ذكريات فيدرا عن الأيام الأخيرة لهشام سليم والتزامه الديني
توفي الفنان المصري هشام سليم بعد مسيرة فنية طويلة، تركت أثرًا واضحًا في قلوب محبيه والجمهور العربي. وبرز هشام سليم كأحد أبرز الوجوه في السينما المصرية، حيث امتدت مسيرته لعدة عقود، وشارك خلالها في أعمال مميزة تركت بصمة في تاريخ الفن المصري.
خلال الأيام الأخيرة من حياته، كشف عدد من المقربين منه عن جانب لم يكن معروفًا لدى الجمهور، وهو تمسكه الشديد بالإيمان والعبادة. الفنانة فيدرا قالت خلال لقائها في برنامج «الستات»: «كان مؤمن جدًا، ودي حاجة يمكن ناس كتير ما تعرفهاش، كان بيصلي وملتزم في آخر أيامه، وآخر فترة لما مكنش قادر يقوم ويتوضأ، دكتور على جمعة بعت له رخامة عشان يتيمم عليها».
البدايات الفنية لهشام سليم
بدأ هشام سليم مشواره الفني في سن صغير، حيث شارك في فيلم «إمبراطورية ميم» عام 1972 مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة. هذا العمل ساهم في وضع أساسيات مسيرة هشام الفنية، وعكس موهبته الفطرية في التمثيل منذ بداياته.
لاحقًا، جمعته الأقدار مرة أخرى مع فاتن حمامة في فيلم «أريد حلًا» عام 1975، وهو العمل الذي لم يكن مجرد فيلم عادي، بل أثر بشكل مباشر على قوانين الأحوال الشخصية في مصر، إذ ناقش قضايا الطلاق والحقوق الاجتماعية للمرأة بطريقة درامية مؤثرة.
التعاون مع يوسف شاهين وأعماله البارزة
شهدت مسيرة هشام سليم واحدة من أبرز اللحظات الفنية من خلال مشاركته في فيلم «عودة الابن الضال» مع المخرج العالمي يوسف شاهين. جمع الفيلم نخبة من كبار النجوم، وكان له تأثير كبير على السينما المصرية والعربية.
هشام سليم لم يقتصر على نوع معين من الأدوار، بل تنوعت أعماله بين الدراما الاجتماعية، الأكشن، والرومانسية، مما جعله قريبًا من مختلف فئات الجمهور.
حياة هشام سليم الشخصية وإيمانه
بالرغم من الشهرة والنجومية، احتفظ هشام سليم بحياة شخصية هادئة بعيدًا عن الإعلام، وكان ملتزمًا بالإيمان والعبادة. فيدرا، التي تحدثت عن أيامه الأخيرة، أشارت إلى أنه كان حريصًا على الصلاة، حتى في أصعب اللحظات الصحية، وكانت الرخامة التي أرسلها له الدكتور على جمعة وسيلة له للتيمم، دليلًا على تمسكه بالتقاليد الدينية.
هذا الجانب الإنساني للفنان هشام سليم جعله محبوبًا ليس فقط على الشاشة، بل في الحياة الواقعية أيضًا.
أهم أفلام هشام سليم
على مدار مسيرته، قدم هشام سليم مجموعة من الأفلام التي شكلت علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية، من بينها:
إمبراطورية ميم (1972)
أريد حلًا (1975)
عودة الابن الضال (1986)
مجموعة أخرى من الأفلام التي جمعت بين الدراما الاجتماعية والرومانسية والأكشن
كل فيلم من هذه الأعمال قدم من خلاله هشام سليم شخصية مميزة، مكنته من إثبات قدراته التمثيلية وترك أثر طويل في ذاكرة الجمهور.
مشاركاته التلفزيونية والمسلسلات
إلى جانب السينما، شارك هشام سليم في العديد من المسلسلات التلفزيونية التي نالت إعجاب الجماهير، حيث كان حضورُه دائمًا قويًا ومؤثرًا. من أبرز هذه الأعمال:
مسلسلات درامية اجتماعية
أعمال تلفزيونية ذات طابع رومانسي
برامج إذاعية وتلفزيونية تعكس خبرته الفنية
هذا التنوع أتاح له التفاعل مع مختلف أشكال الفن، وجعله واحدًا من الفنانين القلائل الذين حققوا شهرة واسعة على مدى عقود.
إرث هشام سليم في الفن المصري
تمثل مسيرة هشام سليم نموذجًا للفنان الملتزم بعمله، والمتنوع في اختياراته الفنية. أعماله السينمائية والتلفزيونية ساهمت في تطوير الفن المصري، وترك إرثًا ثقافيًا يمكن للأجيال القادمة الاستفادة منه.
كما أظهر هشام سليم التزامًا إنسانيًا وإيمانيًا جعل منه قدوة للكثير من زملائه في الوسط الفني، وقد أبدى كل من عمل معه احترامًا كبيرًا لشخصيته وحضوره الأخلاقي.
كلمات الوداع والتكريم
بعد وفاته، تداولت وسائل الإعلام والمواقع الفنية كلمات الوداع من محبيه وزملائه، مؤكدين على مساهماته الكبيرة في الفن المصري. كما أعرب الجمهور عن حزنه العميق لفقدان فنان بحجم هشام سليم، الذي جمع بين الموهبة والإيمان والالتزام.
هشام سليم كان أكثر من مجرد فنان؛ فقد كان رمزًا للإبداع والتفاني والالتزام. مسيرته الفنية الغنية، من بداياته في «إمبراطورية ميم» وحتى مشاركته مع يوسف شاهين في «عودة الابن الضال»، تركت أثرًا خالدًا في السينما المصرية.
كما أن تمسكه بالإيمان والعبادة في أيامه الأخيرة أظهر جانبًا إنسانيًا رائعًا، جعل منه قدوة حقيقية لكل من عرفه.
يبقى إرث هشام سليم حيًا من خلال أعماله السينمائية والتلفزيونية، وذكراه ستظل خالدة في قلوب الجمهور العربي، كأحد أعمدة الفن المصري الأصيل.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
