قرارات الزُبيدي: رؤية استراتيجية للمستقبل

الزُبيدي
الزُبيدي

شهدت الأيام الماضية حالة غير مسبوقة من الالتفاف الشعبي الجارف حول القرارات التاريخية التي أعلنها اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، والتي ركزت على تمكين الكفاءات الجنوبية وإعطائها الدور المحوري في مؤسسات الدولة والقطاعات الحيوية.

 هذه الخطوات لم تكن مجرد قرارات إدارية، بل جاءت كتجسيد عملي لتطلعات الجنوبيين نحو بناء مستقبل جديد قائم على العدالة والمساواة وإشراك الطاقات المؤهلة.

قرارات الزُبيدي: رؤية استراتيجية للمستقبل

حرص الزُبيدي في تصريحاته وقراراته الأخيرة على التأكيد أن المرحلة القادمة تتطلب تمكين الكفاءات الجنوبية في مختلف مواقع المسؤولية، باعتبارهم الركيزة الأساسية لبناء دولة قوية قادرة على مواجهة التحديات. هذه الرؤية لم تأتِ من فراغ، بل هي امتداد لمسيرة نضالية طويلة للمجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه، وحرص دائم على أن يكون الشباب والخبراء هم المحرك الأساسي لعملية التنمية.

وقد شملت القرارات إعادة ترتيب بعض المؤسسات، وضخ دماء جديدة في المرافق الحكومية، وتكليف شخصيات مشهود لها بالكفاءة والنزاهة، بما يعكس توجهًا واضحًا نحو إصلاح شامل يواكب المرحلة الحساسة التي يمر بها الجنوب.

التفاف شعبي ورسمي حول القيادة

لم يقتصر الدعم على المستوى الشعبي فحسب، بل أظهرت المكونات السياسية والعسكرية والقبلية في الجنوب تأييدًا واسعًا لهذه القرارات، معتبرة أنها خطوة تاريخية نحو تعزيز اللحمة الوطنية وبناء مؤسسات قادرة على خدمة المواطن.

فقد عبرت بيانات عديدة صادرة عن قيادات عسكرية وأمنية وشخصيات اجتماعية عن تقديرها الكبير للرئيس الزُبيدي، مشددين على أن قراراته الأخيرة عكست إرادة حقيقية لإشراك جميع الطاقات الجنوبية. كما امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بعشرات الوسوم الداعمة، حيث انتشر هاشتاج #قرارات_الرئيس_الزُبيدي_تمثلني ليصبح الأكثر تداولًا، في تعبير واضح عن الزخم الشعبي الكبير.

تمكين الكفاءات الجنوبية: رهان النجاح

تُعد مسألة تمكين الكفاءات الجنوبية من أبرز التحديات التي ما دام واجهت أبناء الجنوب خلال العقود الماضية، حيث تم تهميشهم وإقصاؤهم من مواقع القرار. واليوم، يرى كثير من المراقبين أن قرارات الزُبيدي تمثل تحولًا نوعيًا يعيد الاعتبار للعقول الجنوبية، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من البناء والتنمية.

وتشير التقارير الميدانية إلى أن عشرات الكفاءات من خريجي الجامعات الجنوبية، والكوادر المتخصصة في مجالات الاقتصاد، والهندسة، والإدارة، بدأت بالفعل في تلقي دعوات للمشاركة في صياغة خطط المرحلة المقبلة، وهو ما ينعكس إيجابًا على تحقيق التنمية المستدامة.

انعكاسات القرارات على الوضع السياسي

على الصعيد السياسي، يرى المحللون أن هذه القرارات تعزز من مكانة المجلس الانتقالي الجنوبي كلاعب أساسي في المشهد اليمني والإقليمي. فبناء مؤسسات قوية في الجنوب لا يخدم فقط الداخل، بل يسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي، خاصة مع وجود تحديات أمنية واقتصادية معقدة.

كما أن هذه الخطوات تضع الجنوب في موقع أفضل خلال أي مفاوضات سياسية قادمة، حيث يظهر المجلس الانتقالي بصفته قوة منظمة تمتلك مشروعًا واضحًا ورؤية لبناء الدولة.

الدور الشعبي في دعم القيادة

من اللافت أن حالة الالتفاف الشعبي لم تكن مجرد تعبير عاطفي، بل تجسدت في مبادرات عملية، حيث شهدت محافظات عدة فعاليات جماهيرية، ومسيرات داعمة للقرارات الأخيرة، إضافة إلى بيانات تأييد من منظمات المجتمع المدني.

ويرى ناشطون أن هذه الموجة الشعبية تعكس وعيًا متناميًا بأهمية إشراك الكفاءات في إدارة شؤون الجنوب، بعيدًا عن المحاصصة أو الولاءات الضيقة، وهو ما يمنح القيادة قوة إضافية للاستمرار في نهج الإصلاح.

تحديات المرحلة المقبلة

رغم الزخم الكبير الذي رافق هذه القرارات، إلا أن التحديات لا تزال قائمة. فتمكين الكفاءات يتطلب توفير بيئة مناسبة للعمل، وتطوير البنية التحتية، وتحييد النفوذ السلبي لبعض القوى التي قد تحاول عرقلة مسار الإصلاح.

غير أن التفاف الشارع الجنوبي حول الرئيس الزُبيدي يمنحه دعمًا استثنائيًا لمواجهة هذه التحديات، خاصة مع وجود دعم إقليمي متزايد للجنوب واستقراره.

الإعلام ودوره في إبراز القرارات

لعبت وسائل الإعلام المحلية والإقليمية دورًا مهمًا في تسليط الضوء على القرارات الأخيرة للرئيس الزُبيدي، حيث أبرزت أهميتها في تحقيق الاستقرار وتعزيز المشاركة الشعبية. كما ساهم الإعلام الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي في نقل الصورة الحقيقية لحالة الاصطفاف الشعبي، ما جعل القضية الجنوبية تتصدر المشهد الإعلامي خلال الأيام الماضية.

يمكن القول إن قرارات عيدروس الزُبيدي الأخيرة بتمكين الكفاءات الجنوبية تمثل نقطة تحول استراتيجية في مسار الجنوب. فهي لم تقتصر على إعادة هيكلة مؤسسات الدولة فحسب، بل أعادت الثقة للشعب الجنوبي بأن هناك قيادة حريصة على بناء المستقبل بمشاركة جميع الطاقات.

إن الالتفاف الشعبي العارم الذي رافق هذه القرارات يؤكد أن الشارع الجنوبي يقف صفًا واحدًا خلف قيادته، مدركًا أن تمكين الكفاءات هو الضمانة الحقيقية لتحقيق الاستقرار والتنمية وبناء الدولة الجنوبية المنشودة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1