منحة إماراتية للطلاب الجنوبيين.. رسالة استراتيجية بقيادة الزُبيدي
لم يكن مشهد وداع اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، لمائة طالب جنوبي متوجهين إلى أبوظبي ضمن منحة دراسية إماراتية، مجرد إجراء بروتوكولي عابر بل حمل هذا المشهد دلالات سياسية واستراتيجية أربكت حسابات القوى الشمالية، التي ما تزال تراهن على إضعاف الجنوب وإغراقه في أزمات وصراعات لا تنتهي.
رسالة تتجاوز البروتوكول
الزُبيدي وهو يودع هؤلاء الطلاب في مطار عدن الدولي، لم يكن فقط يحتفي بإنجاز تعليمي، بل يبعث برسالة مفادها أن الجنوب ماضٍ نحو بناء الإنسان باعتباره الركيزة الأساسية لمشروع الدولة القادمة.
وفي الوقت الذي تنشغل فيه مليشيات الحوثي بمشروع طائفي مغلق، ويغرق حزب الإخوان اليمني في فساد وصراعات نفوذ، يثبت الجنوب بقيادته أنه يسلك طريقًا مختلفًا، عنوانه التعليم والمعرفة.
المنحة الإماراتية.. تحوّل في معادلة الصراع
ابتعاث مائة طالب جنوبي إلى جامعات عالمية بفضل دعم الإمارات ليس مجرد خطوة تعليمية، بل هو تحول جوهري في طبيعة الصراع.
فالجنوب لم يعد مجرد ساحة معارك عسكرية كما يريد خصومه، بل أصبح ورشة إعداد لعقول شابة ستعود محملة بالعلم لتقود المؤسسات الحكومية، وتضع اللبنات الأولى لدولة جنوبية حديثة.
هذا التحوّل يؤكد أن القوة الناعمة المتمثلة في التعليم والمعرفة لا تقل أهمية عن القوة الصلبة العسكرية، بل تتفوق عليها على المدى البعيد.
فشل الشمال في مقابل نجاح الجنوب
في الوقت الذي تفشل فيه قوى الاحتلال اليمني في توفير أبسط مقومات التعليم لأبنائها، يرسل الجنوب خيرة طلابه إلى الخارج ليتلقوا تعليمًا نوعيًا.
هذا الفارق الكبير بين من يعيش على إدارة الأزمات وإطالة أمد الحرب، وبين من يخطط لبناء مستقبل حقيقي لشعبه، يعكس طبيعة المشروعين: مشروع موت وصراعات عبثية في الشمال، مقابل مشروع حياة وتنمية في الجنوب.
العلم سلاح استراتيجي
يدرك الرئيس الزُبيدي أن المعركة مع قوى الاحتلال اليمني لا تُخاض بالسلاح وحده. فالجيش بحاجة إلى خبراء وتقنيين، والدولة بحاجة إلى أطباء، مهندسين، اقتصاديين، وعلماء.
من هنا، فإن المنحة الإماراتية ليست مجرد دعم تعليمي، بل هي جزء من استراتيجية الأمن القومي الجنوبي، حيث يشكل العلم السلاح الأهم لبناء الدولة وحماية الإنجازات.
الإمارات.. شريك أزلي للجنوب
أثبتت أبوظبي أنها ليست مجرد داعم عسكري للجنوب في معاركه المصيرية، بل شريك طويل الأمد يضع ثقله في بناء مؤسسات الدولة الجنوبية القادمة.
وفي المقابل، يقدم الجنوب بقيادة الزُبيدي نموذجًا للحليف الجاد، القادر على تحويل الدعم إلى إنجازات ملموسة. وهذا ما يميز التحالف الجنوبي-الإماراتي عن تحالفات هشة أخرى قائمة على المصالح الضيقة.
الحوثيون والإخوان.. مشاريع عبثية
بينما يتفاخر الحوثيون بصواريخ إيرانية ودين طائفي مغلق، ويستميت حزب الإخوان اليمني في التشبث بسلطة وهمية على حساب دماء الأبرياء، يفاخر الجنوب بأبنائه المبتعثين.
فهؤلاء الطلاب يمثلون القوة الناعمة للجنوب، قوة قادرة على هزيمة الخصوم بالعلم والمعرفة، وليس بالسلاح فقط.
وهنا تتجلى الفوارق: مشروع ظلامي في الشمال، مقابل مشروع حضاري في الجنوب.
التعليم.. استثمار في المستقبل
من خلال هذه المنح، تتحول قضية التعليم إلى استثمار استراتيجي يهدف إلى صناعة جيل جديد يقود الجنوب نحو التمكين والاستقلال.
فكل طالب من هؤلاء المبتعثين هو مشروع قائد في مجال تخصصه، سواء كان طبيبًا يعالج المرضى، أو مهندسًا يبني المؤسسات، أو اقتصاديًا يضع سياسات التنمية.
هذا الاستثمار في الإنسان هو ما يفتقده الشمال الغارق في صراعاته الداخلية، بينما يتقدم الجنوب بخطوات واثقة نحو المستقبل.
الزُبيدي ورؤية بناء الدولة
الرئيس عيدروس الزُبيدي يدرك أن مشروع الدولة لا يُبنى على العواطف أو الشعارات، بل على برامج عملية تبدأ ببناء الإنسان.
ولهذا، يضع التعليم كجزء محوري من عقيدته الوطنية ورؤيته السياسية. فهو يرى أن أي مشروع سياسي أو اقتصادي، بلا قاعدة معرفية متينة، سيظل هشًا ومهددًا بالانهيار.
منحة بأبعاد سياسية وتنموية
لا يمكن فصل البعد السياسي عن المنحة الإماراتية. فهي تحمل رسالة واضحة بأن الجنوب ليس كيانًا هامشيًا، بل مشروع دولة قادمة تُبنى بوعي وإرادة.
كما تعكس أن التحالف بين الإمارات والجنوب يتجاوز المصالح الآنية، ليصبح تحالفًا استراتيجيًا يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
نحو جنوب جديد
بهذه الخطوات، يضع الجنوب أقدامه بثبات على طريق بناء دولة حديثة قادرة على مواجهة التحديات.
فالتعليم أصبح العمود الفقري لمشروع الاستقلال والتنمية، والدعم الإماراتي يمثل القوة الدافعة لهذا المشروع.
وبينما يعيش الشمال على وقع الأزمات المتكررة، يتقدم الجنوب نحو مستقبل آمن ومستقر تقوده عقول شبابه المبتعثين.
المنحة الإماراتية لمائة طالب جنوبي تمثل أكثر من مجرد فرصة تعليمية؛ إنها معركة استراتيجية مختلفة يخوضها الجنوب بسلاح العلم والمعرفة.
وبقيادة اللواء عيدروس الزُبيدي، وبدعم شريك استراتيجي كالإمارات، يواصل الجنوب طريقه نحو بناء دولته القادمة، دولة قائمة على التعليم، التنمية، والشراكة الحقيقية.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
