المنح الإماراتية.. رهان استراتيجي على بناء الإنسان الجنوبي بقيادة الزُبيدي
في خطوة تعكس التوجه الإستراتيجي نحو بناء الإنسان الجنوبي كأولوية وطنية، ودّع الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الخميس في مطار عدن الدولي، مائة طالب وطالبة من مختلف محافظات الجنوب، أثناء مغادرتهم إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، ضمن منحة دراسية مقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة.
هذه المبادرة النوعية تعكس عمق العلاقة الإماراتية الجنوبية، وتجسد رؤية القيادة الجنوبية التي تعتبر أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من العقول المتعلمة، لا من الموارد المادية فقط.
منحة دراسية إماراتية تحمل آفاقًا واسعة
تشمل المنحة مجموعة من التخصصات العلمية الحيوية التي يحتاجها الجنوب في المرحلة المقبلة، مثل الطب والهندسة والتقنية والعلوم الإنسانية.
وتهدف إلى فتح آفاق جديدة أمام الطلاب المتميزين من مختلف المحافظات الجنوبية، بما يعزز قدراتهم على الإسهام الفاعل في بناء مجتمع حديث قائم على المعرفة.
المنحة ليست مجرد تمويل أكاديمي، بل خطوة عملية نحو تأهيل جيل جديد من الكفاءات القادرة على قيادة التنمية وبناء مؤسسات الدولة الجنوبية المنشودة.
الزُبيدي: أنتم سفراء الجنوب
خلال توديعه للطلاب، ألقى اللواء عيدروس الزُبيدي كلمة أبوية مليئة بالرسائل الوطنية، دعاهم فيها إلى الجد والاجتهاد، مؤكدًا أنهم سيكونون "خير سفراء للجنوب" في الخارج.
وشدد على أن العودة بالعلم والمعرفة لخدمة الأوطان هي المهمة الأساسية، موجّهًا شكره العميق لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي وصفه بأنه داعم أساسي لمشروع بناء الإنسان الجنوبي.
التعليم.. ركيزة المشروع الوطني
تؤكد هذه الخطوة أن التعليم يحتل مكانة مركزية في أجندة القيادة الجنوبية، وليس بندًا ثانويًا. فالزُبيدي يدرك أن بناء الدولة الحديثة يبدأ من بناء الإنسان، وأن النهوض بالمجتمعات لا يتحقق إلا من خلال قاعدة معرفية صلبة.
ابتعاث هؤلاء الطلاب من أوائل ومتفوقي محافظات الجنوب يمثل بداية مسار علمي وتنموي واعد، يهدف إلى تأسيس نخبة علمية قادرة على وضع الجنوب على خارطة التنمية الإقليمية والدولية.
دعم إماراتي مستدام
ليست هذه هي المرة الأولى التي تقف فيها الإمارات إلى جانب الجنوب، لكنها هذه المرة تنتقل بالدعم إلى مستوى أكثر عمقًا. فمن مرحلة الإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار، تنتقل الإمارات اليوم إلى مرحلة الاستثمار في التعليم والتنمية البشرية، باعتبار أن الإنسان هو الثروة الحقيقية لأي وطن.
هذا الدعم المستدام يشمل أيضًا مشاريع البنية التحتية والصحة والأمن، ما يؤكد أن الإمارات شريك إستراتيجي دائم، وليس داعمًا مؤقتًا.
صناعة قادة المستقبل
كل طالب ضمن هذه المنحة يُعد مشروع قائد في مجاله، سواء في الطب أو التكنولوجيا أو العلوم الإنسانية. هؤلاء الشباب هم نواة نهضة علمية وتنموية شاملة ستسهم في إخراج الجنوب من دائرة المعاناة إلى دائرة الإنتاج والتمكين.
وهو ما يتسق مع رؤية القيادة الجنوبية التي تؤمن بأن الاستثمار في التعليم النوعي هو الطريق الأسرع لتحقيق النهضة.
العلاقات الإماراتية الجنوبية.. شراكة استراتيجية
لا تأتي هذه المنحة من فراغ، بل هي امتداد لعلاقات متينة بين الجنوب والإمارات، بدأت بالشراكة العسكرية والأمنية، وتطورت إلى تعاون سياسي وإنساني وتنموي.
اليوم، تؤكد هذه الخطوة أن العلاقة بين الطرفين مبنية على الثقة والالتزام المتبادل، وأن الإمارات ترى في الجنوب حليفًا إستراتيجيًا طويل الأمد.
الزُبيدي يراهن على العقول
من خلال إشرافه المباشر على هذه المبادرة، يثبت الرئيس الزُبيدي أن رهانه الحقيقي هو على العقول المتعلمة، لا على الموارد وحدها.
فهو يدرك أن أي مشروع اقتصادي أو سياسي بلا تعليم متين سيبقى هشًا وعرضة للانهيار. ومن هنا، يأتي اهتمامه الكبير بالتعليم كجزء أساسي من برنامجه السياسي لبناء دولة جنوبية عصرية.
التعليم بوابة المستقبل
في عالم يقوده العلم والتقنية، لم يعد التحرر السياسي كافيًا، بل أصبح التحرر المعرفي شرطًا أساسيًا.
تفتح هذه المنح الباب أمام الطلاب الجنوبيين للالتحاق بمسارات أكاديمية متقدمة تمنحهم الأدوات اللازمة لصناعة الفارق.
الإمارات هنا لا تدعم التعليم العالي فقط، بل تسهم في تشكيل جيل جديد من المفكرين والقادة القادرين على مواكبة العصر وبناء دولة مؤسسات قوية.
التنمية تبدأ من الإنسان
هذه المبادرة ليست مجرد دعم تعليمي، بل ركيزة لتحول تنموي واسع، يقوم على العقول المؤهلة باعتبارها القوة المحركة لأي نهضة.
فالجنوب الذي عانى من التهميش والإقصاء لعقود، يحتاج اليوم إلى مشاريع استراتيجية كهذه تضمن الاستقرار والتنمية المستدامة.
نحو دولة جنوبية حديثة
بهذه الخطوات، يقترب الجنوب أكثر من تحقيق حلم الدولة. فالمشاريع الكبرى لا تبنى بالشعارات، بل من خلال خطط عملية تبدأ ببناء الإنسان.
القيادة الجنوبية تراهن على هذا الجيل ليكون طليعة التغيير وحملة مشعل البناء، والإمارات تؤكد دعمها الكامل لهذا المسار.
شراكات تصنع التمكين
المنح الدراسية الإماراتية تعكس تحوّل الجنوب من البحث عن مساعدات مؤقتة إلى بناء شراكات حقيقية تصنع التمكين.
ومع دعم الإمارات ورؤية القيادة الجنوبية، يبدو المستقبل أقرب من أي وقت مضى، قائمًا على التعليم والمعرفة والتنمية المستدامة.
إن ابتعاث 100 طالب جنوبي إلى الإمارات يمثل خطوة إستراتيجية تحمل أبعادًا عميقة، فهي استثمار في ثروة الجنوب الحقيقية: الإنسان.
وبقيادة اللواء عيدروس الزُبيدي، وبدعم دولة الإمارات، يضع الجنوب أقدامه بثبات على طريق بناء الدولة الحديثة القائمة على المعرفة والتمكين.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
