من الشاشة إلى البرلمان.. أبرز محطات الإعلامية فريدة الزمر
فريدة يحيي سعيد الزمر واحدة من أبرز الإعلاميات المصريات اللاتي تركن بصمة واضحة في الإعلام المصري خلال العقود الماضية.
ووفق ويكيبيديا تنتمي إلى عائلة شهيرة وهي عائلة الزمر، التي ارتبط اسمها بكثير من الأحداث السياسية في مصر، ومن بينهم عبود الزمر وطارق الزمر اللذان تورطا في قضية اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات عام 1981.
ورغم هذا الارتباط العائلي، استطاعت فريدة الزمر أن تبني لنفسها مسيرة إعلامية قوية، جعلتها تحظى باحترام الكثيرين، سواء من الجمهور أو زملائها في الوسط الإعلامي.
البداية والمسيرة الإعلامية
بدأت فريدة الزمر مشوارها الإعلامي من خلال التليفزيون المصري، حيث قدمت العديد من البرامج المتميزة التي جذبت المشاهدين.
عُرفت بشخصيتها القوية وأسلوبها الجاد، وهو ما جعلها من الوجوه البارزة على الشاشة.
لم تكن مجرد مذيعة أخبار أو مقدمة برامج، بل مثلت نموذجًا للإعلامية القادرة على الجمع بين الحضور الإعلامي والثقافة الواسعة، وهو ما أكسبها شهرة ومصداقية كبيرة لدى المشاهد المصري.
تجربة فريدة الزمر في الانتخابات البرلمانية
في عام 2010، خاضت فريدة الزمر انتخابات مجلس الشعب المصري ممثلة عن الحزب الوطني الديمقراطي. دخولها إلى معترك السياسة جاء كخطوة جديدة في مسيرتها العامة، إذ رأت أن وجودها في البرلمان يمكن أن يكون امتدادًا لدورها الإعلامي في خدمة المجتمع.
إلا أن هذه التجربة لم تخلُ من الصراعات، فقد واجهت منافسة قوية داخل دائرتها، خاصة مع قريبتها مؤمنة وسوسن، وهو ما دفعها لتغيير صفتها الانتخابية لتجنب الصراع المباشر. وبرغم محاولاتها، فإن الانتخابات لم تسفر عن فوزها بالمقعد البرلماني، لكنها كشفت جانبًا آخر من شخصيتها التي لا تخشى مواجهة التحديات.
الصراعات العائلية والسياسية
ترشح فريدة الزمر لانتخابات البرلمان لم يكن حدثًا عاديًا، بل ارتبط بصراعات عائلية داخل دائرة 6 أكتوبر، حيث تنافست مع زوجة عبود الزمر، المتهم في قضية اغتيال السادات. الإعلام وقتها وصف الأمر بـ "صراع الهوانم"، في إشارة إلى التنافس العائلي الذي أضاف بعدًا سياسيًا معقدًا للانتخابات.
هذه الصراعات أثارت الجدل ولفتت الأنظار نحوها، إذ كانت فريدة الزمر تحاول التمسك بمكانتها السياسية والاجتماعية رغم العراقيل التي واجهتها.
ابنتها هند رشاد: امتداد للمسيرة الإعلامية
من الملامح اللافتة في حياة فريدة الزمر أن ابنتها هند رشاد سارت على خطاها في عالم الإعلام. تعمل هند مذيعة في التليفزيون المصري أيضًا، وقد عبرت في أكثر من مناسبة عن رغبتها في تقديم برنامج سياسي جاد يعكس تطلعاتها ورغبتها في السير على نهج والدتها.
وجود هند رشاد في الوسط الإعلامي يعكس التأثير الكبير لفريدة الزمر على أبنائها، ليس فقط كإعلامية بارزة، بل كقدوة ملهمة في حياتهم المهنية.
تأثير فريدة الزمر على الإعلام المصري
لا يمكن إنكار أن فريدة الزمر ساهمت في تشكيل صورة المذيعة المصرية خلال فترة عملها بالتليفزيون المصري. فقد جمعت بين الحضور القوي والقدرة على التواصل مع الجمهور، بجانب محاولاتها في المشاركة بالحياة السياسية.
كما أن ظهورها الإعلامي، المرتبط دومًا بالجدية والالتزام، جعلها تختلف عن غيرها من المذيعات اللواتي اتجهن إلى برامج الترفيه أو البرامج الاجتماعية الخفيفة.
فريدة الزمر بين الإعلام والسياسة
قدمت فريدة الزمر نموذجًا للمرأة المصرية التي تجمع بين العمل الإعلامي والسياسي. فهي لم تكتفِ بتقديم البرامج ونقل الأخبار، بل حاولت أن تكون جزءًا من صناعة القرار السياسي عبر خوض الانتخابات. ورغم أنها لم تنجح في الحصول على مقعد برلماني، إلا أن هذه الخطوة وضعتها في دائرة الضوء وأكدت على شجاعتها.
مكانة فريدة الزمر الاجتماعية
على المستوى الاجتماعي، تظل فريدة الزمر شخصية مثيرة للجدل، بحكم انتمائها لعائلة ارتبطت بأحداث سياسية كبيرة في تاريخ مصر. لكنها في الوقت نفسه قدمت صورة مختلفة للمرأة المصرية العاملة، التي تواجه التحديات وتسعى لإثبات ذاتها في مجالات متنوعة.
تُعد فريدة الزمر واحدة من أبرز الأسماء في الإعلام المصري، ليس فقط بسبب انتمائها لعائلة سياسية مثيرة للجدل، ولكن أيضًا نتيجة نجاحها في بناء مسيرة إعلامية مستقلة وذات تأثير. تجربتها في الانتخابات البرلمانية 2010، وصراعاتها العائلية، ومسيرتها الإعلامية الطويلة، كلها محطات صنعت منها شخصية عامة لها حضور قوي.
كما أن استمرار ابنتها هند رشاد في العمل الإعلامي يؤكد أن إرث فريدة الزمر لا يزال ممتدًا في الساحة الإعلامية المصرية. وبين الإعلام والسياسة، تبقى فريدة الزمر رمزًا للمرأة التي حاولت أن تفرض نفسها في مجتمع مليء بالتحديات.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
