شمس البارودي والجدة الحديثة: الحياة العائلية مقابل الانتقادات على السوشيال ميديا

شمس البارودي
شمس البارودي

تُعد الفنانة شمس البارودي واحدة من أبرز نجمات السينما والتلفزيون المصري في القرن الماضي، حيث تركت بصمة فنية واضحة من خلال أعمالها المتنوعة التي امتدت لعقود من الزمن. بدأت البارودي مسيرتها الفنية في فترة ذهبية من تاريخ السينما المصرية، وامتازت بأدائها المتميز وقدرتها على تجسيد الشخصيات المتنوعة، سواء في الكوميديا أو الدراما الرومانسية والاجتماعية.

ومع مرور السنوات، اختارت شمس البارودي أن تنسحب تدريجيًا من الأضواء، معلنة اعتزالها التمثيل منذ أكثر من أربعين عامًا. اعتزالها لم يكن نهاية حضوره الفني في ذاكرة الجمهور، بل أصبح مرحلة محترمة يُنظر إليها على أنها خيار شخصي للحفاظ على حياتها العائلية بعيدًا عن ضغط الشهرة والصحافة.

الحياة الهادئة لشمس البارودي بعد الاعتزال

بعد سنوات طويلة في الوسط الفني، قررت شمس البارودي أن تكرس حياتها لعائلتها، لتصبح جدة محبة تحيطها أبناؤها وأحفادها بالرعاية والحنان. وقد أظهرت البارودي في تصريحاتها الأخيرة أن هذه المرحلة من حياتها تمثل الأهم بالنسبة لها، وأنها تفضل الاستقرار والهدوء العائلي على حياة النجومية التي قد تحمل الكثير من الضغوط والمسؤوليات.

ورغم ابتعادها عن الأضواء، لا تزال شمس البارودي تحتفظ بعلاقة ودية مع جمهورها عبر بعض الصور والمناسبات العائلية التي تشاركها أحيانًا على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها حذرة في كشف تفاصيل حياتها الخاصة، حفاظًا على خصوصيتها وحياة أحفادها.

الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي

على الرغم من ابتعادها عن الفن منذ عقود، إلا أن شمس البارودي تتعرض أحيانًا لتعليقات وانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد أكد الإعلامي أحمد سالم، مقدم برنامج "كلمة أخيرة"، أن من أبرز مساوئ السوشيال ميديا هو التدخل المبالغ فيه في حياة الآخرين، حتى لمن اعتزلوا الأضواء منذ سنوات طويلة.

وأشار سالم إلى أن بعض التعليقات على صور شمس البارودي سواء مع أحفادها أو مع حيوانها الأليف، كانت تحمل توقعات حول عودتها للفن أو مواقفها من الحجاب. هذا التدخل وصفه الإعلامي بأنه "مستفز"، لأنه يربط حياة شخصية مستقرة بفرضيات لا أساس لها.

شمس البارودي تؤكد موقفها النهائي من الفن

في رد حاسم على كل التكهنات، نشرت شمس البارودي مؤخرًا منشورًا على حساباتها الرسمية، أكدت فيه أنها لن تعود مطلقًا إلى التمثيل. واصفة هذه المرحلة من حياتها بأنها انتهت تمامًا، وأن اهتمامها الحالي يتركز على حياتها العائلية.

كما أعربت البارودي عن انتقادها لبعض الأعمال الفنية الحديثة، مشيرة إلى أن الفن بالنسبة لها أصبح يختلف كثيرًا عما كانت تعيشه في مرحلة شبابها. وقد أكدت أنها لا ترغب في المشاركة في أي مشاريع فنية جديدة، وأنها مرتاحة في حياتها الحالية بعيدًا عن ضغوط الوسط الفني.

شمس البارودي والجدة الحديثة

تحظى شمس البارودي اليوم بدور محوري في حياة أحفادها، حيث تمثل لهم رمزًا للحب والدفء العائلي. الصور التي تنشرها أحيانًا تظهر جانبها الإنساني بعيدًا عن الأضواء، وهو ما يعكس التوازن الذي نجحت فيه بين حياتها السابقة كنجمة مشهورة وحياتها الحالية كجدة.

هذه المرحلة الجديدة تمنحها القدرة على الاستمتاع بالأشياء البسيطة، مثل اللعب مع الأحفاد، ورعاية الحيوانات الأليفة، والاستمتاع بوقتها دون الالتزام بمتطلبات الوسط الفني أو الصحافة.

تأثير السوشيال ميديا على حياة الفنانين المعتزلين

تعد شمس البارودي مثالًا حيًا على كيفية تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على حياة الفنانين حتى بعد اعتزالهم. فالتفاعل المستمر من الجمهور والمتابعين، سواء بالإعجاب أو الانتقاد، يمكن أن يصبح مصدر ضغط نفسي.

وقد أصبح من المهم بالنسبة للفنانين المعتزلين وضع حدود واضحة لحياتهم الخاصة، والتمسك بخياراتهم الشخصية بعيدًا عن آراء الآخرين. وهذا ما نجحت فيه البارودي، التي استطاعت أن تحافظ على خصوصيتها وسط جيل جديد من المتابعين المهتمين بكل تفاصيل حياة المشاهير.

إرث شمس البارودي الفني

رغم اعتزالها منذ سنوات طويلة، يبقى إرث شمس البارودي الفني حاضرًا في ذاكرة الجمهور، حيث كانت محط إعجاب الكبار والصغار. أعمالها مثل الأفلام والمسلسلات التي قدمتها في فترة السبعينيات والثمانينيات تظل مرجعًا للعديد من الفنانين الجدد الذين يستلهمون أسلوبها في الأداء والالتزام المهني.

كما أن علاقتها الطيبة بزملائها في الوسط الفني تركت صورة إيجابية عنها، فهي لم تكن مجرد نجمة على الشاشة، بل صديقة وزميلة محبوبة يحترمها الجميع.

شمس البارودي مثال للفنان الذي يختار الاعتزال ليس من ضعف، بل من رغبة في حياة مستقرة وسعيدة بعيدًا عن أضواء الشهرة. تصرفاتها الأخيرة تعكس حُسن إدارتها لحياتها الشخصية، وإصرارها على حماية خصوصيتها وعائلتها من التدخلات الخارجية.

ومع استمرار جمهورها في متابعتها، يبقى اسم شمس البارودي علامة فنية خالدة، ليس فقط لما قدمته في الفن، ولكن أيضًا لما تمثله كرمز للاستقلالية والهدوء العائلي بعد سنوات طويلة من النجومية.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1