المليشيات الحوثية وحزب الإصلاح: وجهان لعملة واحدة ضد الجنوب

المليشيات الحوثية
المليشيات الحوثية وحزب الإصلاح

في خضم مشهد سياسي وأمني معقد، يبرز بوضوح أن المليشيات الحوثية وحزب الإصلاح الإخواني يمثلان وجهين لعملة واحدة فيما يتعلق بجنوب اليمن.

كلا الفصيلين يتبنيان مشروعًا معاديًا للجنوب، ويعاملانه كساحة مفتوحة لفرض النفوذ وإعادة إنتاج الهيمنة، بعيدًا عن أي اعتبار لمصالح المواطنين أو استقرارهم.

يتبع الحوثيون والإخوان نفس الأساليب القائمة على الإرهاب والقمع ومصادرة الحقوق، مستغلين الدين والشعارات السياسية لخدمة أجنداتهم الخاصة، ما جعل الجنوب يعاني من ضغوط متشابكة على كافة المستويات.

الممارسات المدمرة للحوثيين والإخوان في الجنوب

لقد دفع الجنوب ثمنًا باهظًا نتيجة هذه السياسات، فالحوثيون مارسوا حربًا مفتوحة على المدن الجنوبية، بينما سعى الإخوان لفرض سيطرة أمنية واقتصادية مدمرة، شملت نهب الموارد وتمويل الجماعات الإرهابية، ما أدى إلى مضاعفة معاناة المواطنين وتراجع الخدمات الأساسية.

أدت هذه الممارسات إلى خلق بيئة خانقة، حيث تعطلت الخدمات الأساسية وتعرض السكان للتجويع والتهميش، في محاولة لإخضاعهم وكسر إرادتهم الوطنية.

التلاقي بين الحوثيين والإخوان

التعاون بين الحوثيين والإخوان لم يعد مجرد فرضيات، بل أصبح واقعًا ملموسًا على الأرض. يظهر ذلك في التسهيلات المتبادلة، وتقاطع المصالح في محاربة تطلعات الجنوبيين، مما يجعل كلا الفصيلين عدوًا رئيسيًا للمشروع الجنوبي وحق شعبه في استعادة دولته كاملة السيادة.

تُشير الشواهد الميدانية إلى أن الحوثيين والإخوان يعملون بتناغم في كثير من المجالات، من بينها السيطرة على الموانئ والمناطق الحيوية، وتهريب الموارد واستغلالها لتقوية شبكاتهم العسكرية والأمنية.

أهمية تحرير الجنوب من نفوذ الفصيلين

تصبح الحاجة إلى الخلاص من نفوذ الحوثيين والإخوان ضرورة وجودية، وليست مجرد خيار سياسي. حماية الجنوب من مؤامراتهم، وتفكيك شبكاتهم العسكرية والأمنية والاقتصادية، تمثل الضمانة الوحيدة لإعادة توجيه مستقبل المنطقة نحو الاستقرار والتنمية.

استمرار نفوذ الحوثيين والإخوان يعني بقاء دوامة الفوضى والعنف قائمة، فيما يفتح اجتثاثهم الباب أمام استكمال مسار استعادة الدولة الجنوبية وبناء مؤسسات قوية وفعالة لحماية المواطنين وتحقيق تطلعاتهم الوطنية.

المعادلة واضحة: لا استقرار مع بقاء المليشيات

المعادلة واضحة بشكل جلي: لا استقرار مع بقاء الحوثيين والإخوان، ولا مستقبل آمن إلا بتحرير الجنوب من قبضتهما. أي محاولة للتسوية أو التعايش مع نفوذ هذه الفصيلين ستؤدي إلى استمرار الأزمات الاقتصادية والأمنية والسياسية، وتزيد معاناة السكان.

من هذا المنطلق، يجب أن تكون حماية الجنوب وتحريره من السيطرة المزدوجة قاعدة أساسية لأي جهد وطني أو إقليمي يسعى لإنهاء معاناة المواطنين وتمكينهم من استعادة دولتهم.

الجنوب كمشروع وطني مستقبلي

تحرير الجنوب من النفوذ الحوثي والإخوان لا يقتصر على الجوانب الأمنية والسياسية فحسب، بل يمثل مدخلًا لإنعاش الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة. بوجود سلطة جنوبية مستقرة وفاعلة، يمكن إعادة بناء المؤسسات، وتأهيل القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والخدمات الأساسية، مما يعزز الاستقرار ويحقق تطلعات المواطنين.

كما أن الجنوب يمتلك موارد استراتيجية وثروات طبيعية يمكن استثمارها بشكل فعّال إذا تم تحريره من الفساد والنفوذ المعرقل، ليصبح شريكًا حيويًا في الأمن الإقليمي والتنمية الوطنية.

الدور الإقليمي والدولي في دعم الجنوب

أي جهد دولي أو إقليمي لدعم الجنوب يجب أن يركز على اجتثاث نفوذ الحوثيين والإخوان، باعتبارهما العقبة الرئيسة أمام الاستقرار والتنمية. ويجب أن يشمل هذا الدعم الجوانب الاقتصادية والسياسية والأمنية، لضمان بناء مؤسسات قوية وشفافة قادرة على حماية المواطن وتعزيز التنمية.

تقديم الدعم للجنوب يعني أيضًا تعزيز الأمن في المنطقة، وتأمين خطوط الملاحة الدولية، ومحاربة الإرهاب، وضمان عدم تحويل الموارد الحيوية إلى أدوات للتمويل غير المشروع للمليشيات.

بوصلة المرحلة المقبلة

الحقيقة واضحة: حماية الجنوب واستعادة دولته هي البوصلة الحقيقية للمرحلة المقبلة. أي جهد سياسي أو وطني أو إقليمي يجب أن يرتكز على تحرير الأرض من الحوثيين والإخوان، وبناء دولة جنوبية مستقرة وقادرة على تحقيق تطلعات المواطنين.

إن تحقيق هذا الهدف يمثل الضمانة الوحيدة للسلام والاستقرار في المنطقة، ويتيح للجنوب فرصة للنهوض كمشروع وطني قوي، قادر على مواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق التنمية المستدامة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1