الأمم المتحدة تطالب برفع الحصار عن الفاشر: تحذيرات من مجاعة وجرائم بحق المدنيين في شمال دارفور
في نداء عاجل، دعت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، دنيس براون، إلى رفع الحصار المفروض على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، مؤكدة أن استمرار الوضع الحالي يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين ويعرضهم لانتهاكات جسيمة.
وشددت براون، وفق ما أورده مركز إعلام الأمم المتحدة، على ضرورة وقف الهجمات العشوائية ومنع أي اعتداءات ذات دوافع قبلية، إلى جانب إصدار أوامر واضحة لحماية السكان المحليين.
كما طالبت بتأمين ممرات آمنة لخروج المدنيين الراغبين في مغادرة المدينة، وضمان بقاء الطرق مفتوحة وقابلة للوصول، مع توفير الحماية الكاملة لمن يظل داخل المدينة، وتمكينهم من الحصول على الغذاء والماء والإمدادات الأساسية.
وكشفت المسؤولة الأممية عن تقارير خطيرة تتحدث عن عمليات قتل غير قانونية، واختطاف، واحتجاز تعسفي، إضافة إلى هجمات طالت الأسواق والمستشفيات ودور العبادة. وأكدت أن المدنيين في الفاشر باتوا أمام "خيارات مستحيلة"، إما البقاء تحت الحصار، أو المخاطرة بالفرار عبر طرق مليئة بالعنف والنهب.
كما شددت على ضرورة حماية المستجيبين المحليين وعمال الإغاثة الذين يواجهون مخاطر يومية لإنقاذ الأرواح.
من جانبه، أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلق بالغ إزاء التدهور السريع للأوضاع في الفاشر والمناطق المجاورة، خصوصًا في مخيم أبو شوك للنازحين.
وأوضح المكتب أن عشرات الأطفال دون سن الخامسة وكبار السن لقوا حتفهم خلال الأربعين يومًا الماضية نتيجة الجوع والمرض، في وقت تشهد فيه المدينة انهيارًا مروعًا في الخدمات الإنسانية.
وأشار "أوتشا" إلى أن نقص التمويل وارتفاع تكاليف التشغيل أجبر المنظمات الإنسانية على إغلاق المطابخ المجتمعية، ما حرم آلاف الأسر من وجباتها اليومية، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية وشيكة إذا لم يتم التحرك الفوري لرفع الحصار وضمان وصول المساعدات.
