الدائمة. وأكد العرابي أن مصر تعاملت مع الأزمة منذ يومها الأول باعتبارها قضية أمن قومي وإنساني، رافضة تمامًا أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، ومؤكدة أن الحل العادل هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح أن قمة شرم الشيخ تمثل تتويجًا لسلسلة مؤتمرات بدأت بمؤتمر القاهرة للسلام في أكتوبر 2023، والذي مهد الطريق نحو صياغة الرؤية المصرية الواضحة: “سلام عادل ودائم، يحقق الأمن ويصون الكرامة”.
دعم دولي واسع لخطة السلام
بدوره، أكد السفير عمرو رمضان، مساعد وزير الخارجية الأسبق ومندوب مصر الدائم السابق لدى الأمم المتحدة في جنيف، أن القمة تكتسب أهمية خاصة لأنها عقدت برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في دلالة واضحة على أن السلام لن يتحقق إلا بتعاون القوى الإقليمية والدولية معًا.
وأضاف أن مشاركة القادة العرب والغربيين وزعماء دول إسلامية كتركيا وإندونيسيا وباكستان أعطت الاتفاق ثقلًا غير مسبوق، وضمانًا لتنفيذه على الأرض، مشيرًا إلى أن “العالم اليوم أدرك أن الحرب في غزة لا يمكن أن تستمر، وأن الوقت قد حان لبناء سلام حقيقي”.
وأوضح رمضان أن “خطة ترامب للسلام”، التي تستند إلى عشرين بندًا، لاقت تأييدًا واسعًا من المشاركين في القمة بعد تعديلها لتتوافق مع الرؤية المصرية والعربية، وهو ما جعل من قمة شرم الشيخ حدثًا تاريخيًا يضع حدًا للحرب ويفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الشعوب.
إرادة الشعوب تصنع المستقبل
وفي كلمته خلال القمة، شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن السلام الدائم لا يُفرض بالقوة، بل يصنع بإرادة الشعوب. وأكد أن مصر ستظل دائمًا صوت العقل والضمير الإنساني في المنطقة، مضيفًا أن “الطريق إلى الاستقرار يبدأ من إنصاف الشعب الفلسطيني وتمكينه من حقوقه المشروعة”.
وأشار إلى أن مصر، بدبلوماسيتها النشطة، كانت دومًا أول من يسعى إلى إطفاء نيران الحروب، وأول من يمد يدها بالسلام، انطلاقًا من قناعتها بأن أمن المنطقة لا يتجزأ، وأن استقرار الشرق الأوسط لا يتحقق إلا بقيام دولة فلسطينية حرة ومستقلة.
القمة.. نقطة تحول في مسار المنطقة
من جانبه، أكد السفير ياسر عثمان، سفير مصر الأسبق لدى فلسطين، أن قمة شرم الشيخ للسلام تمثل تتويجًا لجهود مصرية وإقليمية ودولية استمرت عامين كاملين. وأوضح أن القمة منحت الاتفاق غطاءً دوليًا شاملًا يشكل ضمانًا لالتزام جميع الأطراف ببنوده، خصوصًا الجانب الإسرائيلي الذي اعتاد التراجع عن التزاماته السابقة.
وأضاف عثمان أن مكان انعقاد القمة وحجم المشاركة يعكسان المكانة الدولية لمصر ودورها المحوري في القضايا الإقليمية، مؤكدًا أن “العالم اليوم يجتمع في شرم الشيخ إيمانًا بدور القاهرة كحارس للسلام وصانعة للاستقرار”.
مصر.. رمانة الميزان في الشرق الأوسط
واختتم عثمان حديثه قائلًا إن هذا الإنجاز الكبير يحسب لمصر وقيادتها السياسية التي أثبتت أن السلام لا يُصنع بالشعارات بل بالأفعال، وأن الدبلوماسية المصرية تواصل دورها التاريخي في حماية المنطقة من الانزلاق نحو الفوضى، من خلال رؤية متوازنة تجمع بين الحكمة والقوة.
وأشار إلى أن مصر كانت وستظل “رمانة الميزان” في الشرق الأوسط، تعمل دون انقطاع من أجل إرساء السلام العادل الذي يضمن الأمن والكرامة لجميع الشعوب، مؤكدًا أن “قمة شرم الشيخ ليست نهاية الطريق، بل بداية لمرحلة جديدة من العمل والبناء”.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
