الزُبيدي يبحث مع برنامج الأغذية العالمي تعزيز الشراكات لمواجهة الأزمة الإنسانية

الزبيدي
الزبيدي

في ختام مشاركته في الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، عقد اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اجتماعًا مهمًا مع السيدة رانيا داغاش كامارا، مساعدة المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي لشؤون الشراكات والابتكار. وقد جاء اللقاء في توقيت بالغ الأهمية بالنظر إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وما ترتب عليها من تحديات تمس الأمن الغذائي ومصادر عيش الملايين.

مواجهة الفجوة التمويلية

استعرض اللقاء أبرز التحديات التي تواجه برنامج الأغذية العالمي في البلاد، وعلى رأسها الفجوة التمويلية التي انعكست سلبًا على حجم المساعدات الغذائية، وأدت إلى تراجع عمليات الدعم في عدد من المناطق الأكثر تضررًا من النزاع. الرئيس الزُبيدي أكد على ضرورة توحيد الجهود لمواجهة هذه الفجوة، عبر تعزيز التواصل مع المانحين وحشد المزيد من الموارد بما يضمن استمرار تدفق الدعم الإغاثي.

تعزيز الأمن الغذائي

ركز الزُبيدي على أن تعزيز الأمن الغذائي يمثل أولوية قصوى في هذه المرحلة، نظرًا لتأثيره المباشر على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. 

وشدد على ضرورة توسيع التدخلات الإنسانية بشكل عاجل لتغطية الاحتياجات المتزايدة للسكان، لا سيما مع تدهور الوضع المعيشي جراء استمرار الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي الإرهابية.

نقل مكتب البرنامج إلى عدن

أحد المحاور البارزة في الاجتماع تمثل في دعوة الرئيس الزُبيدي إلى نقل مكتب برنامج الأغذية العالمي من مناطق سيطرة الحوثيين إلى العاصمة عدن. 

وأوضح أن هذه الخطوة ستوفر بيئة أكثر أمانًا وحرية للبرنامج، وتمكنه من أداء مهامه بعيدًا عن الضغوط والانتهاكات التي تمارسها الميليشيات ضد موظفي المنظمات الأممية.

إدانة انتهاكات الحوثيين

أدان الزُبيدي بشدة الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق العاملين في المجال الإنساني، من عمليات اختطاف واحتجاز تعسفي. 

واعتبر أن هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وتعيق بشكل مباشر الجهود الرامية إلى إيصال المساعدات للمتضررين.

تقدير أممي لجهود عدن

من جانبها، أعربت السيدة رانيا داغاش-كامارا عن تقديرها للتسهيلات والدعم الذي تقدمه الحكومة في العاصمة عدن لعمل المنظمات الدولية.

 وأكدت حرص برنامج الأغذية العالمي على مواصلة التعاون مع الشركاء المحليين لتعزيز الأمن الغذائي وتقديم الدعم للفئات الأشد ضعفًا.

رؤية الزُبيدي للعمل الإنساني

أبرز اللقاء اهتمام الرئيس الزُبيدي الخاص بالعمل الإنساني، حيث يضع المواطن في صدارة الأولويات. وأكد أن تحسين الوضع المعيشي للناس يمثل ركيزة أساسية للاستقرار والتنمية، وأن تعزيز الشراكات مع الهيئات الأممية جزء من رؤية واضحة للمرحلة القادمة. هذه الرؤية تقوم على العمل التكاملي بين المستويات المحلية والدولية لضمان استدامة التدخلات الإنسانية.

دعوة لتوسيع نطاق التدخلات

شدد الزُبيدي على أهمية رفع مستوى التدخلات الإنسانية لتواكب حجم التحديات، خصوصًا في ظل الأزمة الاقتصادية وتداعيات الأوضاع السياسية والأمنية. وأشار إلى ضرورة تفعيل آليات التنسيق الميداني بين المؤسسات المحلية والمنظمات الدولية لضمان وصول المساعدات بشكل عادل وفعّال إلى الفئات الأكثر احتياجًا.

الاستقرار والتنمية المستدامة

يرى الرئيس الزُبيدي أن الاستقرار لا ينفصل عن تحسين حياة المواطنين، وأن أي عملية سياسية أو أمنية لن تحقق أهدافها دون معالجة الجوانب المعيشية. ولهذا فإن تعزيز التعاون مع برنامج الأغذية العالمي وغيره من المنظمات الأممية يمثل خطوة استراتيجية نحو خلق بيئة مواتية للتنمية المستدامة في الجنوب.

بناء الثقة مع المجتمع الدولي

يسهم هذا التوجه في ترسيخ الثقة المتبادلة بين الجنوب وشركائه الدوليين، ويؤكد أن القيادة الجنوبية تنظر بجدية إلى القضايا الإنسانية باعتبارها حجر الزاوية لأي عملية تحول قادمة. ومن شأن هذا المسار أن يمهد الطريق أمام بناء مجتمع أكثر صمودًا في مواجهة التحديات، وأكثر قدرة على الاستفادة من الفرص التنموية المستقبلية.

لقد عكس لقاء عيدروس الزُبيدي مع برنامج الأغذية العالمي إدراكًا عميقًا لحجم التحديات الإنسانية التي تواجه اليمن، ورؤية واضحة للمرحلة المقبلة تقوم على تعزيز الأمن الغذائي وتوسيع نطاق التدخلات الإنسانية. كما أرسل رسالة قوية بأن الجنوب ملتزم بالعمل مع الشركاء الدوليين من أجل التخفيف من معاناة المواطنين، وأن تحسين حياة الناس هو المدخل الحقيقي نحو الاستقرار والسلام والتنمية.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1