الاستثمار في الشباب والنهضة التعليمية: دور عيدروس الزُبيدي والمنح الإماراتية
في ظل التحديات التي يواجهها الجنوب على الأصعدة التعليمية والاجتماعية، تبرز أهمية الاستثمار في العقول الشابة كخيار استراتيجي لبناء مستقبل واعد.
ومن هذا المنطلق، لعب اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، دورًا محوريًا في متابعة ورعاية ملف المنح التعليمية للطلاب، مؤكدًا أن الاستثمار في الشباب ليس رفاهية، بل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة والنهوض بالمجتمع.
الرؤية الاستراتيجية للواء عيدروس الزُبيدي
لم يقتصر اهتمام اللواء الزُبيدي على الجانب الإداري أو التنسيقي للمنح الدراسية، بل تجاوز ذلك إلى وضع رؤية شاملة تربط بين التعليم والتنمية المستدامة. ففي تصور القيادة الجنوبية، يعتبر تمكين الشباب علميًا ومعرفيًا هو الوسيلة الأنجع لتكوين كوادر قادرة على قيادة المؤسسات المستقبلية، وصناعة القرار، والمساهمة الفعالة في تنمية الجنوب اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا.
المنح الدراسية: بوابة نحو المستقبل
تُعد المنح التعليمية المقدمة للطلاب الجنوبيين من دولة الإمارات العربية المتحدة خطوة استراتيجية مهمة، إذ تمنح هؤلاء الشباب فرصة استكمال دراساتهم الجامعية في أرقى الجامعات والمراكز الأكاديمية المرموقة. وتقدم هذه المنح أكثر من مجرد دعم مالي، فهي فرصة لإكساب الطلاب خبرات علمية وعملية تؤهلهم للانخراط في مجالات متنوعة تشمل الهندسة، الطب، العلوم الإدارية، والاقتصاد، والتقنية، بما يخدم احتياجات الجنوب المستقبلية.
الإمارات شريك رئيسي في التنمية
لا يمكن تجاهل الدور الكبير الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم التعليم في الجنوب. فقد قدمت الإمارات الدعم من خلال برامج المنح الدراسية، وتأهيل المؤسسات التعليمية، وتوفير المستلزمات التعليمية الضرورية. ويعكس هذا التعاون عمق العلاقات الأخوية بين الشعوب، كما يظهر التزام الإمارات بدعم التنمية البشرية في الجنوب، ليس فقط من خلال التعليم، بل عبر مشاريع تنموية شاملة تعزز من فرص الشباب وتفتح أمامهم آفاق المستقبل.
قصص الطلاب: أمل وطموح بلا حدود
ما يميز هذا الملف التعليمي هو تجسيد قصة كل طالب مبتعث، حيث يحمل كل منهم طموحًا كبيرًا وإصرارًا على التميز. فقد اختار بعض الطلاب دراسة الطب ليكونوا جزءًا من منظومة صحية متطورة، بينما اتجه آخرون إلى الهندسة والتكنولوجيا، وإدارة الأعمال، بما يلبي حاجات الجنوب المستقبلية. هذه القصص تُظهر أن المنح الدراسية ليست مجرد دعم فردي، بل رسالة وطنية تعكس رؤية القيادة الجنوبية في تمكين الشباب وصناعة جيل قادر على مواجهة تحديات العصر.
أهمية التعليم في التنمية المستدامة
يؤكد اللواء الزُبيدي أن أي مشروع سياسي أو اقتصادي لن يحقق النجاح دون قاعدة تعليمية متينة. فالطلاب المتعلمون والمثقفون هم الدعامة الأساسية لمجتمع واعٍ قادر على مواجهة التحديات المختلفة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية. إن بناء الإنسان قبل بناء الدولة هو المبدأ الذي يستند إليه المجلس الانتقالي الجنوبي، ويجعل من التعليم أداة لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز قيم الانتماء والولاء الوطني.
الأرقام تكشف النجاح
بلغ عدد الطلاب في الدفعة الأولى للمنح الدراسية مئة طالب، موزعين على مختلف المحافظات والتخصصات. وهذا العدد ليس مجرد رقم، بل يمثل خطوة عملية نحو خلق جيل من القادة والمتخصصين، قادر على المساهمة الفعلية في نهضة الجنوب وبناء مؤسسات قوية ومستقرة. ويُظهر هذا الإقبال الكبير على المنح الدراسية مدى نجاح المبادرة وأهميتها في تحقيق أهداف التنمية التعليمية والاجتماعية.
الاستثمار في الإنسان: خطوة بعيدة المدى
الاستثمار في الشباب من خلال التعليم يعد أحد أهم أشكال الاستثمار الاستراتيجي، لأنه لا يقتصر على المنفعة الفردية للطالب فقط، بل يمتد ليشمل المجتمع ككل. فالطالب المبتعث يكتسب المعرفة والمهارات التي تؤهله للعودة إلى وطنه ليساهم في تطوير مؤسسات الدولة، وخلق فرص عمل، وتعزيز الابتكار، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي. بهذا المعنى، فإن المنح التعليمية تمثل ركيزة أساسية في بناء مجتمع متعلم وقادر على المنافسة على المستويين الإقليمي والدولي.
التعليم رسالة وإنسانية
المنح الدراسية للطلاب الجنوبيين تحمل رسالة واضحة: أن التعليم هو أداة أساسية للنهوض بالمجتمع وبناء مستقبل مشرق. كما أنها تعكس بعدًا إنسانيًا مهمًا، حيث تُظهر اهتمام القيادة الجنوبية برعاية الشباب والحرص على توفير فرص متكافئة لجميع أبناء الجنوب، دون تمييز، مع تعزيز قيم العدالة والمساواة. هذه المبادرة تؤكد أن التنمية تبدأ من الاستثمار في العقول قبل الموارد، وأن الشباب هم مفتاح الغد الأفضل.
آفاق مستقبلية
مع استمرار متابعة القيادة الجنوبية لهذا الملف، من المتوقع أن تتوسع مبادرات التعليم والدعم الأكاديمي لتشمل عددًا أكبر من الطلاب والتخصصات. كما يُتوقع أن تلعب هذه المبادرات دورًا مهمًا في تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية، ما يفتح أبوابًا جديدة للابتكار والمعرفة. إن دعم الطلاب الجنوبيين وإتاحة الفرص لهم يمثل استثمارًا طويل الأمد يعود بالنفع على المجتمع بأكمله، ويضع الجنوب على مسار التقدم والازدهار.
إن متابعة اللواء عيدروس الزُبيدي لملف المنح الدراسية، بالتعاون مع دولة الإمارات، تجسد رؤية استراتيجية واضحة تهدف إلى تمكين الشباب وصناعة قادة المستقبل. فالتعليم ليس مجرد وسيلة للمعرفة، بل هو أداة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الاستقرار المجتمعي، وبناء مجتمع واعٍ قادر على مواجهة التحديات. ومن خلال هذه المبادرة، يُظهر الجنوب التزامه الكامل برعاية أبنائه، وضمان حصولهم على أفضل الفرص العلمية، ليكونوا ركيزة أساسية في بناء مستقبل مشرق، يعكس آمال وطموحات كل جيل جديد.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
