المنح الدراسية الإماراتية.. 100 طالب جنوبي يبدؤون رحلة المستقبل
في خطوة تاريخية تعكس عمق العلاقات الأخوية والدعم التنموي المستمر، غادرت الدفعة الأولى من الطلاب الجنوبيين المبتعثين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وعددهم 100 طالب وطالبة من مختلف محافظات الجنوب، لمواصلة تعليمهم الجامعي ضمن المنح الدراسية المقدمة من الإمارات.
هذه المبادرة لم تكن مجرد حدث عابر، بل استثمار استراتيجي في الإنسان الجنوبي، يهدف إلى بناء جيل جديد من الكفاءات المتخصصة والقادة المستقبليين، بما يساهم في نهضة الجنوب وتقدمه.
تفاصيل الدفعة الأولى.. 100 طالب من مختلف المحافظات
بلغ عدد الطلاب في الدفعة الأولى 100 طالب وطالبة، تم اختيارهم وفق معايير التفوق الأكاديمي والقدرات العلمية.
وقد تم توزيعهم على محافظات الجنوب على النحو التالي:
عدن: 30 طالبًا وطالبة.
حضرموت: 25 طالبًا.
لحج: 15 طالبًا.
أبين: 10 طلاب.
شبوة: 10 طلاب.
المهرة: 5 طلاب.
سقطرى: 5 طلاب.
هذا التوزيع يؤكد على العدالة في الاستفادة من المنح التعليمية، بحيث تشمل جميع محافظات الجنوب دون استثناء، وتتيح الفرصة أمام الطلاب المتفوقين من مختلف المناطق.
التخصصات الأكاديمية.. تنوع يلبي احتياجات الجنوب
توزع الطلاب المبتعثون على تخصصات جامعية متنوعة، تم اختيارها لتلبية احتياجات الجنوب في مختلف القطاعات الحيوية:
الطب البشري: 20 طالبًا.
الهندسة بفروعها (مدنية – كهربائية – ميكانيكية – معمارية): 30 طالبًا.
تقنية المعلومات وهندسة الحاسوب: 15 طالبًا.
العلوم التربوية وإدارة التعليم: 10 طلاب.
إدارة الأعمال والاقتصاد: 10 طلاب.
القانون والعلاقات الدولية: 5 طلاب.
الزراعة والبيئة والعلوم البحرية: 10 طلاب.
هذا التنوع يعكس رؤية استراتيجية واضحة، تقوم على إعداد كوادر مؤهلة في جميع المجالات، بما يضمن تلبية احتياجات الجنوب المستقبلية في الصحة والبنية التحتية والتعليم والاقتصاد.
الإمارات.. شريك أساسي في التنمية التعليمية
تأتي هذه المبادرة في إطار المساعدات التنموية الشاملة التي تقدمها دولة الإمارات للجنوب، والتي لم تقتصر على البنية التحتية أو الإغاثة الإنسانية، بل امتدت إلى بناء الإنسان باعتباره حجر الأساس لأي نهضة.
وقد حرصت الإمارات على توفير كل ما يلزم لإنجاح هذا البرنامج، بدءًا من اختيار الجامعات المناسبة، مرورًا بتوفير السكن والرعاية للطلاب، وصولًا إلى متابعة مسيرتهم الأكاديمية لضمان تحقيق أقصى استفادة.
عيدروس الزُبيدي.. رهان على التعليم والشباب
إلى جانب الدور الإماراتي، برزت رؤية اللواء عيدروس الزُبيدي، الذي جعل التعليم ضمن أولويات أجندته الوطنية.
وقد أكد الزُبيدي في أكثر من مناسبة أن الاستثمار في الشباب هو استثمار في مستقبل الجنوب، وأن ابتعاث الطلاب المتميزين إلى الخارج يهدف إلى إعداد نخبة مؤهلة تعود لاحقًا لقيادة مسيرة التنمية والبناء.
إن حرص القيادة الجنوبية على متابعة هذا الملف يعكس إيمانها العميق بأن التعليم هو الركيزة الأساسية للاستقرار والازدهار.
التعليم كأداة للتنمية والاستقرار
تكشف الأرقام الخاصة بالدفعة الأولى من الطلاب المبتعثين أن هذه المبادرة لم تكن عشوائية، بل خطوة مدروسة لتحقيق التنمية المستدامة.
فكل طبيب سيعود ليسهم في تطوير القطاع الصحي، وكل مهندس سيشارك في إعادة الإعمار، وكل متخصص في تقنية المعلومات سيواكب الثورة الرقمية، وكل تربوي سيعمل على تحسين التعليم في المدارس.
وبهذا، تصبح المنح التعليمية استثمارًا طويل المدى يعود بالنفع على المجتمع بأكمله.
قصص إنسانية وراء الأرقام
وراء كل رقم من أرقام هذه الدفعة قصة إنسانية ملهمة:
طالب من حضرموت يروي أنه حلم منذ طفولته بأن يصبح طبيبًا بعد أن فقد أحد أقاربه لغياب الرعاية الصحية، واليوم تحقق حلمه بفضل المنحة.
طالبة من عدن تقول إنها تسعى من خلال دراسة إدارة التعليم إلى تحسين واقع المدارس في محافظتها.
طالب من سقطرى أكد أنه يريد من خلال تخصص العلوم البحرية أن يساهم في حماية بيئة الجزيرة وتنمية مواردها الطبيعية.
هذه القصص تكشف أن الأرقام ليست مجرد بيانات، بل قصص أمل وطموح تصنع مستقبل الجنوب.
الإمارات.. نموذج عالمي في دعم التعليم
لم يقتصر دور الإمارات على الجنوب فقط، بل امتد إلى العديد من الدول حول العالم، ما جعلها نموذجًا عالميًا في دعم التعليم والتنمية البشرية.
لكن خصوصية دعمها للجنوب تكمن في الارتباط الأخوي والإنساني، وفي إيمانها العميق بأن بناء الإنسان الجنوبي يعني بناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للمنطقة بأكملها.
مستقبل مشرق ينتظر الجنوب
مع انطلاق الدفعة الأولى من الطلاب المبتعثين، تتجه الأنظار إلى المستقبل بثقة وأمل.
فهؤلاء الطلاب سيعودون بخبرات ومعارف متقدمة تسهم في تطوير القطاعات الحيوية، وتعزيز مكانة الجنوب، وتمكينه من مواجهة التحديات بروح علمية وعملية.
وبذلك، فإن هذه المنح الدراسية تمثل قوة دفع حقيقية لمشروع وطني وتنموي شامل، يقوم على الاستثمار في الشباب باعتبارهم الثروة الحقيقية للوطن.
إن مغادرة 100 طالب من أوائل طلاب الجنوب إلى الإمارات لمواصلة تعليمهم الجامعي ضمن المنح الدراسية المقدمة من دولة الإمارات، خطوة استراتيجية تمثل استثمارًا في المستقبل.
فالأرقام تكشف حجم الجهد المبذول لتوزيع الطلاب بعدالة بين المحافظات، واختيار تخصصات تلبي احتياجات التنمية.
هذا الدعم الإماراتي يؤكد أن التعليم جزء أساسي من مساعداتها التنموية الشاملة، وأن بناء الإنسان هو حجر الزاوية لأي مشروع حضاري.
ومع عودة هؤلاء الطلاب مستقبلًا، سيبدأ فصل جديد من فصول النهضة في الجنوب، يقوم على العلم والمعرفة والابتكار.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
