إجازة 6 أكتوبر 2025: يوم العزة والكرامة في ذاكرة المصريين

تحتفل جمهورية مصر العربية في السادس من أكتوبر من كل عام بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، التي تمثل واحدة من أعظم اللحظات في التاريخ المصري الحديث والعربي كله. وتأتي إجازة 6 أكتوبر 2025 كموعد وطني ينتظره ملايين المصريين لتجديد الفخر والانتماء، واستحضار روح التضحية والبطولة التي سطّرها رجال القوات المسلحة في معركة استعادة الأرض والكرامة.

وفي هذا العام، تحظى الإجازة بطابع خاص كونها تأتي في ظل ظروف إقليمية ودولية تشهد تحولات مهمة، تجعل من ذكرى النصر مناسبة لتأكيد الثوابت الوطنية ووحدة الصف خلف القيادة المصرية.

موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا

أعلنت الحكومة المصرية برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن إجازة ذكرى انتصارات 6 أكتوبر ستكون يوم الخميس الموافق 9 أكتوبر 2025 بدلًا من الموعد الأصلي يوم الإثنين 6 أكتوبر، وذلك تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء المتعلق بترحيل الإجازات الرسمية إلى نهاية الأسبوع لتسهيل الاستفادة منها.

وبذلك، يحصل العاملون في الجهاز الإداري للدولة، والقطاعين العام والخاص، على عطلة رسمية مدفوعة الأجر بمناسبة هذه الذكرى الوطنية، على أن تستمر القطاعات الحيوية كالمستشفيات والمرافق العامة في العمل بنظام الطوارئ لضمان استمرار الخدمات للمواطنين.

لماذا يحتفل المصريون بـ6 أكتوبر؟

تمثل حرب أكتوبر 1973 علامة فارقة في التاريخ المصري والعربي، إذ تمكنت القوات المسلحة المصرية من عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف الحصين في ملحمة بطولية أذهلت العالم.
قادت مصر المعركة بقيادة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي أعلن الحرب في تمام الثانية ظهر السادس من أكتوبر، ليبدأ فصل جديد من العزة الوطنية.

وقد أعادت الحرب لمصر والعرب الثقة في قدرتهم على تحقيق النصر واسترداد الأرض، بعد سنوات من الانكسار التي أعقبت نكسة 1967. كما كانت بداية لمفاوضات سياسية طويلة انتهت بتوقيع اتفاقية السلام واستعادة سيناء كاملة إلى السيادة المصرية.

مظاهر الاحتفال بإجازة 6 أكتوبر 2025

تتزين شوارع القاهرة والمحافظات في هذا اليوم بالأعلام المصرية وصور أبطال القوات المسلحة. كما تقيم الدولة احتفالات رسمية وشعبية، تبدأ عادة بزيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى النصب التذكاري لشهداء القوات المسلحة بمدينة نصر، حيث يضع إكليلًا من الزهور ويقرأ الفاتحة على أرواح الشهداء.

وفي الجامعات والمدارس، تُنظَّم ندوات تثقيفية لشرح الدروس المستفادة من حرب أكتوبر للأجيال الجديدة، بهدف تعزيز روح الانتماء الوطني والفخر بالجيش المصري.

أما الإعلام المصري، فيخصص برامجه لعرض الأفلام الوثائقية عن الحرب وبطولات الجنود، مع بث الأناشيد الوطنية التي أصبحت رمزًا للنصر مثل "بسم الله" و"على الربابة".

أهمية الإجازة في الوجدان المصري

إجازة السادس من أكتوبر ليست مجرد عطلة رسمية، بل هي رمز وطني يذكّر المصريين بقدرة بلادهم على تجاوز التحديات مهما كانت صعبة.
فهي مناسبة لإحياء قيم التضحية والوحدة، والتأكيد على أن مصر لا تنكسر، مهما واجهت من صعوبات اقتصادية أو أمنية.

ويحرص الكثير من الأسر على قضاء الإجازة في زيارة المتاحف العسكرية، مثل متحف بانوراما حرب أكتوبر، الذي يوثق لحظات العبور التاريخية. كما يزور البعض حدائق القاهرة الكبرى كالأزهر والحديقة الدولية للاحتفال في أجواء أسرية وطنية.

البعد الاقتصادي والسياحي للإجازة

مع حلول إجازة 6 أكتوبر 2025، تشهد المقاصد السياحية في القاهرة، شرم الشيخ، الإسكندرية، والغردقة إقبالًا متزايدًا من المواطنين والمقيمين.
تستفيد شركات السياحة من العطلة في تقديم عروض خاصة على الرحلات الداخلية، فيما تسجل الفنادق نسب إشغال مرتفعة.

كما تنشط الأسواق التجارية بسبب الإقبال على الشراء خلال فترة العطلة، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي.

القوات المسلحة وتخليد النصر

تحرص القوات المسلحة المصرية سنويًا على إحياء ذكرى أكتوبر بمجموعة من الفعاليات التي تبرز بطولات الضباط والجنود.
تشمل هذه الفعاليات عروضًا عسكرية، ومعارض صور، وفقرات فنية من إنتاج إدارة الشؤون المعنوية.
كما تُنظَّم لقاءات بين قادة الجيش وقدامى المحاربين لتكريم أبطال الحرب الذين شاركوا في تحقيق النصر العظيم.

ويشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفال رسمي كبير يحضره كبار رجال الدولة، يتم خلاله تكريم عدد من أسر الشهداء والمصابين الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن.

مصر وتحديات الحاضر بروح أكتوبر

تؤكد القيادة المصرية دائمًا أن روح أكتوبر لا تزال حاضرة في وجدان الشعب، وأن النصر العسكري أصبح مرجعًا لبناء النصر التنموي في كل المجالات.
فكما نجحت مصر في العبور من الهزيمة إلى النصر عام 1973، فهي اليوم تعبر إلى مستقبل جديد من التنمية والمشروعات القومية الكبرى، مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومشروعات تحيا مصر.

وفي كلماته المتكررة في ذكرى أكتوبر، يشدد الرئيس السيسي على أن «روح أكتوبر» هي ما تحتاجه الأجيال الجديدة لمواجهة التحديات المعاصرة، وبناء دولة قوية قادرة على حماية أمنها القومي واستقرارها.

تأتي إجازة 6 أكتوبر 2025 لتجدد العهد بين المصريين ووطنهم، وتذكّر الجميع بأن ما تحقق في حرب أكتوبر لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان درسًا خالدًا في الإرادة والتخطيط والإيمان بالوطن.
وبينما يستمتع المواطنون بالعطلة الرسمية، تبقى الرسالة الأهم هي أن مصر قوية بشعبها وجيشها، وستظل تنتصر في كل معاركها — كما انتصرت في السادس من أكتوبر قبل أكثر من نصف قرن.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1