مشاركة الزُبيدي في الأمم المتحدة: حضور جنوبي يرسخ خيار استعادة الدولة

 الزُبيدي
الزُبيدي

حملت مشاركة اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في اجتماعات الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أبعادًا سياسية واستراتيجية بالغة الأهمية. لم تكن هذه المشاركة مجرد حضور بروتوكولي، بل جاءت لتؤكد أن قضية الجنوب باتت حاضرة بقوة على طاولة النقاشات الدولية، وأن صوتها أصبح جزءًا من رسم مستقبل اليمن والمنطقة.

الجنوب أولًا: ثوابت غير قابلة للمساومة

أكد  الزُبيدي في رسائله أن الجنوب لن يقبل بأي حلول تنتقص من حقه في استعادة دولته كاملة السيادة. وأوضح أن هذه الثوابت ليست مجرد مواقف سياسية عابرة، بل هي مسار متجذر في وعي الشعب الجنوبي، يستند إلى التاريخ والهوية، ويمثل الضمانة الحقيقية لتحقيق الاستقرار محليًا وإقليميًا.

وضع القضية الجنوبية في قلب الاهتمام الدولي

استطاع الرئيس الزُبيدي أن يضع قضية الجنوب في قلب الاهتمام الدولي، من خلال مداخلاته ولقاءاته الثنائية على هامش اجتماعات الأمم المتحدة. وأبرز أن خيار استعادة الدولة ليس شعارًا سياسيًا، بل إرادة جمعية تستند إلى نضال طويل وتضحيات كبيرة، وهو ما يجعل من المجلس الانتقالي الجنوبي طرفًا لا يمكن تجاوزه في أي تسوية سياسية قادمة.

الجنوب بين الهوية والسياسة

أظهرت المشاركة أن الجنوب ليس مجرد ملف سياسي، بل هو قضية هوية ووجود. فالمطالبات باستعادة الدولة ترتبط بحدود معترف بها دوليًا قبل عام 1990، وهو ما يميزها عن كونها مجرد نزاع داخلي. هذه الحقيقة التي حاول البعض طمسها أو الالتفاف عليها، جاءت كلمات الرئيس الزُبيدي لتعيدها إلى الواجهة وتؤكد أنها أساس أي حل عادل ودائم.

الجنوب لاعب إقليمي فاعل

لم يقتصر خطاب الزُبيدي على الشأن المحلي، بل قدم الجنوب كفاعل إقليمي قادر على الإسهام في ملفات حساسة مثل:

الأمن البحري في خليج عدن والبحر العربي.

تأمين خطوط الملاحة الدولية من أي تهديدات.

التصدي للتنظيمات الإرهابية التي تحاول استغلال هشاشة الوضع الأمني.

هذه الملفات تجعل من الجنوب عنصرًا محوريًا في معادلة الأمن والسلام الإقليمي والدولي، وتؤكد أن استعادة الدولة الجنوبية لا يخدم الجنوب وحده، بل يعزز الاستقرار العالمي.

الشراكة الدولية والاحترام المتبادل

رفع راية "الجنوب أولًا" لا يعني الانغلاق أو العزلة، بل هو تأكيد على التمسك بالحق المشروع مع الاستعداد للشراكة القائمة على الاحترام المتبادل. وقد حملت رسائل الزُبيدي إشارات واضحة إلى أن الجنوب منفتح على التعاون الدولي، ومستعد لتبادل الخبرات وبناء شراكات تساهم في التنمية والأمن.

رسائل ثقة إلى الداخل والخارج

ساهمت مشاركة الرئيس الزُبيدي في الأمم المتحدة في:

تعزيز ثقة الداخل الجنوبي بقدرة قيادته على تمثيل القضية في أرفع المحافل الدولية.

بناء جسور ثقة مع المجتمع الدولي الذي أصبح أكثر قناعة بقدرة الجنوب على إدارة شؤونه وبناء مؤسساته المستقبلية.

وبذلك، فإن هذه المشاركة لم تكن حدثًا عابرًا، بل محطة استراتيجية تؤسس لمزيد من الاعتراف الدولي بالقضية الجنوبية.

التضحيات والشرعية النضالية

جدد الزُبيدي في تصريحاته التذكير بالتضحيات التي قدمها أبناء الجنوب في سبيل الدفاع عن أرضهم وحقهم في تقرير المصير. هذه التضحيات منحت القضية الجنوبية شرعية نضالية يصعب إنكارها أو تجاوزها، كما رسخت صورة الجنوب كشريك صادق في محاربة الإرهاب وحماية الأمن الإقليمي.

خطوة إضافية نحو تثبيت الحضور الدولي

من خلال هذا الحضور اللافت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، خطا الجنوب خطوة إضافية على طريق تثبيت قضيته في الوعي الدولي. فالرسائل التي حملها  الزُبيدي أكدت أن استعادة الدولة الجنوبية خيار حتمي لا رجعة عنه، مهما كانت التحديات أو العقبات.

لقد مثّلت مشاركة عيدروس الزُبيدي في اجتماعات الأمم المتحدة حدثًا فارقًا في مسار القضية الجنوبية، ورسالة واضحة بأن الجنوب لم يعد غائبًا عن الساحة الدولية. هذه المشاركة جسدت إرادة الجنوب في استعادة دولته وبناء شراكات قائمة على الاحترام المتبادل، كما عكست دوره كفاعل إقليمي أساسي في حماية الأمن والسلام. وبذلك، يتأكد أن قضية الجنوب ماضية نحو المزيد من الاعتراف الدولي، وأن خيار استعادة الدولة بات مسارًا لا يمكن التراجع عنه.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1