عبد الله مشرف يختتم مهرجان نقابة المهن التمثيلية بتكريم استثنائي وجمهور يقف تحية
في مشهدٍ يفيض بالمشاعر والدفء الإنساني، عادت أضواء المسرح لتُكرم جيلًا من الرموز الذين صنعوا تاريخ الفن والمسرح المصري، ضمن فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان نقابة المهن التمثيلية للمسرح المصري.
وقد تحوّل المهرجان إلى ليلة استثنائية عنوانها الوفاء والاعتراف بالجميل، حيث احتفى الحضور بعدد من رموز جيل الزمن الجميل الذين قدّموا عقودًا من الإبداع والرسائل الفنية الراقية التي شكلت وجدان أجيال متعاقبة.
عبد الله مشرف.. مسيرة من الضحك والعطاء تتوّج بتكريم مستحق
كان من أبرز المكرّمين الفنان القدير عبد الله مشرف، أحد أعمدة الكوميديا المصرية وصاحب البصمة المميزة في السينما والمسرح والتلفزيون.
وقد استقبل الحضور تكريمه بعاصفة من التصفيق، عرفانًا بتاريخه الفني الحافل وأدواره التي جمعت بين البساطة والموهبة الفطرية.
تكريم مشرف لم يكن مجرد لحظة بروتوكولية، بل كان بمثابة تحية لرحلة فنية طويلة امتدت لعقود، ترك خلالها بصمات خالدة في وجدان الجمهور المصري والعربي.
دموع الفرح على خشبة المسرح
القاعة شهدت لحظات مؤثرة حين صعد الفنان ضياء المرغني إلى المسرح، وسط تصفيق الجمهور ودموعه التي سبقت كلماته، في مشهدٍ لخص عمق التقدير والامتنان الذي يحمله الفنانون تجاه جمهورهم وزملائهم.
أما الفنان صبري عبد المنعم، فقد خطف القلوب حين ظهر على المسرح على كرسي متحرك، موجّهًا كلماته المؤثرة: "شكرًا إنكم لحقتونا"، وهي العبارة التي أبكت الحاضرين ولامست مشاعر كل من تابع الحدث، لتختزل حكاية جيلٍ قدّم الكثير دون أن ينتظر المقابل.
مهرجان بنكهة الوفاء لجيلٍ صنع المجد
القائمون على المهرجان أكدوا أن هذه الدورة لا تكتفي بتكريم الرواد، بل تهدف إلى إعادة تسليط الضوء على تاريخ المسرح المصري، وإحياء قيمة الوفاء في الوسط الفني.
كما شددوا على أن المهرجان يمثل جسرًا بين الأجيال، حيث يلتقي جيل الكبار بصناع الغد من شباب المسرح، في مساحة من التفاعل والتقدير المتبادل، تُعيد للمسرح المصري رونقه الأصيل.
جيل صنع المسرح.. وجيل يواصل الحلم
المهرجان هذا العام تميّز بروحٍ مختلفة جمعت بين عبق الماضي وطموح المستقبل، إذ حمل شعار "المسرح ذاكرة أمة"، في إشارة إلى أن المسرح لا يزال ركيزة من ركائز الثقافة المصرية ومتنفسًا يعكس نبض المجتمع.
وتُعتبر مشاركة عبد الله مشرف ضمن المكرّمين رسالة رمزية بأن الكوميديا الراقية والتمثيل الحقيقي لا يموتان، بل ينتقلان من جيلٍ إلى جيل، يحملان قيم الفن النظيف والإبداع الأصيل.
الرسالة الإنسانية للمهرجان
بعيدًا عن الأضواء، حملت الدورة الثامنة من المهرجان رسائل إنسانية عميقة، أبرزها الاعتراف بالفضل وإعادة الاعتبار للفنانين الذين خدموا المسرح بصمت.
فالاحتفاء بالفنانين الكبار ليس فقط تكريمًا لماضيهم، بل دعوة لاحترام الفن كقيمة اجتماعية وتاريخية، وتجديد العهد بأن المسرح سيظل بيت الإبداع الأول مهما تغيرت الأزمنة والوسائل.
ختام مؤثر.. ومشاعر لا تُنسى
اختُتم المهرجان على وقع تصفيق حار امتزج بالدموع والفرح، في مشهد جمع الأجيال على حب الفن والوطن والمسرح.
وبينما علت أصوات الأغاني الكلاسيكية، كان المشهد العام رسالة حب ووفاء من الجيل الجديد إلى جيلٍ مهد الطريق، ليثبت أن المسرح المصري لا يزال بخير، ما دام فيه فنانين بحجم عبد الله مشرف ومن ساروا على خطاه.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
