حذيفة الكحلوت.. ما هو مصير أبو عبيدة ؟.. الوضع الميداني في غزة

حذيفة الكحلوت.. ما
حذيفة الكحلوت.. ما هو مصير أبو عبيدة ؟

أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، مساء الأحد، أن العمليات الإسرائيلية ضد قادة حركة حماس لن تقتصر على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستستهدف كبار القادة حتى خارج الأراضي الفلسطينية. 

جاء ذلك في أعقاب تأكيد  استشهاد أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، في عملية عسكرية نفذها الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) يوم السبت.

العملية العسكرية واستهداف أبو عبيدة

ذكر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أن أبو عبيدة كان أحد كبار قادة حركة حماس الذين تم استهدافهم في قطاع غزة، مؤكدًا أن العمليات ضد قادة الحركة لم تنته بعد. وقال زامير: "معظم قادة حماس المتبقين موجودون في الخارج وسنصل إليهم أيضًا"، في إشارة إلى أن إسرائيل ستلاحق قادة الحركة في أماكن تواجدهم خارج القطاع.

جاءت هذه التصريحات بعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، مقتل أبو عبيدة، الذي اعتاد الظهور ملثمًا في مقاطع فيديو ينشرها الجناح العسكري لحركة حماس، موضحًا أن العملية جاءت ضمن استراتيجية إسرائيلية لتقويض قدرات الحركة العسكرية والإدارية.

العمليات الإسرائيلية السابقة ضد قادة حماس

ليس هذا الاغتيال الأول من نوعه، فقد سبق أن قامت إسرائيل باغتيال قادة لحركة حماس أو أشخاص مرتبطين بها في دول خارج الأراضي الفلسطينية، مثل إيران ولبنان، ضمن جهودها لمنع أي تخطيط لهجمات ضد إسرائيل أو ضد مصالحها الإقليمية. وتعد هذه العمليات جزءًا من سياسة إسرائيلية طويلة الأمد تستهدف زعزعة هيكل القيادة العسكري لحركة حماس ومنعها من إعادة تنظيم صفوفها أو تنفيذ عمليات عسكرية ضد المدنيين الإسرائيليين.

ردود فعل إسرائيلية وسياسية

في بيان رسمي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن القوات الإسرائيلية قامت باستهداف أبو عبيدة في عملية مشتركة بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي "الشاباك"، موضحًا أن العملية كانت دقيقة واستهدفت تقليل المخاطر على المدنيين.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن العملية وقعت يوم السبت، وأنها جزء من سلسلة عمليات مخطط لها لتفكيك الهياكل القيادية لحركة حماس في غزة وخارجها، في محاولة لضمان الأمن القومي الإسرائيلي ومنع أي هجمات مستقبلية على الأراضي الإسرائيلية.

الوضع الميداني في غزة

حتى الآن، لم تصدر حركة حماس أي تصريحات رسمية حول مقتل أبو عبيدة أو العمليات الإسرائيلية المستمرة، مما يعكس حالة من الترقب داخل القطاع. ويأتي هذا الاغتيال في وقت تشهد فيه غزة توترًا متصاعدًا بين القوات الإسرائيلية والفصائل المسلحة، حيث تستعد الحركة للرد على ما اعتبرته "اعتداءً مباشرًا على قياداتها".

وتمثل شخصية أبو عبيدة رمزًا عسكريًا هامًا لحركة حماس، حيث كان يتولى مسؤولية التواصل الإعلامي ونقل الرسائل العسكرية، بالإضافة إلى التخطيط للعمليات العسكرية ضد إسرائيل. وتعتبر وفاته خسارة كبيرة للحركة، ليس فقط على المستوى العسكري، بل أيضًا على المستوى المعنوي والإعلامي.

التأثير على الوضع الإقليمي

تشير التقديرات إلى أن اغتيال أبو عبيدة قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في قطاع غزة، وربما يدفع حركة حماس للرد العسكري أو إطلاق صواريخ تجاه المدن الإسرائيلية. ومن الممكن أن تتفاقم الأزمة إذا قامت إسرائيل بملاحقة قادة آخرين خارج قطاع غزة، مما يزيد من احتمالات الاحتكاك الإقليمي بين إسرائيل والدول المحيطة.

كما أن هذه العمليات تعكس السياسة الإسرائيلية في مواجهة الفصائل الفلسطينية المسلحة، والتي تعتمد على اغتيال القيادات وتقويض القدرة التنظيمية للحركة كوسيلة للسيطرة على التهديدات الأمنية المحتملة.

الأبعاد الأمنية والسياسية للاغتيال

تتخذ إسرائيل من هذه العمليات جزءًا من استراتيجية شاملة تهدف إلى:

تفكيك الهياكل العسكرية لحركة حماس ومنع أي عمليات مستقبلية ضد إسرائيل.

تقليل القدرات الإعلامية للحركة من خلال استهداف الناطقين العسكريين البارزين مثل أبو عبيدة.

فرض الردع العسكري على الفصائل الفلسطينية المسلحة لضمان الأمن على الحدود الإسرائيلية.

كما أن اغتيال قادة الحركة في الخارج، كما أشار زامير، يعكس إرادة إسرائيلية في ملاحقة أي عناصر قيادية مهما كان مكان تواجدهم، لضمان منع أي تخطيط أو تجهيز لهجمات ضد إسرائيل أو مصالحها.

التوقعات المستقبلية

من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة سلسلة من الأحداث الميدانية والسياسية، حيث من المرجح أن تواصل إسرائيل استهداف قيادات حماس داخل وخارج غزة، بينما تسعى الحركة للرد على الاغتيالات من خلال عمليات عسكرية محدودة أو تحركات سياسية ودبلوماسية لرفع الضغط الدولي على إسرائيل.

كما أن المجتمع الدولي يراقب الوضع عن كثب، مع التركيز على حماية المدنيين ومنع التصعيد العسكري الكبير في القطاع. 

ويعد اغتيال أبو عبيدة مؤشرًا على أن التوترات بين إسرائيل وحركة حماس قد تدخل مرحلة جديدة من التصعيد، خصوصًا مع إعلان الجيش الإسرائيلي استهداف قادة الحركة في الخارج.

يشكل اغتيال أبو عبيدة خطوة مهمة في سلسلة العمليات الإسرائيلية ضد حركة حماس، ويعكس توجه إسرائيل لملاحقة القيادات العسكرية والسياسية للحركة خارج قطاع غزة. ويبرز هذا التطور حجم التوتر المستمر بين الطرفين، وتأثيره المحتمل على الاستقرار في المنطقة.

ومع استمرار التصعيد، يبقى مراقبو الشأن الفلسطيني والإسرائيلي في حالة ترقب لمزيد من التطورات، خاصة فيما يتعلق بردود الفعل العسكرية والسياسية لحركة حماس، والاستراتيجية الإسرائيلية في الحفاظ على أمن الدولة ومنع أي تهديد مستقبلي.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1