نتنياهو يعيد رسم ملامح خطة ترامب لغزة.. تعديلات مثيرة للجدل تربك المفاوضات العربية

نتنياهو
نتنياهو

 

 

أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جدلًا واسعًا بعد إصراره على إدخال تعديلات جوهرية على خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، في خطوة اعتبرها مراقبون نسفًا للتفاهمات التي جرت بين واشنطن والدول العربية والإسلامية خلال الأسابيع الماضية.

ووفقًا لتقرير لموقع أكسيوس، فإن ترامب أعلن الاثنين أن إسرائيل والولايات المتحدة والشركاء العرب متفقون جميعًا على الخطة النهائية، مانحًا حركة "حماس" مهلة لا تتجاوز أربعة أيام للرد، ملوحًا بعواقب قاسية في حال الرفض.

 إلا أن مصادر مطلعة كشفت أن ما يجري خلف الكواليس أكثر تعقيدًا مما صُوّر رسميًا، حيث أكد قادة حماس أنهم سيدرسون المقترح بـ "حسن نية".

لكن التعديلات التي فرضها نتنياهو قلبت موازين الاتفاق، إذ اشترط أن يرتبط أي انسحاب إسرائيلي من غزة بتقدم ملموس في عملية "نزع سلاح حماس"، مانحًا تل أبيب حق النقض (الفيتو) على مراحل التنفيذ. 

وحتى في حال استكمال المراحل الثلاث المقررة للانسحاب، تحتفظ إسرائيل بموجب الصيغة الجديدة – بوجود عسكري في "محيط أمني" داخل غزة إلى أجل غير محدد "حتى ضمان زوال التهديدات الإرهابية نهائيًا"، وهو ما أثار استياءً واسعًا لدى بعض الشركاء العرب المشاركين في المفاوضات.

ورغم التعديلات المثيرة للجدل، تبقى خطة ترامب الأصلية متضمنة بنودًا مهمة، من أبرزها إلغاء أي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة أو فرض احتلال دائم على القطاع، واستبعاد ضم الضفة الغربية لإسرائيل، إلى جانب تعهد أمريكي بزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع، ودعم مسار حقيقي نحو تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية، فضلًا عن التزام واشنطن بإحياء محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وتطرح هذه التطورات أسئلة ملحّة حول مستقبل المبادرة الأمريكية، ومدى قدرة الأطراف الإقليمية على تجاوز الخلافات وضمان مسار تفاوضي يحفظ حقوق الفلسطينيين ويضع حدًا للتصعيد المستمر.